تحالف اليمين واليسار الأميركي: لا مزيد من المال للحرب في أوكرانيا

تظاهرات مرتقبة في العاصمة الأميركية واشنطن تحمل عناوين أهمها: لا مال للحرب في أوكرانيا.

  • وسائل إعلام أميركية: لا مزيد من المال للحرب في أوكرانيا (أرشيف).
    وسائل إعلام أميركية: لا مزيد من المال للحرب في أوكرانيا (أرشيف).

صحيفة "كاونتر بنش" الأميركية تتحدّث عن تظاهرات مرتقبة في واشنطن احتجاجاً على الحرب في أوكرانيا، وتقول إن هناك تحالفاً يمينياً يسارياً لمعارضة الحرب.

فيما يلي ترجمة المقال كاملاً:

بتاريخ الـ 19 من الشهر المقبل، ستشهد العاصمة الأميركية واشنطن،احتجاجاً على الحرب في أوكرانيا، يمثّل خروجاً حاداً عن المظاهرات السابقة.

المطلب الرئيسي بسيط ومباشر، "لا مال للحرب في أوكرانيا." وهو مطلب يؤكّد ما يمكن فعله في الولايات المتحدة لإنهاء الحرب، وليس ما يمكن أن يفعله الآخرون.

علاوة على هذا المطلب، فإن القوة الكامنة لهذه الحركة الفريدة والواعدة تتأتى من طبيعة المنظمات الراعية، كـ"حزب الشعوب"، و"الحزب التقدمي الجديد"، و"الحزب التحرّري"، تشكّل بتحالفها كل مشارب اليمين واليسار الأميركي، ويتمدّد على نطاق واسع بما يكفي لإنهاء الحرب بالوكالة في أوكرانيا. ويطلق منظمو الاحتجاج اسم "الغضب ضد آلة الحرب" على حركتهم، باعتبار أنّ الحرب في أوكرانيا تضع العالم على حافة جحيم نووي، ليصبح "الغضب" ردّ فعل معتدلاً.

تحالف يميني يساري لمعارضة الحرب

 بسببب حداثة تكوينه ربما يكون "حزب الشعوب"، الأقل شهرة بين شريكيه الراعيين للحركة الاحتجاجية. مؤسس الحزب ورئيسه نيك برانا، هو الناشط الأبرز والمنظم الرئيسي للاحتجاج.

في العام 2016، كان برانا منسّق حملة بيرني ساندرز الانتخابية، لكنه أدار ظهره للديمقراطيين بسبب اشمئزازه من فشل التيار اليساري في القتال من أجل الوعود التي قطعها.

"الحزب التحرّري"، معروف أكثر بين الأميركيين. وعلى الرغم من صغر حجمه، فهو ثالث أكبر حزب سياسي في الولايات المتحدة  على لوائح الشطب الانتخابي.

رئيسة الحزب أنجيلا مكاردل، تتصدّر أيضاً تنظيم الاحتجاج المذكور، لاحتجاج العاصمة، مع رون بول، الذي ترشح لمنصب الرئاسة الأميركية أكثر من مرة، وهو أفضل من يمثل في الحياة السياسية الأميركية، القيم التحررية المبدئية، المناهضة للتدخل الأميركي في شؤون الدول وانتهاك سيادتها.

إن الدعوة إلى إنهاء الدعم الأميركي للحرب بالوكالة في أوكرانيا أمر واقعي. وهناك شريحة واسعة ومتنامية من الأميركيين تدعم هذا المطلب.

وشعار"ليس من بنس واحد إضافي للحرب في أوكرانيا"، تدعمه شرائح واسعة في مختلف الولايات المتحدة. وأظهر استطلاع أجراه منذ شهرين "مجلس شيكاغو للشؤون العالمية"، أن 35%من الأميركيين يعارضون إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، و 34% يعارضون إرسال المزيد من المساعدات الاقتصادية.

وعندما يتعلق الأمر بإرسال القوات الأميركية، فإن 68% يعارضون ذلك. وهذه الأرقام  تنمو كل يوم، وهم يشكّلون قاعدة كبيرة من ثلث عدد السكان، بما يكفي لبناء أغلبية مناهضة للحرب. 

مطالب التظاهرة

يجدر النظر في جميع المطالب العشرة للاحتجاج، لكن الأربعة الأوائل تستحق اهتماماً خاصاً لأنها توضح الروح والأفكار الرائدة للحركة، كما صيغت على الموقع الإلكتروني للمنظّمين: "لا بنس واحداً للحرب في أوكرانيا"، يختص بالتوقّف عن تمويل الحرب المجرمة لكلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وتسليح أوكرانيا بأسلحة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات. ولقد تسبّبت الحرب في مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين ودفع العالم نحو حرب نووية .

"التفاوض على السلام"، ضرورة قصوى بعد أن أشعلت الحكومة الأميركية الحرب في أوكرانيا، حين دعمت الانقلاب على حكومة كييف المنتخبة ديمقراطياً في عام 2014، ثم خربت اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا كاد أن يوقع ببن الطرفين في شهر آذار/ مارس الماضي. عليه لا بد من وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق العملية الدبلوماسية للعودة إلى ما قبل الحرب.

"أوقفوا التضخّم الناتج عن الحرب"، الذي تتحمّل مسؤوليته إدارة بايدن، التي أمرت بتفجير خطوط أنابيب الغاز الروسي المتجهة إلى أوروبا، ممّا أدى إلى تسريع التضخّم العالمي ورفع أسعار المواد الغذائية والغاز والطاقة.

"حلّ حلف الناتو"، الذي يراه المحتجون من مخلّفات الحرب الباردة، والذي كانت من نتيجته الحرب في أوكرانيا. والمطلوب حله على غرار حل "حلف وارسو".

المطالب الستة الأخرى هي: خفض التصعيد النووي العالمي. خفض ميزانية البنتاغون، إلغاء وكالة المخابرات المركزية، والحد من نفوذ تحالف الصناعات العسكرية، إلغاء عقيدة الحرب، استعادة الحريات المدنية، وتحرير جوليان أسانج.

لقد حان الوقت لقيام تحالف واسع لمواجهة التصعيد المستمر في أوكرانيا، ولقول كفى للحروب الأبدية.

نقله إلى العربية: حسين قطايا

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.