عمليات التأثير السرية: كيف توجه واشنطن سياساتها عبر السوشال ميديا؟

القيادة الأميركية الوسطى تقوم عبر حسابات افتراضية باستخدام تكتيكات خادعة للترويج للروايات الموالية للغرب في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

  • أزالت
    حذفت منصتا "تويتر" و"ميتا" بعض الحسابات المزيفة لانتهاكها المعايير الموضوعة

في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس 2022، حذفت "تويتر" و"ميتا" مجموعتين متداخلتين من الحسابات لانتهاكهما شروط خدمة منصتيهما. وذكرت "تويتر" أن الحسابات خالفت سياساتها بشأن "التلاعب بالمنصة والرسائل غير المرغوب فيها"، في حين قالت "ميتا" إن هذه الحسابات تشارك في "سلوك غير حقيقي منسق". وبعد الحذف، قدمت كلتا المنصتين أجزاء من النشاط إلى "Graphika" ومرصد "سياسة السايبر" في مركز ستانفورد للإنترنت (SIO) لمزيد من التحليل.

ووجد التحقيق المشترك شبكة مترابطة من الحسابات على تويتر وفيسبوك وإنستغرام و5 منصات أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي استخدمت تكتيكات خادعة للترويج للروايات الموالية للغرب في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

وقامت هذه الحملات على تعزيز الروايات التي تروّج لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها بينما تعارض دولاً من بينها روسيا والصين وإيران. 

وانتقدت الروايات روسيا بشدة على وجه الخصوص، متهمة موسكو بقتل مدنيين أبرياء وارتكاب أمور أخرى في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في شباط/فبراير من هذا العام. وللترويج لهذه الرواية وغيرها، نشرت الحسابات في بعض الأحيان مقالات إخبارية من وسائل الإعلام التي تمولها الحكومة الأميركية، مثل صوت أميركا وراديو أوروبا الحرة، وروابط لمواقع الويب التي يرعاها الجيش الأميركي. كما روج جزء من النشاط للرسائل المناهضة للتطرف.

من جهتهما، لم تعلن "تويتر" و"ميتا" التفاصيل الفنية لتحقيقاتهما. كما إنهما لم تنسبا النشاط إلى أي كيان أو منظمة، ولكن أدرجت "تويتر" أن منشأ النشاط "الافتراضي" هو الولايات المتحدة وبريطانيا، في حين قالت "ميتا" إن "بلد المنشأ" هو الولايات المتحدة.

وغطت مجموعة بيانات "تويتر" 299.566 تغريدة من قبل 146 حساباً بين آذار/مارس 2012 وشباط/فبراير 2022. وتنقسم هذه الحسابات إلى مجموعتين. الأولى كانت مرتبطة بحملة رسائل حكومية أميركية علنية تسمى مبادرة "الويب عبر الإقليم"، والتي تم توثيقها على نطاق واسع في الدراسات الأكاديمية والتقارير الإعلامية. والثانية تشمل سلسلة من الحملات السرية ذات الأصل غير الواضح. وتم تمثيل هذه الحملات السرية في مجموعة بيانات "Meta" المكونة من 39 ملفاً شخصياً في "فيسبوك" و16 صفحة ومجموعتين و26 حساباً في "إنستغرام" من عام 2017 إلى 2022.

ويوضح هذا التقرير النطاق الأوسع من الجهات الفاعلة المشاركة في عمليات نشطة للتأثير في الجماهير عبر الإنترنت، في روسيا، والصين، وإيران، وغيرها. ويبين التقرير ثبوت تبعية الحسابات التي شاركت في الحملات السرية، للقيادة الأميركية الوسطى وترويجها لما تبثه من معلومات.

وكان أبرز ما حاولت  هذه الحسابات بثه من سردية بشأن إيران: "الحكومة الإيرانية تأخذ الطعام من الإيرانيين لمصلحة حزب الله"، و"بدعمه حماس وحزب الله جلب سليماني الفقر لإيران"، و"مسؤولية المرشد عن قتل متظاهرين عام 2021"، و"إثارة قضية الأهواز"، و"مقارنة فرص المرأة الإيرانية داخل إيران وخارجها".

كذلك، كان هناك تركيز على الاحتجاجات الشعبية على فرض الحجاب، تحت عناوين تروج أن "وضع المرأة لم يتحسن في إيران".

وفي ما يخص الحملات الإيرانية الموجهة للجمهور الأفغاني، كان عمل هذه المجموعات يتم تحت عناوين "إيران تتاجر بأعضاء اللاجئين الأفغان"، و"الحرس يجبر الأفغان على الذهاب للقتال في اليمن"، و"إيران تقتل الأبرياء في سوريا وترعى الإرهاب"، وغيرها.

وقد ذكر التقرير  أن استخدام الصور الوهمية كثر في الحسابات الناشطة ضمن حملات منطقة الشرق الأوسط.

وبالنسبة إلى العراق، نشط الحديث عن "امتداح القوات العراقية المرتبطة بالأميركيين"، في مقابل  "التهجم على الحشد الشعبي الذي يخدم المشروع التوسعي الإيراني". وإضافة إلى ذلك، "اتهام الحشد باستهداف المدنيين"، و"اتهام إيران بالتسبب بالجفاف في العراق وإغراقه بالمخدرات".

أما يمنياً، فقد تركزت الحملة على الهجوم على حركة أنصار الله، باعتبارهم "وكلاء إيران وحزب الله ويمنعون المساعدات الإنسانية، ويتعرضون لوسائل الإعلام، ويستخدمون الألغام ضد المدنيين".

اخترنا لك