رئيس صربيا: واشنطن وبريشتينا لا تحترمان أي اتفاق بشأن كوسوفو
الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش يؤكد، عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي في ضوء التوترات في كوسوفو وميتوهيا، أنّ السلطات الأميركية وحكومة كوسوفو في بريشتينا "لا يحترمون أيّ عمل أو اتفاق سابق".
أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي، اليوم الأحد، في ضوء التوترات في كوسوفو وميتوهيا، أنّ السلطات الأميركية وحكومة كوسوفو في بريشتينا "لا يحترمون أيّ عمل أو اتفاق سابق".
وأضاف الرئيس الصربي إنّ "بلغراد الرسمية ستواصل الكفاح بشأن قضية كوسوفو وميتوهيا بكل الوسائل القانونية"، مشدداً على أنّ "بريشتينا يجب أن تشكل مجتمعاً للجالية الصربية وفقاً لاتفاقية بروكسل لعام 2013".
وسأل فوتشيتش الأميركيين قائلاً "أخبرونا، ما هي الاتفاقية التي تلتزم بها بريشتينا وما هو العمل الذي تمتثل له؟ ميثاق الأمم المتحدة؟ قرار مجلس الأمن رقم 1244؟ اتفاقية بروكسل أو اتفاقية واشنطن؟".
وطلب من واشنطن "تسمية إحدى هذه الوثائق، التي تمتثل لها بريشتينا.. واحدة على الأقل يلاحظونها هم والأميركيون"، مضيفاً أنه "يمكنكم أن تروا أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل، فقط يمكننا أن نفعل أي شيء نريد وبالمقدار الذي نريد".
إطلاق نار وحواجز في كوسوفو رفضاً لقرارات الحكومة
وفي وقت سابق اليوم الأحد، أفادت شرطة كوسوفو ووسائل إعلام محلية بوقوع انفجارات وإطلاق نار وإقامة حواجز على الطرق ليلاً شمالي البلاد، ما تسبب بإصابة بعض الأشخاص، جراء أعمال عنف في شمالي كوسوفو إثر إغلاق صربيين الطرق.
وذكرت وكالة "رويترز" أنّ شرطة كوسوفو تبادلت النيران مع صرب محليين يغلقون الطرق، فيما أفادت بعثة سيادة القانون التابعة للاتحاد الأوروبي، المعروفة بـ"إيوليكس"، بأنّ "قنبلة صوتية ألقيت على دورية استطلاع تابعة للبعثة الليلة الماضية"، لكن لم تتسبب بوقوع إصابات أو أضرار مادية.
وتصاعدت التوترات بين الحكومتين، بعد أن أعلنت حكومة كوسوفو، بقيادة رئيس الوزراء ألبين كورتي، في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، أنّ وثائق الهوية الصربية ولوحات ترخيص المركبات لم تعد صالحة في إقليم كوسوفو، ويجب استخراج وثائق من خلالها، وإلّا فإنها ستفرض غرامات على المخالفين بداية من 1 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وردّ الصرب في كوسوفو بغضب على التغييرات المقترحة، ومن المقرر أن تستمر هذه الفترة الانتقالية حتى 21 نيسان/أبريل المقبل، وبعد ذلك ستبدأ شرطة كوسوفو مصادرة المركبات التي تحمل لوحات تسجيل صربية.
زاخاروفا: لماذا لا يتحرك الاتحاد الأوروبي لحلّ المشكلة؟
وعقب الأحداث، صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الأحد، بأنّ "الاتحاد الأوروبي يقوم بشكل أساسي بوضع خطط للوصول للوضع الحالي في كوسوفو منذ سنوات".
وأضافت زاخاروفا معلّقةً على تصريح رئيسة مجلس الوزراء الصربية، آنا برنابيتش، أنّ البلاد على وشك الحرب وسألت "لماذا التقاعس؟ هذا هو بالضبط الوضع الذي كان الاتحاد الأوروبي يضع له نموذجاً منذ سنوات".
أما مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، فقال إنّ "الاتحاد الأوروبي لن يتسامح مع الهجمات ولا في استخدام أعمال إجرامية عنيفة في الشمال".
وفي تغريدةٍ في توتر، أكّد بوريل أنّ "على مجموعات صرب كوسوفو إزالة الحواجز بسرعة، لاستعادة الهدوء"، مشيراً إلى أنّ بعثة الاتحاد الأوروبي المعنية بسيادة القانون في كوسوفو "ستواصل التنسيق مع السلطات المحلية".
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يفشل مجدداً في حل الخلاف بين صربيا وكوسوفو
صربيا تطالب بنشر قوات في كوسوفو
وأمس السبت، قال فوتشيتش إنّ بلاده "ستطلب إعادة قواتها إلى كوسوفو لحماية الأقلية الصربية"، مع اشتداد التوترات بين الخصمين السابقين.
وأوضح فوتشيتش أنّ "الحكومة ستقرّر رسمياً الأسبوع المقبل تقديم التماس إلى قائد قوة حفظ السلام في كوسوفو"، معترفاً بأنّه "يتوقع فشل محاولة صربيا"، حسبما نقلت وكالة "بلومبيرغ".
ويمكن لصربيا أن تنشر ما يصل إلى 1000 من أفراد الجيش والشرطة في كوسوفو بموجب قرار للأمم المتحدة، كان جزءاً من تدابير لإنهاء حرب 1999، لكنّ فوتشيتش قال "ليس لدي أوهام وأعلم أنهم سيرفضون مثل هذا الطلب".
وبعد 14 عاماً من إعلان كوسوفو ذات الأغلبية الألبانية استقلالها عن صربيا، ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شماليها، ويستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية، رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.
صربيا استنفرت قواتها.. وحذّرت من "أعمال عنف"
وكان الرئيس الصربي أعلن، الشهر الفائت، أنّ سلطات كوسوفو أرسلت قواتٍ خاصة تابعة لوزارة الداخلية إلى منطقة شمالي البلاد، يسكنها الصرب، مشيراً إلى أنّ بريشتينا كانت "تخطط أعمالَ العنف منذ شهور".
فيما أعلن وزير الدفاع الصربي، ميلوس فوتشفيتش، وضع القوات العسكرية لبلاده في حالة تأهب قصوى بسبب الوضع في كوسوفو وميتوهيا.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي تطلب فيها بلغراد نشر قوات في كوسوفو، بموجب أحكام قرار مجلس الأمن الدولي الذي أنهى حرب 1998-1999، والتي تدخّل فيها الناتو ضدّ صربيا.
وفي الوقت الذي صدر القرار، كانت كوسوفو جزءاً من صربيا باعتراف دوليّ، لكن بدعم من الدول الغربية، أعلنت كوسوفو استقلالها في عام 2008، وهو إعلان لم تعترف به صربيا بالإضافة إلى عدد كبير من دول العالم.
ولوّح الناتو، في وقت سابق، بإرسال مزيد من القوات إلى كوسوفو إذا تجدد التوتر مع الصرب، بينما حمّلت موسكو واشنطن المسؤولية عن الصراع الحدودي بين صربيا وكوسوفو، مشيرة إلى أنّ "أميركا تهدف إلى إضعاف بعض الدول التي تعبّر عن موقف مستقل".
اقرأ أيضاً: روسيا تدعو كوسوفو إلى وقف الاستفزازات واحترام حقوق الصرب