لقاء "نداء القدس" يعلن التمسك بمقاومة الاحتلال حتى تحرير كامل فلسطين

البيان الختامي للقاء "نداء القدس" يشدد على ضرورة توحد الشعب الفلسطيني داخل فلسطين، وفي مخيمات الشتات، والوقوف خلف الهبّة المقدسية للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.

  • لقاء
    لقاء "نداء القدس" يرفض التطبيع مع "إسرائيل" ويدعو إلى التمسك بمقاومة الاحتلال لتحرير كامل فلسطين

صدر، عن لقاء "نداء القدس" في القدس المحتلة وبيت لحم، بيان، اليوم الإثنين، أكد أنّ "فلسطين كلها أرض فلسطينية، وستبقى فلسطينية، بشهادة التاريخ والحاضر".

وثمّن اللقاء دماء الشهداء وأرواحهم ونضالاتهم وتضحياتهم، مشدداً على أنّ "راية الكفاح الفلسطيني ستبقى مرفوعة، حتى تحرير كامل الأرض الفلسطينية".

وجاء في البيان: "من القدس وبيت لحم، نرفع باسم الشعب الفلسطيني هذا الصوت، بينما يصمّ العالم أُذُنيه عن نداء الحقوق المهدورة والعدالة المنتهَكة، ويتعامى عن أشنع الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في أرض فلسطين بحقّ الإنسانية".

وقال البيان "إنَّ ما يجري اليوم في فلسطين بصورة عامة، وفي القدس والمسجد الأقصى بصورة خاصة، يدلّ بوضوح على مدى التصميم الصهيوني على تجاوز كل الحدود، والذهاب إلى أبعد مدى في فرض مخططاته على الأرض، مستفيداً من التواطؤ الدولي الذي لا تُستثنى منه مواقف دول القُربى وإخوة اللسان والعقيدة".

وأضاف أنه "في المقابل، يعلن الشعب الفلسطيني بالأعمال قبل الأقوال، وبالتضحيات لا بالتمنيات، قراره الأصيل والصريح، متمسكاً بحقّه في مقاومة العدوان بكل الوسائل،ـ حتى تحرير كامل أرضه واستعادة كل حقوقه وعودة الشعب إلى وطنه".

وبالنسبة إلى المواجهات اليومية في المسجد الأقصى والقدس المحتلة، وغيرها من المدن الفلسطينية، أشار البيان إلى "البطولات الفردية للشبّان الفلسطينيِّين الواعين، والذين استطاعوا بقدرات بسيطة أن يُربكوا العدو، ويَحْملوه على دفع ثمن غالٍ لإجرامه المتواصل بحق الشعب الفلسطيني".

ورأى البيان أنّ "توحد الشعب الفلسطيني على كامل الأرض الفلسطينية، وفي مخيمات الشتات، وراء بطولات الشبّان الفلسطينيِّين، وخلف الهبّة المقدسية للدفاع عن الأقصى، يؤكد وضوح البوصلة لدى هذا الشعب، وفشل المشروع الصهيوني الذي لطالما عمل على تمزيق وحدة الفلسطينيين ودفعهم إلى التخلّي عن قضيتهم العادلة".

ودعا بيان اللقاء أحرار العالم إلى "تلبية نداء القدس، الذي يدعوهم إلى تحمّل مسؤولياتهم عن مستقبل العدالة والأمن والسلام في العالم"، مشدداً على أنّ "أحرار العالم مدعوّون إلى نقل رسالة الشعب الفلسطيني إلى بلدانهم وشعوبهم، وتعريفهم بحقيقة ما يجري في فلسطين".

واعتبر البيان أنّ المواجهات الأخيرة في المسجد الأقصى وما حوله "ليست مواجهات عادية، بل هي تطور خطير في مسار معركة مصيرية، لا معنى لأي نتيجة لها ما لم تكن القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة نظيفة تماماً من أي تهديد صهيوني، ومعها سائر بقاع فلسطين".

وبالنسبة إلى التطبيع مع "إسرائيل"، دعا بيان لقاء "نداء القدس" كلّ من "تورّط في التطبيع الذليل مع الكيان الغاصب إلى أن يعود سريعاً عن هذا النهج الخاسر، والذي لا يزيد العدو إلا إمعاناً في القتل والتدمير بحقّ فلسطين وأهلها"، معتبراً أنّ  "التطبيع الذي يحاول العدو الهروب إليه كي يُقنع نفسه بالانتصار، ليس إلّا سراباً ووهماً، ولن ينفعَه أي اعتراف يناله، ما دام الفلسطينيون لا يعترفون له بشيء".

وخلال اللقاء، الذي شارك فيه عدد من السياسيين والقوى الحزبية والناشطين، أُلقيت كلمات لبعض المشاركين، بحيث أكد عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح"، عباس زكي، أنّ فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية، والقدس هي القضية المركزية للأمتين المسيحية والإسلامية.

أمّا مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، فقال، من جهته، إنّ "الاحتلال لا يفرّق في اعتداءاته بين المسلمين والمسيحيين، فهو يستهدف المدينة القديمة والهوية الفلسطينية".

بدوره، شدّد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المحتلة، المطران عطا اللّة حنّا، على أنّ "القدس كانت وستبقى عربية فلسطينية، بأقصاها وقيامتها، بمسيحييها ومسلميها"، وقال: "لن نرضخ لضغوط الاحتلال".

أمّا الباحث في الشأنين الإسرائيلي والإقليمي، بسام أبو عكر، فقال إن "فلسطين حق لنا، ونحن الشعب الحقيقي لهذه الأرض، ولا يمكن لهذا الشعب أن يفرّط في قدسه وأقصاه."

وأوضحت الناشطة سهاد عبد اللطيف، من حيّ الشيخ جراح في القدس المحتلة، أنّ "حي الشيخ جراح ما هو إلا صورة تتكرر في كل الأحياء المقدسية، ضمن مخطط إسرائيلي، للهيمنة على مدينة القدس وتهويدها".

وفي سياق متصل، قال الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"، زياد النخالة، في كلمة خلال مؤتمر "فلسطين قضية الأمة المركزية"، المنعقد في صنعاء، إنّ "أولئك الذين يعتدون على اليمن يتقربون إلى الاحتلال الإسرائيلي ويغطون جرائمه"، مضيفاً أنّ "الأنظمة المطبّعة انشغلت بقمع شعوبها وخلق نزاعات داخلية في دولنا ومجتمعاتنا".

وأشاد النخالة بدفاع اليمن عن القدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية "على الرغم من المعاناة"، وتوجّه إلى "الشعب اليمني العظيم والشجاع وقيادته" بالتحية، قائلاً: "مظلوميتنا واحدة".

وانطلقت، اليوم الإثنين، فعاليات مؤتمر "فلسطين قضية الأمة المركزية" في مدينة صنعاء في اليمن، بمشاركة يمنية وعربية ودولية، دعماً للقضية الفلسطينية ومناصرةً للشعب الفلسطيني.

وفي السياق، شهد العراق وتونس تحركات اليوم أيضاً لتجريم التطبيع مع "إسرائيل". ودعت الهيئة الوطنية للمحامين في تونس في بيان السلطات إلى تجريم التطبيع بـ"صفة قانونية وصريحة"، ونددت بالاعتداءات الإسرائيلية اليومية بحق الشعب الفلسطيني.

اخترنا لك