صربيا: الرئيس يدعو "الأمن الوطني" إلى اجتماع بعد مقتل 3 صرب في كوسوفو

رئيس صربيا يعلن مقتل ثلاثة صرب في اشتباكات مع شرطة كوسوفو. ووزير داخلية كوسوفو يعلن السيطرة على الدير الذي قال إنه "تحصن فيه مسلحون بعد مقتل شرطي كوسوفي".

  • الشرطة الكوسوفية حاصرت الدير الذي تحصن فيه 30 مسلحاً
    الشرطة الكوسوفية حاصرت الدير الذي تحصن فيه 30 مسلحاً

أعلن الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، مساء الأحد، مقتل 3 مواطنين، وإصابة 2 آخرين من صرب كوسوفو، في اشتباكات مع شرطة كوسوفو شمالي الإقليم.

وقال فوتشيتش، في خطاب وجهه للمواطنين: "في غضون ساعة وعشرين دقيقة فقط، وفقاً لتقديراتنا، تمّ تطويق عشرات الصرب بالكامل، ومن الواضح أنّ هذا تمّ بالتعاون مع القوات الدولية، لوجستياً وبكل الطرق، وبعد التطويق، تعرضوا لهجوم وحشي".

وأضاف أنه "وفقاً لمعلوماتنا، قُتل ثلاثة صرب من كوسوفو وأصيب 2 آخران"، داعياً إلى اجتماع لمجلس الأمن الوطني الصربي"، ولم يستبعد اتخاذ إجراءات.

وفيما أوضح أنه "لا يؤيد قتل شرطي من كوسوفو"، أشار الرئيس الصربي إلى أنّ "الإرهاب المستمر في بريشتينا يدفع صرب كوسوفو في شمال المنطقة إلى الاشتباكات المفتوحة".

يأتي ذلك، بعدما أعلنت وزارة الداخلية في كوسوفو، مساء اليوم، السيطرة على دير بانجسكا شمالي الإقليم، "تحصن فيه نحو 30 مسلحاً  لساعات عدة"، بعد مقتل شرطي وإصابة آخر، ومحاصرة الشرطة للدير .

وقال وزير الداخلية، جلال سفيتشلا، في مؤتمر صحافي، اليوم الأحد: "استعدنا السيطرة على هذه المنطقة بعد معارك عدة".

ونددت كوسوفو بـ"الجريمة المنظمة" على حد تعبيرها، التي اتهمت فيها "مسؤولين في بلغراد".

ودان رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، على مواقع التواصل الاجتماعي الهجوم "الإجرامي"، مشيراً إلى أنّ "الجريمة المنظمة تهاجم بلادنا، بدعم سياسي ومالي ولوجستي من مسؤولين في بلغراد".

وقال  كورتي، في مؤتمر صحافي قبل السيطرة على الدير: "تحاصر قوات الشرطة التابعة لنا 30 مهنياً وعسكرياً أو شرطياً مسلحاً.. أدعوهم للاستسلام إلى أجهزتنا الأمنية"، قبل أن يعرض على الصحافيين صوراً لرجال مسلحين ومركبات عسكرية في باحة دير قيل إنه دير بانجسكا. 

وأكد "أنهم ليسوا مدنيين بل محترفون، من الشرطة أو الجيش، موجودون في الدير وفي محيطه"، بحسب الأبرشية. 

وذكر بيان صادر عن الأبرشية أنه "داخل الدير كان هناك مجموعة من الحجاج جاءت من نوفي ساد وكاهن". وأنه "لضمان سلامتهم احتموا داخل الدير بعد أن قام رجال ملثمون باقتحام دير بانجسكا بمدرعة، وكسروا البوابة".

وأكد مسؤول في الشرطة المحلية لوكالة "فرانس برس" أنه جرى تبادل لإطلاق النار مع المسلحين"، قائلاً: "يمكننا مشاهدة رجال مسلحين يرتدون الزي العسكري، وهم يطلقون النار علينا ونحن نرد".

وفي التفاصيل، اندلعت أعمال العنف صباح الأحد، عندما قُتل شرطي أثناء قيامه بدورية بالقرب من الحدود مع صربيا.

وبمجرّد وصول دورية الشرطة بالقرب من موقع تمّ الإبلاغ عن إغلاق الطريق فيه، وتعرّضت وحدة الدورية لهجوم من مواقع مختلفة بالأسلحة الثقيلة، بما في ذلك القنابل اليدوية، وأصيب شرطي آخر"، وفق الشرطة.

من جهتها، رفضت صربيا الاتهام ووصفته بـ"أكاذيب" بريشتينا.

وكان الرئيس الصربي، أعلن أنه سيتحدث "لدحض كل أكاذيب ونظريات المؤامرة لألبين كورتي الذي لا يخلق سوى الفوضى والجحيم في كوسوفو"، وفق تعبيره.

هذا ودان مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بشدة الذي  وصفه بـ"الهجوم البشع" الذي استهدف الشرطة في كوسوفو.

وقال بوريل في بيان: "أدين بأشد العبارات الهجوم البشع الذي نفّذته عصابة مسلحة ضد عناصر شرطة كوسوفو في بانيسكا/بانيسكه في شمال كوسوفو، ما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة إثنين بجروح".

وأضاف بوريل: "يجب التحقق من جميع الوقائع المرتبطة بالهجوم". و "يجب أن يواجه المسؤولون عن ارتكابها العدالة".

وتشهد كوسوفو، الإقليم الصربي السابق الذي أعلن استقلاله في 2008، مواجهات متكررة، وتستمر التوترات هناك بين حكومة كوسوفو والصرب الذين يعيشون بشكل رئيسي في شمالاً.

وكانت اندلعت التوترات بين صربيا وكوسوفو خلال الأشهر الماضية من العام الحالي على خلفية الانتخابات المحلية.

اقرأ أيضاً: نيران "الناتو" تحت رماد الأزمة.. جذور الصراع في كوسوفو

اخترنا لك