لبنان: دائرة المرشحين للرئاسة الأولى.. نتائج افتراضية لنواب "الشمال الثالثة"

تكتسب محافظة الشمال، وخصوصاً الدائرة الثالثة منها، أهمية خاصة في الانتخابات التشريعية اللبنانية، لأن عدة شخصيّات سياسيّة تنتمي إلى هذه الدائرة تمثّل مرشحين محتملين لرئاسة الجمهورية.

  • لبنان: دائرة المرشحين للرئاسة الأولى: نتائج افتراضية لنواب
    دائرة المرشحين للرئاسة الأولى: نتائج افتراضية لنواب "الشمال الثالثة"

بعد إعلان وزارة الداخلية اللبنانية لوائح المرشحين للانتخابات المزمع إجراؤها منتصف أيار/مايو المقبل، صار في إمكان مراكز الأبحاث واستطلاعات الرأي تتبُّع مسارات العملية الانتخابية، استناداً إلى أساليب وطرائق إحصائيّة علميّة، قد تقارب النتائج النهائية، أو على الأقل تسلط الضوء على المنحى العام لنتائج الانتخابات. 

وتكتسب محافظة الشمال، وخصوصاً الدائرة الثالثة منها، أهمية خاصة في الانتخابات لأن عدة شخصيّات سياسيّة تنتمي إلى هذه الدائرة تمثّل مرشَّحين محتملين لرئاسة الجمهورية، من دون حصريّة، فالأبواب مفتوحة لمن يريد من أبناء الطائفة المارونية، التي يُفترض أن يكون الرئيس منها.

أبرز أصحاب ثلاثة أسماء شماليّة، هم رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل (البترون)، ورئيس "تيّار المردة" سليمان فرنجية (زغرتا)، وقائد "القوّات اللبنانية" سمير جعجع (بشري).

ثمة دائرتان أُخريان في المحافظة، هما عكار، وطرابلس والضنية والمنية.

وفي عملية سبر للواقع الانتخابي في الدوائر التي يتبع لها هؤلاء المرشحون للرئاسة الأولى، قام "مركز الإحصاء والدراسات الاستراتيجية"، برئاسة الدكتور إيليا إيليا - دكتور في العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية - باستطلاع رأي إحصائي، استناداً إلى 4890 استمارة، تناولت الدائرة الثالثة من محافظة الشمال.

عدد المقاعد في الدائرة الثالثة تتوزع على مقعدين في قضاء البترون، مدينة باسيل، ومقعدين في بشري، مدينة جعجع، وثلاثة مقاعد في زغرتا، مدينة فرنجية، وثلاثة مقاعد في الكورة، حيث لا مرشحين موارنة للرئاسة.

ولئن لم يكن من رابط مباشر بين الانتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية، لكن التمثيل القويّ، في حال الفوز نيابياً لأحد المرشحين لرئاسة الجمهورية، يعطيه مشروعيّة الطموح للرئاسة. لذلك، يسعى الطامحون إلى الرئاسة لتحقيق نتائج عالية في الانتخابات النيابية، الأمر الذي يعطيهم دفعاً معنوياً في الانتخابات الرئاسية.

"الخطأ في الدراسة لا يتعدى 5%"، بحسب منظمها إيليا، فهي دراسة علمية تستند إلى علم الإحصاء.

عدد الناخبين في هذه الدائرة يبلغ 257964، يتوزعون على زغرتا، كأكبر دائرة فرعية، وتضم 81959 مقترعاً، تليها الكورة بـ 62667، فالبترون بـ 62444، فبشري بـ 50894. ووُزِّعت أعداد الاستمارات عليها، فخُصِّصت زغرتا بـ 1450 استمارة، والكورة بـ 1200، والبترون بـ 1380، وبشري بـ 860.

يفيد إيليا "الميادين نت" بأن "اختيار أعداد الاستمارات لكل دائرة فرعية يراعي حساسيّة المعركة، ومدى حماوتها، استناداً إلى نتائج الدورة السابقة عام 2018. وخُصصت القرى أو البلدات بعدد أكبر من الاستمارات، عندما كنا نلمس حيويّة، وحماوة انتخابية في بعض منها، بهدف فهم اتجاه الناخبين".

بعد فرز الاستمارات، التي اعتمدت الدراسة عليها، تبيّن أن عدد الأصوات التفضيلية التي نالها المرشحون هي 114092، والأصوات التي نالتها اللوائح هي 5684، والأشخاص الذين لم يُسَمّوا أحداً هم 8796.

في احتساب العتبة الانتخابية، يَظهر أن عدد الناخبين هو 296753، والعدد المتوقع للمقترعين هو 128572. وباقتسام عدد المقترعين على المقاعد العشرة المخصصة للدائرة، تصبح العتبة 12857 صوتاً. ومن لا يحصل على هذا الرقم من المرشحين، يصبح خارج اللعبة.

والعتبة الانتخابية يوضحها إيليا بأنها "حصيلة عدد المقترعين مقسوماً على عدد المرشحين، وكلّ لائحة لا تستطيع أن تحصل على رقم ناخبين وفق العتبة، تخرج من المنافسة الانتخابية".

أمّا حصيلة عدد المقترعين، ويسمى "الحاصل الانتخابي"، فهو عدد المقترعين ناقصاً مجموع أصوات اللوائح، التي لم توفَّق في دخول السباق.

ويشير إيليا إلى أنه "على أساس الحاصل يتم توزيع المقاعد على اللوائح".

  • توزيع المقاعد في دائرة الشمال الثالثة وعدد الناخبين في أقضيتها
    توزيع المقاعد في دائرة الشمال الثالثة وعدد الناخبين في أقضيتها

بناءً على ذلك، يصبح الحاصل الانتخابي الجديد (128572-8280= 120292)، ويقسم الحاصل الانتخابي النهائي على 10 مقاعد، فيصبح الحاصل 12029 صوتاً (مع العلم بأن رقم 8280 هو من اللوائح الخارجة من المنافسة الانتخابية بسبب عدم حصولها على الحاصل العام).

المقاعد التي حصلت عليها اللوائح، بحسب النسبة المئوية لكل لائحة، تبيّن أن لائحة "رح نبقى هون" (التيار الوطني الحر) حصلت على 1.98 مقعد، ونبض الجمهورية القوية (القوات اللبنانية) 3.05 مقاعد، وشمال المواجهة (معوض - حرب) 1.74مقعد، ولائحة وحدة الشمال (المردة - القومي) 2.49 مقعد.

وبالنتيجة، فإن النواب المتوقع فوزهم في الدائرة الثالثة هم:

في بشري: استريدا جعجع 37.69%، وجوزيف إسحق 33.49% (كلاهما من نبض الجمهورية القوية - القوات).

في زغرتا: طوني فرنجية (لائحة وحدة الشمال - مردة) 30.11%، وميشال معوض (لائحة شمال المواجهة - حركة الاستقلال) 30.06%، وبيار رفول (لائحة رح نبقى هون - التيار العوني) 12.50%.

في البترون: جبران باسيل (لائحة رح نبقى هون - التيار العوني) 34.64%، ومجد حرب (لائحة شمال المواجهة - مستقل) 22.25%.

في الكورة: فادي كرم (لائحة نبض الجمهورية القوية - القوات) 33.88%، وسليم سعادة (لائحة وحدة الشمال - القومي)  17.31%، وفادي غصن (لائحة وحدة الشمال - مردة) 17.14%.

  • نتائج الانتخابات المتوقعة بحسب دراسة مركز الإحصاء والدراسات الاستراتيجية
    نتائج الانتخابات المتوقعة بحسب دراسة مركز الإحصاء والدراسات الاستراتيجية

 

انتخابات تشريعية مصيرية يشهدها لبنان، بعد ما يزيد على العامين من أزمة اقتصادية سياسية غير مسبوقة، تشابك فيها المحلي مع الإقليمي والدولي، فكيف سيكون وجه لبنان بعد هذه الانتخابات؟

اخترنا لك