الكرة فرحة فقراء أفريقيا

الكرة ترسم فرحة الفقراء. هي بلسم لعذاباتهم. يُبحرون معها بعيداً عن واقعهم المرير. فقراء أفريقيا يعرفون ذلك أكثر من غيرهم. هم المنسيّون في تلك البقعة من العالم. المتروكون لقهرهم اليومي بحثاً عن لقمة العيش، تحديداً في المناطق الأشدّ فقراً. في مالاوي أطفالٌ أيتام يرقصون فرحاً لمجرّد حصولهم على قميص نجم قارّتهم ساديو مانيه.

الكرة في بلاد أفريقيا الفقيرة حلم الأجيال

الكرة ترسم فرحة الفقراء. هي بلسم لعذاباتهم. يُبحرون معها بعيداً عن واقعهم المرير. فقراء أفريقيا يعرفون ذلك أكثر من غيرهم. هم المنسيّون في تلك البقعة من العالم. المتروكون لقهرهم اليومي بحثاً عن لقمة العيش، تحديداً في المناطق الأشدّ فقراً.

هناك حب الكرة فطريّ. يبدأ منذ النشأة. هناك لا تكلُّف. الكرة تتجلّى ببساطتها. تكفي كرة مثقوبة وخشبتان أو حجارة يُصنع منها المرمى ليركلونها بأقدامهم الحافية.

الكرة هناك حلم الأجيال. في تلك البلاد التي تنعدم فيها أدنى سبل العيش تصبح هذه اللعبة أكثر من مجرّد فرحة آنية بل سبيلاً لغد أفضل. إذ من تلك الأرض خرج نجوم وأساطير إلى الكرة العالمية. هذا ما يخبرنا عنه، على سبيل المثال، الليبيري جورج وياه والغاني عبيدي بيليه والنيجيري نوانكو كانو والكاميروني صامويل إيتو والعاجي ديدييه دروغبا والكثير الكثير غيرهم. عدد غير قليل منهم عانى ما عاناه من رحلة شاقة لتحقيق حلمه. منهم، وهم في مقتبل العمر، وقعوا ضحية لخديعة وجشع وكلاء اللاعبين عند وصولهم إلى عالم الاحتراف خارج قارة أفريقيا. تشرّدوا في طرقات الغربة وعانوا المشقّات وطرقوا الأبواب لكنهم واصلوا الإيمان بموهبتهم ووصلوا إلى حلمهم. هذا حصل كثيراً في أكثر من مكان.

السنغالي ساديو مانيه هو نجم أفريقيا الأول الآن. في يومنا هذا، يمثّل لاعب ليفربول قدوة للأطفال والشبان في القارة السمراء من خلال تألّقه في الملاعب الإنكليزية والأوروبية. الجميع يريد السير على خطاه. وما أحلاها من هدية أن يحصل هؤلاء الفقراء على قميص نجمهم المحبوب. هذا ما حصل أخيراً مع أطفال أيتام فقراء في مالاوي بعد أن أرسلت إليهم مؤسسة ليفربول بالتعاون مع مؤسسة خيرية قمصان مانيه التي كانت في متاجرها والتي تحمل القميص رقم 19 بعد أن بدّل اللاعب رقمه ليحصل على الرقم 10 بعد انتقال زميله السابق البرازيلي فيليبي كوتينيو إلى برشلونة الإسباني.

في الوقت الذي انشغل فيه الجميع بمباريات دوري أبطال أوروبا وأهدافها، فإن اللقطة الأروع كانت هناك في قرية مولانجي الفقيرة في مالاوي عندما راح أيتام فقراء يرقصون فرحاً لحصولهم على قميص نجمهم المفضّل. هي هدية غالية حصل عليها هؤلاء، وحلمهم أن تُصبح أساميهم على هذا القميص في يوم من الأيام.