موسكو: محاولة اغتيال مدير "البيت الروسي" هدفها الضرر بالعلاقة بـ بانغي

وزارة الخارجية الروسية تعرب عن أمل موسكو في تحديد هويات المسؤولين عن محاولة اغتيال مدير "البيت الروسي" في أفريقيا الوسطى، ونيلهم العقاب الذي يستحقونه.

  • روسيا تأمل بتحقيق سريع في محاولة اغتيال مدير
    روسيا تأمل تحقيقاً سريعاً في محاولة اغتيال مدير "البيت الروسي" في أفريقيا الوسطى

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، أنّ موسكو تأمل تحديد هويات المسؤولين عن محاولة اغتيال مدير "البيت الروسي" (المركز الثقافي) في جمهورية أفريقيا الوسطى، دميتري سيتي، ومعاقبتهم.

وفي وقتٍ سابق اليوم، أعلن الملحق الإعلامي في السفارة الروسية، في بانغي، عاصمة أفريقيا الوسطى، نقل سيتي إلى المستشفى عقب تعرضه لمحاولة اغتيال، عبر طرد انفجر فيه.

ودانت الوزارة "بشدة"، في بيان، عملية الاغتيال، مؤكدةً أنّ "هذا العمل الإجرامي يهدف بوضوح إلى عرقلة أنشطة البيت الروسي في بانغي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، وإلى إلحاق الضرر بالتطور الناجح في علاقات الصداقة بين البلدين".

وأضافت الوزارة أنّها تعوّل على "نتيجة التحقيق السريع، الذي تجريه السلطات المختصة في جمهورية أفريقيا الوسطى، والذي سيتم خلاله تحديد هويات المسؤولين عن تنظيم هذا العمل الوحشي وارتكابه، ونيلهم العقاب الذي يستحقونه".

وفي تفاصيل عملية الاغتيال، تسلّم سيتي، الذي يقيم خارج السفارة، طرداً عبر خدمة التوصيل الدولية، "دي أتش أل"، ووقع الحادث في منزله، وليس في أرض السفارة.

وقال رئيس الشرطة في أفريقيا الوسطى، فيينفينيو زوكوي، إنّ سيتي كان تلقّى تهديدات قبل ذلك، مشيراً إلى أنّ "التحقيق جارٍ في ملابسات الحادث".

سيتي تلقى رسالةً تدعو الروس إلى الخروج من أفريقيا

وأكد رجل الأعمال الروسي، يفغيني بريغوجين، أنّ المدير العام للبيت الروسي في جمهورية أفريقيا الوسطى سبق أن تلقى رسالة تدعو "الروس إلى الخروج من أفريقيا" .

وقال بريغوجين إنّ "جمهورية أفريقيا الوسطى، التي اضطهدها الفرنسيون لمئات الأعوام، وأبادوا سكانها ونهبوا ثرواتها، افتُتح فيها البيت الروسي في الأول من شباط/فبراير 2022. وكان يترأّسه وطني روسيا وجمهورية أفريقيا الوسطى دميتري سيتي ".

وبحسب رجل الأعمال، تلقى سيتي، في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، طردا قادماً من توغو، يحتوي على صورة لابنه الذي يعيش في فرنسا.

واحتوى الطرد على ملاحظة تقول إنّه "في المرة المقبلة، سيحصل على رأس ابنه، إذا لم يخرج الروس من القارة الأفريقية، وإن لم يفتحوا الأبواب أمام الفرنسيين".

وقال بريغوجين إنّ "سيتي تلقّى اليوم طرداً مرةً أخرى. وعلى الرغم من جميع التعليمات لمراعاة الإجراءات الأمنية، فإن سيتي فتحه وهو في حالة رد الفعل، معتقداً أنّ رأس ابنه كان داخل الطرد. فتحه وحدث الانفجار".

وأشار إلى أنّ "الأطباء الروس يبذلون قصارى جهدهم في مستشفى بانغي لإنقاذ سيتي"، مشيراً إلى أنّ سيتي قال، قبل أن يفقد وعيه، إنّه رأى "قصاصة مكتوباً فيها: هذه لك من كل الفرنسيين. الروس سيخرجون من أفريقيا".

وأفاد ريغوجين بأنّه "تقدم بطلب إلى وزارة الخارجية الروسية للشروع في إجراء إعلان فرنسا دولة راعية للإرهاب، ولإجراء تحقيق شامل في الأساليب الإرهابية لفرنسا وحلفائها الغربيين؛ الولايات المتحدة الأميركية وآخرين".

وتابع أنّه "إذا بقي دميتري سيتى في قيد الحياة، فسيواصل النضال ويرى بأم عينيه كيف سيحترق أولئك الذين حاولوا قتله في لهيب التاريخ. وإذا مات، فسيظل إلى الأبد رمزاً لهذا النضال".

وأضاف بريغوجين أنه "لن يتراجع أي روسي على الإطلاق من القارة الأفريقية حتى يغادر كل المستعمرين حدود بلادهم".

صورة من موقع حادث محاولة اغتيال سيتي

وأظهرت صورة فوتوغرافية، من مكان عملية محاولة الاغتيال، حصلت عليها وكالة "سبوتنيك" من ممثلي الشرطة هناك، رسالة تهديد "من جميع الفرنسيين".

وجاء في رسالة التهديد: "هذا لكم من جميع الفرنسيين. الروس سيرحلون من أفريقيا".

وتُظهر الصورة من موقع الانفجار مكتباً فيه شاشة ولوحة مفاتيح كمبيوتر، وقطع فنجان مكسور، وجسم زجاجي، وجسمان من البلاستيك الأسود، أحدهما يبدو كأنه قداحة، وإلى جانبهما طرد "دي أتش أل".

بدورها، نفت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، الاتهامات الروسية الموجّهة ضدها، بشأن مسؤولية باريس عن انفجار طرد مفخخ في أفريقيا الوسطى، أسفر عن إصابة مسؤول روسي، قائلةً إنّ "هذا الخبر غير صحيح".

يشار إلى أنّ العلاقات الروسية الأفريقية تعززت كثيراً في الآونة الأخيرة، إذ جرى تبادل الزيارات  الرسمية مراراً. وكانت جولة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في تموز/يوليو الماضي، في أفريقيا، تُعَدّ من أبرز الخطوات التي قامت بها موسكو لتعميق علاقاتها بدول القارة السمراء، بحيث تمت مناقشة الأجندة بين الطرفين، دولياً وإقليمياً، والتعاون الثنائي.

 وبسبب فشل السياسات الغربية في أفريقيا في جلب الاستقرار والأمن والازدهار، ولاسيما في مناطق النزاعات الدائرة منذ زمن، يقوم عدد من الأنظمة بالتوجه نحو روسيا، من أجل المساعدة على مواجهة الجماعات المسلحة وخطر الإرهابيين، الذين تتّهم بعض الحكومات دولاً غربية، بصورة مباشرة، في دعمهم ومساعدتهم.

اقرأ أيضاً: مالي: فرنسا تقوم بممارسات استعمارية.. ولدينا علاقات مثمرة بروسيا

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك