"نيويورك تايمز": خطاب بايدن أمام الكونغرس حول "حالة الاتحاد".. صخب ولا يقين

خطاب "حالة الاتحاد" كأول خطاب لبايدن أمام الكونغرس بعد سيطرة الجمهوريين عليه، يُواجه بانتقادات شديدة وأصوات تتعالى في القاعة رفضاً لسياسات إدارته.

  • سُمع هتاف
    سُمع هتاف "كاذب" خلال إلقاء الرئيس الأميركي لخطابه أمام الكونغرس.

ألقى الرئيس الأميركي، جو بايدن، خطابه "حالة الاتحاد" أمام أعضاء الكونغرس، اليوم الأربعاء، وتطرّق فيه إلى العمل الثنائي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، والوضع الاقتصادي، وإلى عدد من المسائل الخارجية على غرار الوضع في أوكرانيا، كما تحدّث عن المشكلات الداخلية، وفي مقدمتها معدلات الجريمة.

وحاول الرئيس الأميركي استخدام خطابه عن حالة الاتحاد في البلاد، لتصوير الولايات المتحدة  أنها دولة تتعافى، في إشارة إلى تخلص البلاد من أزمة "كوفيد 19"، والنجاح في مساعدة أوكرانيا على "الصمود".

لكن خطابه تعرّض للانتقاد، إذ افتقد الحديث عما تواجهه الولايات المتحدة من كثير من "عدم اليقين"، خاصةً حول ما هو منتظر خلال الأشهر القليلة المقبلة.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، مقالاً ناقداً لخطاب بايدن أمام الكونغرس، تحت عنوان "حالة عدم اليقين في خطاب الرئيس الأميركي، ما قاله بايدن وما لم يقله".

وخصص بايدن جزءاً كبيراً من خطابه للحديث عن إنجازات الحزبين في العام الماضي، ليلفت المقال أنّ تلك الشراكة كانت قبل سيطرة الجمهوريين على الكونغرس، وإعلانهم بأنهم "سيخنقون ولاية بايدن"، وأنّهم قد بدؤوا فعلياً إجراء تحقيقات في المعاملات التجارية لابنه، وفي تدفق المهاجرين من حدود المكسيك.

عدم وضوح الحلول أمام أزماتٍ اقتصادية حادة

وأوضح الكاتب أنّ أكبرَ مصدرٍ لعدم اليقين في حديث بايدن، هو المواجهة التي وعد بها الجمهوريون بشأن الإنفاق، والتي قد تؤدي إلى "إغلاق الحكومة" أو ما هو أسوأ من ذلك، أي عدم قدرتها على التعامل مع مسألة الديون، وبالتالي حدوث كارثة مالية إذا فشل الكونغرس في زيادة حد ديون الدولة.

ويُقدّم الكاتب أزمة الاقتصاد في البلاد كمصدر مهم للتناقض في خطاب بايدن. فمعدل التضخم هدأ الآن لستة أشهر متتالية، لكنّه ما زال مرتفعاً، لأن الاحتياطي الفيدرالي يستهدف معدلاً سنوياً يبلغ 2% تقريباً، بينما أفضل نتيجة سجلت حتى الآن هي عند حدود 5%.

وذكرَ تقرير الوظائف الأسبوعي، أنّ معدل البطالة كان عند أدنى مستوى له منذ عام 1969، لكن في الاقتصادات التي تشهد تضخماً مرتفعاً، يمكن أن تؤدي المحدودية في سوق العمل إلى زيادة الأسعار، وهنا يمكن أن تتمثل استجابة الاحتياطي الفيدرالي بمحاولته زيادة إبطاء الاقتصاد، ما قد يتسبب في "حالة ركود".

اقرأ أيضاً: تقرير الناتج المحلي الأميركي: تباطؤ اقتصادي ومخاوف من الركود
 

الرهان في أوكرانيا، رهانٌ على مستقبل التحالفات الغربية

طرحَ المقال مسألة الحرب في أوكرانيا كاختبار حسّاس لحديث بايدن حولها. فبالنسبة إلى الأميركيين، وفق المقال، لقد كان أداء أوكرانيا في المواجهة أفضل مما توقعه كثير من المحللين، لكن المقال تساءل واقعياً بشأن قدرة استمرار كييف على الصمود، معدّاً إياه سؤالاً مفتوحاً وخطراً.

وضاعفت روسيا جهودها، وزادت من دفع الجنود والتجهيزات إلى المعارك، كما تخطط موسكو لشن هجوم مرتقب بداية فصل الربيع المقبل.

وأشار المقال إلى أنّ سقوط أوكرانيا، وفشل الرهان الأميركي هناك، سيعني أن التحالف الغربي لم يعد قوياً كما كان في السابق، ما سيؤدي إلى تحويل القوة العالمية بعيداً عن الولايات المتحدة، لتتجه نحو روسيا والصين.

وسيؤدي ذلك، بالنسبة إلى بايدن، إلى الإضرار بمكانته محلياً وعالمياً، بشكل أكثر حدّة من تأثير خروج أميركا الفوضوي من أفغانستان، وهو ما سيظهره بأنه الرئيس الذي تنازلت في عهده الولايات المتحدة عن الإمساك بزمام القوة العالمية.

إقرأ أيضاً:هل باتت السيطرة الروسية الكاملة في"أرتيوموفسك" مسألة وقت؟

واستشهد بايدن بتراجع جرائم القتل في 2022، بعد أنّ تصاعدت بسرعة خلال عامي 2020 و 2021، وهو الأمر الذي أثار مخاوف من موجة إجرامية جديدة، لكنَّ سنةً واحدة لا تشكّل اتجاهاً عاماً، وفق المقال، إذ لا تزال معدلات القتل أعلى بنحو 30% مما كانت عليه في 2019.

وتتحدث بيانات الجريمة عن حالة عدم اليقين التي تواجهها الولايات المتحدة بشأن كل هذه الموضوعات.

وتعرّض بايدن لانتقادات شديدة من المشرعين الجمهوريين بخصوص مسألة إسقاط المنطاد الصيني، الأمر الذي دفعه إلى الانفعال خلال خطابه، حيث ظهر عليه الغضب مع تعالي الصرخات المنددة بكيفية تصرفه مع المسألة الحساسة.

ويعدّ هذا الخطاب هو الأول للرئيس الأميركي أمام جلسة مشتركة للكونغرس، منذ أن سيطر الجمهوريون على مجلس النواب في كانون الثاني/يناير الماضي.

اقرأ أيضاً: صخبٌ في الكونغرس الأميركي.. وهتافات ضد بايدن "الكاذب"

اخترنا لك