جماهير سلتيك.. لا تمل من حب فلسطين

جماهير سلتيك تجدّد وقوفها الدائم مع فلسطين؛ ففي كل مرة كان الفلسطينيون يتعرضون لأي اعتداء، كانت جماهير النادي تعبر عن تضامنها ودعمها بشكل واضح.

  • جماهير سلتيك.. لا تمل من حب فلسطين
    جماهير سلتيك.. لا تمل من حب فلسطين

لم تعد قضية القدس وغزة وفلسطين كلها تختصر على الدول التي تتشارك الحدود معها، وتشارك شعبها اللغة، وتتقارب معه من حيث الثقافة والقيم. تحوّلت قضية فلسطين ومجابهة الاحتلال إلى غيمة كبيرة تمتد فوق سماء أحرار العالم.
 
البعض قرّر الانسحاب من ظل هذه الغيمة، وتوجه إلى التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي "ذليلاً"، ومجموعة كبيرة اتخذت موقفاً واضحاً منذ سنين طويلة، ورفضت الخروج من تحت عباءة فلسطين.

جماهير سلتيك من بين هؤلاء الذين لم يخفوا حُبَهم ودعمهم الدائم للقضية في كل حدث. ومع كل طلقة تتوجه إلى صدور الفلسطينيين، كانوا يقفون ويدعمونهم. وعلى الرغم من غيابهم عن المدرجات بسبب فيروس كورنا، فإنهم كانوا حاضرين لمساندة الفلسطينيين في الاعتداءات والاشتباكات الأخيرة. 

جماهير سلتيك.. تشبّعت معنى الحرية

  • جماهير سلتيك.. لا تمل من حب فلسطين
     كتبت الجماهير: "نحن نقف مع فلسطين. لتتوقف المجازر الجماعية. لتتوقف جرائم الصهاينة"

تعود أصول جماهير سلتيك إلى إيرلندا، التي كافح شعبها من أجل الاستقلال عن المملكة المتحدة، فالفريق تأسس في اسكتلندا على يد المهاجرين الإيرلنديين الذين يعرفون معنى الاحتلال والاستقلال والحرية.
 
هذه الجماهير وقفت إلى جانب فلسطين في العديد من المرات، وجدّدت موقفها وولاءها مرة بعد مرة. ومع كل حدث، نجدها أول المعبرين عن دعهما من دون تردد. تناصر جماهير سلتيك جميع الطامحين إلى الاستقلال. مثلاً، وقفت مع جنوب أفريقيا في وجه التطهير العرقي، وأيدت دعمها إقليميّ الباسك وكاتالونيا في حربهما للانفصال عن إسبانيا، كما رحبت باللاجئين السوريين، من خلال لافتة: "أهلًا باللاجئين.. النادي أسّسه المهاجرون".

"القدس هي فلسطين" هذا كان شعار هذه الجماهير عندما دار الحديث عن "صفقة القرن". وقبل ذلك، كتبت الجماهير: "نحن نقف مع فلسطين. لتتوقف المجازر الجماعية. لتتوقف جرائم الصهاينة". هذه اللافتة ضد الصهيونية رفعت عندما سقط عدد من الشهداء في قطاع غزة والأراضي المحتلة في العام 2018. جاءت هذه اللفتة في الدقيقة 70، في إشارة إلى مرور 70 عاماً على النكبة وخروج الفلسطينيين من أراضيهم.

في العام 2016، واجه سلتيك فريقاً إسرائيلياً في الأدوار التمهيدية لدوري أبطال أوروبا، فرفعت جماهير سلتيك أعلام فلسطين، وهو ما اعتبره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أمراً محظوراً، وهدّد النادي بفرض عقوبات، لكن الجماهير لم تبال. وفي العام نفسه، جمعت تبرعات من أجل فلسطين، على الرغم من أن "يويفا" كان قد فرض غرامة على النادي بسبب رفع علم فلسطين في مباراة لفريق ريكيافيك الأيسلندي في دوري أبطال أوروبا أيضاً. 

من أجل الشيخ جراح وفلسطين

  • جماهير سلتيك.. لا تمل من حب فلسطين
    وضعت الجماهير أعلام فلسطين في ملعب سلتيك متحديةً فيروس كورونا

جدّدت جماهير سلتيك ولاءها في الاعتداءات والمواجهات الأخيرة، على الرغم من غياب الجماهير، لكنها حضرت إلى المدرجات ووضعت أعلام فلسطين متحديةً فيروس كورونا. أبناء المدرج الجنوبي والشمالي وكل صفحات المشجعين للنادي بدأت العمل منذ اليوم الأول لإظهار الدعم لفلسطين، حيث دعت، وبشكل مستمر، إلى النزول إلى الشارع من أجل دعم حي الشيخ جراح، وقامت بتعليق الأعلام الفلسطينية في المدرجات، وهو الأمر الذي رفضته الإدارة، لكن رابطة المشجعين ردّت بقوّة على ناديها، وقالت في بيان: "التواجد في الملعب كان لوداع قائد الفريق ورفع علم فلسطين الذي تفتخر الجماهير برفعه دائماً على مدى العصور"، مضيفة: "الإدارة ابتعدت عن قيم النادي. وأخيراً، تركنا تذكاراً لموت صديقنا الفلسطيني مشجع الفريق (صلاح عجرمة) الذي توفي الشهر الماضي".
 
وبحسب بيان الرابطة، فإن صلاح عجرمة، المشجع الفلسطيني لسلتيك، قابل سكوت براون قائد الفريق في العام 2012 برفقة بعض اللاجئين الفلسطينيين في اسكتلندا.

واستمرت الجماهير في الدعم والدعوة إلى النزول إلى الشوارع ومشاركة الفلسطينيين في جميع تظاهراتهم المؤيدة والداعمة.

جماهير سلتيك كسرت كل القيود وتخطت جميع الأسوار، لم تستمع إلّا لصوت الحق، وكان هدفها واضحاً وصوتها أوضح دائماً: "نحن مع الحق، نحن مع فلسطين وغزة والقدس".