"نتنفس حرية".. معرض فني ينقل معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال

أكبر معرض من نوعه، "نتنفس حرية" يُقدّم أعمالاً فنيّة على مدار أيامٍ في مدينة غزة، في محاكاةٍ واقعيةٍ تتطرق لحياة الأسرى الفلسطينيين وصمودهم داخل سجون الاحتلال.

  • معرض
    معرض "نتنفس حرية" الفني الكبير، في مدينة غزة، تتواصل أعماله حتى يوم السبت القادم.

تستمر لليوم الثالث على التوالي أعمال المعرض النوعي الذي تمّ إطلاقه، يوم الاثنين، باسم الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة تحت شعار "نتنفس حرية"، في مدينة غزة.

ويشمل المعرض زوايا متنوعة، ومشاهد ورسائل حصرية من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأوضح المنظّمون أنّ المعرض سيستمر حتى السبت المقبل.

وبيّنت الحركة الأسيرة أنّ المعرض هو الأول من نوعه في فلسطين، والأكبر من حيث الأعمال الفنيّة، مؤكدةّ أنّه يجمعُ في زواياه أبعاد قضية الأسرى كافةً من معاناتِهم داخل سجون كيان الاحتلال، إضافةً إلى إنجازاتهم وتطلعاتهم ورسائل تحديهم وصمودهم.

وشارك عدد من أهالي الأسرى وقيادات من مُختلف فصائل المقاومة الفلسطينية في افتتاح المعرض، كما زارت عدة وفود مؤسساتية رسمية المعرض، وشاركت في حضور وإحياء نشاطاته المختلفة.

وضمّ المعرض، الذي من المقرر أن يستمر لمدة 6 أيام، لوحات فنية وتراثية وإنتاجات علمية تتعلق بقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتحاكي بشكل نوعي معاناتهم اليومية في الأسر.

ويُقدِّم المعرض لوحاتٍ فنية لعدد من الفنانين الفلسطينيين التي تتحدث عن الأسرى، والتي تحاكي التعذيب الإسرائيلي للمعتقلين، إلى جانب التغييب في السجون بشكلٍ فردي عبر سياسة العزل الانفرادي، بالإضافة إلى رسائل كُتبت بخط اليد لعدد من الأسرى في مختلف السجون.

واحتوى المعرض على زاويةٍ مصوّرة تتحدث عن تفاصيل حياة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، من خلال مقطع فيديو صُوِّر وسُرِّب من داخل السجون.

وأوضحت الهيئة المنظّمة للمعرض في حديثها للميادين نت، أنّ عدد الزوار تجاوز، حتى منتصف اليوم، الـ 2500 زائر، متوقعةً حضوراً أوسع، وصدىً أكبر خلال أيام المعرض المتبقية.

وحضرت المعرض السيدة نجاة الآغا، والدة عميد أسرى قطاع غزة في سجون الاحتلال، ضياء الأغا، وقامت بقص شريط افتتاح المعرض، موضحةً أنّ مثل هذه الفعاليات "يجب أن تشكل رسالة للمنظمات الحقوقية والأممية للتحرك من أجل الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الانتهاكات بحق الأسرى".

وتمنّت الآغا، في حديثها أثناء الافتتاح، بأنّ تشهد الفترة المقبلة إنجازاً لصفقة تبادل أسرى جديدة، باعتبارها "الأمل الوحيد الباقي للأسرى الذين حُكم عليهم بالسجن مدى الحياة".

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by الميادين | Al Mayadeen (@almayadeen.tv)

وأجرت الميادين نت مقابلةً مع رئيس اللجنة الفنية والإعلامية للمعرض، محمد الحسني، الذي أكّد أنّ رسالة المعرض بالمبدأ هي رسالة عالمية، لأنّها "تنقل معاناة الأسرى من داخل السجون إلى الفضاء الرحب، وبالتالي فإنّ الأسرى الفلسطينيين استطاعوا أن يكسروا قيد السجان من خلال إرسالهم هذه الفكرة".

وأشار الحسني إلى أنّ أصل فكرة المعرض كان من داخل السجون، حيث "أرسل الأسرى الفكرة وتلقّفها المنظمون، وتمّ تشكيل لجنة تحضيرية عُليا من عدد من المؤسسات واللجان العاملة المختصّة في قضية الأسرى، وأيضاً المؤسسات الثقافية والفنية والإعلامية"، وبذلك تمّ الخروج بالمعرض تحت هذا العنوان لإبراز مظلومية الأسير الفلسطيني وآماله.

ولفت الحسني إلى أنّ المواد والمُقتنيات والرسائل التي يُقدمها المعرض، وصلت إلى غزة من داخل سجون الاحتلال، "وفي جزءٍ منها هي مُقتنيات أرسلها الأسرى إلى عائلاتهم وذويهم، وأيضاً بعضها مُقتنيات خاصة أرسلها الأسرى عن طريق بعض المحامين وبعض الأسرى المحررين من السجون".

كذلك، تحدّث الحسني عن مواد مرئية وصلت إلى اللجنة التحضيرية للمعرض، عن طريق تسريبها من داخل السجون، يتم عرضها داخل غرفة خاصّة تمّ تسميتها "غرفة المشاهد الحصريّة" داخل المعرض.

وأكد أنه يُمنع تصويرها أو تناقلها في وسائل الإعلام، كونها تحاكي يوميات الأسرى في السجون، ولحظات خاصة يعيشونها، وتحتوي مقاطع مرئية لجلسات خاصة للأسرى، صوروها بأنفسهم.

كما نوّه الحسني بأنّ المعرض أوصل رسالة كبيرة للشارع الفلسطيني، كاشفاً للميادين نت أنّ الأسرى من داخل السجون أرسلوا للقائمين على المعرض رسالة شكرٍ خاصة، عبّروا فيها عن ارتياحهم وفرحهم لمثل هذه الجهود التي تسلّط الضوء على ثباتهم وصمودهم وحراكهم.

ولفت إلى أنهم دعوا إلى مواصلة مثل هذه الجهود، وقد أرسلوا توصيةً خاصّة بإقامة متحف وطني خاص بمقتنيات الأسرى الفلسطينيين.

ووجّه الحسني شكر القائمين على المعرض إلى كل وسائل الإعلام التي غطّت المعرض، خاصاً شبكة الميادين بالتحية على تغطيتها للمعرض منذ افتتاحه، وتركيزها في تقاريرها على مُختلف زوايا وأقسام المعرض النوعي الكبير على مُختلف منصاتها الإعلامية، داعياً إلى تدويل قضية الأسرى إعلامياً، لإيصال مظلوميتهم والتركيز على انتهاكات الاحتلال بحقّهم.

  • "نتنفس حرية" معرض وطني في غزة دعماً للأسرى

اخترنا لك