مع اقتراب الانتخابات البولندية.. الخلافات بين وارسو وكييف تتصاعد

تقرير أميركي ذكر أن "ما هو أقل وضوحاً في العلاقة هو سبب تصرف المسؤولين الأوكرانيين بوقاحة وفظاظة على نحو متزايد، عندما يطلب بعض أعظم شركائهم الأجانب مزيداً من الامتنان". 

  • واشنطن إكزامينر: لماذا تواصل أوكرانيا وقاحتها بشأن المساعدات الخارجية؟
    زيلينسكي سبق أن وجه عدّة انتقادات لاذعة لحلفائه الغربيين سببت إحراجاً في الدوائر الدبلوماسية الغربية

تناول تقرير في صحيفة "واشنطن إكزامينر" الأميركية، بعنوان "لماذا تواصل أوكرانيا وقاحتها بشأن المساعدات الخارجية؟"، التوترات التي تشوب علاقة كييف بحلفائها الغربيين، على خلفية الوضع الصعب الذي تعانيه قواتها مع تعثر الهجوم المضاد في خرق خطوط الدفاع الروسية.

وأوضح التقرير أنه "من المفهوم أن أوكرانيا تريد تعظيم وصولها إلى الأسلحة الفعالة والمساعدة المالية القصوى، لكن ما هو أقل وضوحاً هو سبب تصرف المسؤولين الأوكرانيين بوقاحة وفظاظة على نحو متزايد، عندما يطلب بعض أعظم شركائهم الأجانب مزيداً من الامتنان". 

وأضاف أنه "بالنظر إلى ما حدث يوم الثلاثاء، لاحظ رئيس مكتب السياسة الدولية للرئيس البولندي، مارسين برزيداتش، أنه "سيكون من المفيد لأوكرانيا أن تبدأ في تقدير الدور الذي لعبته بولندا على مدى الأشهر والسنوات الماضية". 

ورداً على ذلك، استدعت الخارجية الأوكرانية السفير البولندي، وقالت الوزارة إنها "شددت على أن التصريحات حول جحود الأوكرانيين المزعوم لمساعدة بولندا غير صحيحة وغير مقبولة".

وذهب أندري سيبيها، المسؤول في المكتب فولوديمير زيلينسكي، إلى أبعد من ذلك، فقد لاحظ أنه "عندما تكون أوكرانيا في حالة حرب، فإنّ محاولة "المساومة" على شيء أكثر منها ترقى إلى الخيانة، التي يجب أن لا يكون لها مكان في علاقاتنا".

اقرأ أيضاً: بولندا والأطماع في غربي أوكرانيا.. ما الأسس التاريخية للرواية؟

ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية هذا الشتاء، تشعر الحكومة البولندية بالقلق من تزايد الغضب من جانب المزارعين المحليين بسبب تعرضهم لتهديد المنتجات الأوكرانية الأرخص ثمناً، فحتى الآن رفض زيلينسكي بشدة إبرام صفقة من شأنها تقييد هذه الصادرات.

ومع استمرار روسيا في تقييد صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود، أصبحت صادرات الحبوب الأوكرانية البرية أكثر أهمية لاقتصادها.

ومع ذلك، فإنّ القضية هنا ليست أنّ أوكرانيا تريد تجنب التضحيات المؤلمة لاقتصادها التصديري، يشير التقرير، وإنما هي "الطريقة التي يرغب بها المسؤولون الأوكرانيون في تفاقم الخلافات الدبلوماسية من دون اعتبار للدعم الذي قدمته الحكومات الأجنبية لهم".

ويخلص التقرير إلى القول أنه "من المفهوم أن أوكرانيا تعتقد أنها تستحق المساعدة، ولكن من خلال انتقاد أكثر كلّما تم تقديم طلبات خفيفة للحصول على شكر أكبر، فإنّ أوكرانيا لا تخدم مصالحها الخاصة".

وفي الواقع، يختم التقرير بأنّ هذا النوع من التعامل "الفظ" من شأنه أن "يقلل من احتمال أن تكون المعونة في المستقبل بالسخاء نفسه"، إذ يأتي ذلك في وقت شكّلت الحرب في أوكرانيا فرصة كبيرة لبولندا لاستعادة دورها السياسي التاريخي كلاعب أساسي في منطقة شرق أوروبا، تكاد تكون الفرصة الأكبر منذ نحو 3 قرون. 

وفي سياق تاريخ بولندا وعلاقاتها بجيرانها، تبدو التقارير عن خوف يسري في دوائر كييف من "ثمن" ستدفعه أوكرانيا مقابل "كرم بولندا الاستثنائي" مع أوكرانيا في الحرب ضدّ روسيا منطقية، لا سيما بعد الحديث عن نية وارسو إجراء استفتاء غربي أوكرانيا على الانضمام إليها.

اقرأ أيضاً: الجيش الأوكراني يشتكي ذخائر بولندا الصدئة

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك