"فورين بوليسي": الولايات المتحدة تخلق أزمة كوسوفو.. والإحباط يوجه سياستها
مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أوضحت أنّ "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عجزا عن الإجابة على أسئلة أساسية بشأن الحلول المقترحة للأزمة في كوسوفو.
تحدث تقرير في موقع مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، اليوم الأربعاء، بعنوان"الولايات المتحدة تخلق أزمة كوسوفو"، عن الآفاق المحتملة للصراع الذي تفاقم مؤخراً بين كوسوفو وصربيا، بعدما ظلّ لسنوات طويلة منضبطاً ضمن الاتفاقيات التي أعقبت الحرب عام 1999.
وقارنت المجلة بين أزمة "الأوكرانيين الروس" مع نظام كييف، وأزمة الصرب الذين يعيشون في إقليم كوسوفو، معتبرةً أنه "إذا كان بإمكان أيّ شخص أن يفهم المواجهة القبيحة غير الضرورية بين الولايات المتحدة وكوسوفو، فهو فولوديمير زيلينسكي".
وأوضحت ذلك بأنه "إذا أراد الرئيس الأوكراني منح العرقية الروسية الحكم الذاتي، فسيطرح زيلينسكي على الفور ثلاثة أسئلة: هل سيقبل المتحدثون بالروسية أنهم يعيشون في أوكرانيا وليس روسيا؟ وهل ستعترف روسيا بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها؟ وهل ستسمح لنا بالانضمام إلى الناتو؟".
وهذه الأسئلة، أكّدت "فورين بوليسي"، أنه يمكن إسقاطها على الخلاف بين كوسوفو وصربيا، وأنّ "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عجزا عن الإجابة عليها، وهذا هو السبب الجذري للصراع على السلطة مع رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي".
وأوضح التقرير أنه "بدلاً من النظر إلى الحكم الذاتي بشكل استراتيجي، كما يفعل زيلينسكي، وكما يفعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإنّ مسؤولي إدارة بايدن عقائديون، مثل رئيس وزراء كوسوفو الذي أثار غضب الغرب".
اقرأ أيضاً: نيران "الناتو" تحت رماد الأزمة.. جذور الصراع في كوسوفو
وركّزت واشنطن على "التزام كوسوفو الطويل الأمد، الذي قبله رئيس وزرائها كورتي مؤخراً، بإنشاء جمعية للبلديات ذات الأغلبية الصربية"، ولكن لأنّ واشنطن اعتبرت أن كورتي "لم يفِ بالتزاماته"، وكذلك بسبب الإجراءات شمالي البلاد، فرضت عقوبات على كوسوفو، وهي تعد بأخذ المزيد من الإجراءات أيضاً.
وتابعت المجلة بأنّ "كورتي تجاهل الضغط من واشنطن، ورفض حتى الآن مطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسحب الشرطة الخاصة من الشمال، وإبعاد رؤساء البلديات الذين تم تنصيبهم مؤخراً من المباني البلدية، والتحرك نحو انتخابات جديدة".
ويصرّ كورتي على أنّ "الصرب الذين هاجموا الناتو وشرطة كوسوفو في 29 مايو/أيار سيُقدمون إلى العدالة، كجزء من خطة رئيس الوزراء المكونة من خمس نقاط لنزع فتيل التوترات".
ولتجنب مقاطعة صربية أخرى للانتخابات، اقترح رئيس كوسوفو، فجوسا عثماني، الذي يدعم إلى حدّ كبير خطّ كورتي، أن يوقع 20% على الأقل من الناخبين على عريضة لإجراء اقتراع جديد.
وبهذه الخطوات، أغضب كورتي الولايات المتحدة، أهم حليف لكوسوفو، وعزل الأغلبية الصربية في كوسوفو، وشجع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش.
ولكنّ المجلة لفتت إلى أنّ "فرض المزيد من العقوبات أيضاً يشكل خطأً فادحاً، فالمشكلة في الغالب هي خطأ واشنطن وبروكسل".
وأضافت أنه "يجب على وزير الخارجية أنتوني بلينكن التفكير مرتين قبل معاقبة حليف في بريشتينا".
وختمت المجلة بأنه "بدلاً من السماح للإحباط بتوجيه السياسة الأميركية تجاه كوسوفو، أو السماح للوهم بتوجيه السياسة تجاه صربيا، يحتاج بلينكن إلى إعادة النظر بشكل عاجل في نهج إدارته".