ناجلسمان في بايرن ميونيخ... روائع الكرة قادمة

أن يصبح جوليان ناجلسمان بأعوامه الـ 33 مدرباً لبايرن ميونيخ، وأن يجعله هذا النادي أغلى مدرب في العالم، فهذا تأكيد لمدى كفاءة هذا المدرب.

  • ناجلسمان مدرب تكتيكي بامتياز
    ناجلسمان مدرب تكتيكي بامتياز

بات أكيداً أن جوليان ناجلسمان سيكون مدرباً لبايرن ميونيخ في الموسم المقبل مكان هانز – ديتر فليك. خبر تصدّر العناوين أمس ذلك أن النادي هو بايرن ميونيخ الشهير والمدرب هو ناجلسمان الذي يُحكى عنه الكثير.

يكفي القول أن النادي البافاري بكل تاريخه وتجاربه والمدربين الذين مرّوا عليه، يعيّن مدرباً يبلغ 33 عاماً فهذا تأكيد على كفاءة هذا المدرب، وأكثر من ذلك أن يدفع 25 مليون يورو للايبزيغ، كما أوردت صحيفة "بيلد" الألمانية، ليصبح ناجلسمان أغلى مدرب في العالم، فهذا تأكيد إضافي وأهمّ على المؤهّلات الموجودة في هذا المدرب.

بالتأكيد كان البافاري يودّ لو يكمل فليك مشواره معه، لكن أمام إصرار الأخير على تدريب منتخب ألمانيا كما بات واضحاً، فإن النادي لم يكن في حيرة من أمره لاختيار المدرب الجديد. سريعاً اتجه نحو ناجلسمان. مدرب بات اسمه في كل مكان وباتت الأندية الكبرى تتسابق للحصول عليه. حُكي عن ريال مدريد وعن برشلونة وعن يوفنتوس وعن توتنهام، لكن في النهاية كان الفائز بايرن ميونيخ، وهذا دأب أي اسم يلمع في الملاعب الألمانية إذ غالباً ما يحصل عليه النادي البافاري. فَعَل ذلك مع الكثير من النجوم، والآن مع ناجلسمان كمدرّب.

 

لهذا ناجلسمان "ظاهرة"

ليس مبالغاً القول أن ناجلسمان "ظاهرة" في عالم التدريب حالياً. الأكيد أن هذا الأمر مردّه أولاً إلى أعوامه الـ 33، لكن كذلك فإن كفاءته التدريبية ومؤهّلاته الشخصية كان لهما دور بارز في أن يكبر اسمه. إذ أن يقود هذا المدرب هوفنهايم إلى دوري الأبطال بعد أن كان يصارع للبقاء في "البوندسليغا" فهذا ليس بقليل، وأن يقود لايبزيغ لأن يتأهّل للمرة الأولى في تاريخه إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ولأن يصبح منافساً لبايرن ميونيخ في "البوندسليغا" فهذا أيضاً ليس بقليل، وأن يصبح أصغر مدرب في تاريخ "البوندسليغا" وفي تاريخ دوري الأبطال وأصغر مدرب يصل إلى نصف نهائي دوري الأبطال، فهذا أيضاً وأيضاً ليس بقليل.

لكن كل هذا جاء من خلال الكفاءة التدريبية لناجلسمان الذي يُعتبر مدرباً فذّاً في التكتيك وتنوُّع خططه حتى في المباريات، ويُحكى عنه أنه كثير المشاهدة للمباريات ويدوّن الملاحظات، وللتأكيد أكثر على اهتمامه بهذا الجانب بحيث يعتبره أولوية له أنه في إحدى المرات، عندما كان مع هوفنهايم، قام بوضع شاشة تلفاز في ملعب التدريبات ليشرح تكتيكه للاعبيه.

وتأكيداً أيضاً على كفاءة هذا المدرب يجدر القول أنه صنع اسمه رغم أن الفِرَق التي درّبها لا يتواجد فيها نجوم وأسماء كبيرة أو فلنقل إنهم قلّة على غرار تيمو فيرنر سابقاً مع لايبزيغ وحتى أنه صنع أسماء على غرار الفرنسي دايوت أوباميكانو الذي سيكون معه في الفريق البافاري الموسم المقبل، وهذا يدلّ بوضوح على تفوُّق الجانب التكتيكي لدى هذا المدرب، فكيف سيكون الحال إذاً مع تواجد النجوم الذين سيطبّقون فكره التكتيكي كما سيحصل في بايرن ميونيخ؟

فضلاً عن ذلك فإن شخصية هذا المدرب تفرض نفسها، إذ من ناحية يتساءل كثيرون عن كيفية قيادته لاعبين أكبر منه سناً وهذا ما سيكون عليه الحال في بايرن مع مانويل نوير، فيُجيب بنفسه هنا حيث يشرح بأن الأمر سهل وهو ألّا يكون جدياً بل قريباً من اللاعبين ومرحاً وبمثابة الصديق لهم.

أما المسألة الثانية البارزة في شخصيته فهي احتفالاته اللافتة بالأهداف وتفاعله مع مجريات المباريات حيث يعبّر عن ذلك من خلال ردّات فعله، وهذا يحفّز اللاعبين وينعكس حماسة لديهم، واللافت هنا أنه في إحدى المرّات، خلال فترته مع هوفنهايم، كان يتدرّب على الاحتفال بالأهداف.

أمام هذا كلّه قرّر بايرن ميونيخ أن يتّجه إلى هذا المدرب وأن يجعله الأغلى في التاريخ رغم أعوامه الـ 33، والأهم من ذلك أنه مدرب ألماني وما يعنيه ذلك في النادي البافاري، إذ إن ألقاب بايرن ميونيخ في الأعوام العشرين الأخيرة في دوري أبطال أوروبا كانت عبر مدرّبين ألمان من أوتمار هيتسفيلد إلى يوب هاينكس وصولاً إلى هانز – ديتر فليك. 

كذلك فإن المنتخب الألماني سيكون فائزاً بأن يكون فليك مدرباً له وناجلسمان مدرباً لبايرن ميونيخ، إذ إن قوّة المنتخب الألماني، تاريخياً، من قوّة الفريق البافاري.