"غالوب": ما هي خطوط الصدع الرئيسية في انتخابات الاتحاد الأوروبي؟

تقع خطوط الصدع الرئيسة في انتخابات الاتحاد الأوروبي على الاقتصاد، والهجرة، والحرب المستمرة في أوكرانيا، التي يدعمها الاتحاد الأوروبي بمليارات اليورو.

  • "غالوب": ما هي خطوط الصدع الرئيسية في انتخابات الاتحاد الأوروبي؟

مؤسسة "غالوب" الأميركية تنشر مقالاً للكاتبين بنديكت فيغرز وزاك ريتر، تحدثا فيه عن خطوط الصدع الرئيسية في انتخابات الاتحاد الأوروبي، والتي تتمحور حول الاقتصاد وملف الهجرة والحرب المستمرة في أوكرانيا المدعومة من الاتحاد الأوروبي. 

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

خلال هذا الأسبوع، يتوجّه ملايين المواطنين في 27 دولة أوروبية للتصويت في انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي "الفريد"، المؤسسة الوحيدة في العالم العابرة للحدود الوطنية والمنتخبة بشكل مباشر من الشعب، ما يمنحها سلطة تشريعية واسعة النطاق ومؤثرة للغاية في حياة  سكان دول الأوروبية وعيشهم.

وقد سجّلت موافقة الأوروبيين على قيادة بروكسل بين الدول الأعضاء نمواً مطرداً على مدى العقد الماضي، رغم تعرضها لنكسة في العام 2012، بعد وقت قصير من الانهيار المالي العالمي وأزمة الديون في منطقة اليورو، إذ تراجعت الموافقة على قيادة بروكسل إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق ووصلت إلى نسبة 40%.

الآن، يوافق ما يقرب من ثلثي سكان دول الاتحاد على زعامة بروكسل الأوروبية، تقدمتها 3 دول حافظت على تأييد مستقر هي، لوكسمبورغ، وسلوفاكيا، وبلغاريا، حيث جدد سكان هذه البلدان في عام 2013 موافقتهم على هذا الأمر. وفي العام الماضي، تمت الموافقة بأغلبية شعبية في 22 دولة من أصل 27 دولة عضواً، وقد ارتفعت نسبة الدول المؤيدة من بعض البلدان الأكثر تضرراً من الأزمة المالية العالمية في عام 2008، من ضمنها أيسلندا وإسبانيا والبرتغال وأيرلندا واليونان.

مع ذلك، لم تنخفض نسبة الرافضين لقيادة بروكسل، وحافظت على ثباتها بنحو 30%، مشيرةً إلى أنّ ارتفاع نسبة المؤيدين يعود إلى انخفاض عدد الأشخاص الذين لا يعبّرون عن رأيهم. ومنذ عام 2018، انخفض معدل المصوّتين الحائرين، أو من غير المؤيدين إلى أقل من 10%، وانخفض إلى النصف في العام الماضي، فما يقرب من ثلث سكان البلدان الأوروبية الأعضاء في الاتحاد لا يوافقون على التخلي عن السيادة الوطنية لزعامة بروكسل.

تزايد أعداد المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة، حثّ البرلمان الأوروبي مؤخراً على تشريع "ميثاق اللجوء والهجرة"، الذي من شأنه تشديد القواعد ويلزم الدول الأعضاء بتقاسم المسؤولية عن طالبي اللجوء، على أن يدخل حيز التنفيذ في العام 2026. ومن المؤكد أنّ الأحزاب اليمينية المتطرفة ستجعل من الهجرة جزءاً أساسياً في حملاتها الانتخابية طمعاً بتحقيق مكاسب إضافية بعدد المقاعد في البرلمان الأوروبي.

أجرت مؤسسة "غالوب" الإحصائية دراسة جديدة، حول ما إذا كان الأوروبيون يعتقدون أنّ المهاجرين الذين يعيشون في بلادهم، ويصبحون جيرانهم ويتزوجون من عائلاتهم، هي أحداث جيدة أم سيئة، وهل مسألة قبول المهاجرين تؤشر على قوة الاتحاد الأوروبي أم العكس. وقد جاءت  النسب متفاوتة بين بلد وآخر، لكن بشكل عام، يتراوح تقبّل المهاجرين بين المتوسط والضعيف، ويرتبط أيضاً ارتباطاً وثيقاً بأعداد المهاجرين القدامى، فكلما ارتفعت نسبة مواطني دول الاتحاد المولودين خارج الكتلة الأوروبية، كان تقبّل تلك الدولة للمهاجرين أكثر، وسجّلت أيرلندا أعلى النتائج في مؤشر قبول المهاجرين في حين سجلت كرواتيا أدنى مستوى.

تحظى مسألة الهجرة بمكانة مهمة في انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي، والمواقف العامة تجاهها ترتبط أيضاً بعدم التعاون الوثيق وتحمّل المسؤوليات بشكل عادل بين الدول الأوروبية.

انتعشت الأسواق الأوروبية في العامين المنصرمين، لكنها لا تزال أقل من مستويات ما قبل انتشار جائحة كورونا، في حين أنّ الاقتصاد لا يشكل سوى عامل واحد في هذه الانتخابات، من بين مجموعة كاملة من العوامل الأخرى من التحالفات السياسية المحلية أو الأوروبية الأخرى، مع ذلك يشكل الاقتصاد خلفية مهمة للتصويت، بعد سنوات الاضطراب وعمليات الإغلاق حيث بلغ التضخم 11.5% في العام 2022، وهو أعلى مستوى له منذ سنوات، ومن ناحية أخرى، أدّت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الطاقة في العالم عموماً وفي أوروبا خصوصاً.

في العام الماضي، عبّرت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن أنّ اقتصادها المحلي يتحسن مع بداية تراجع التضخم الذي بلغ ذروته في العام الذي سبق. ومع ذلك، فإن الأمور لم تعد بعد إلى مستويات ما قبل الوباء، ففي عامي 2018 و2019، شعر 45% في جميع الدول الأعضاء أنّ اقتصاداتهم المحلية تتحسن، وهو الشعور الأكثر تفاؤلاً منذ عام 2007، وقبل الأزمة المالية العالمية مباشرة.

إنّ الانتخابات البرلمانية المقبلة في الاتحاد الأوروبي مهمة ليس فقط في كيفية إدارة الاتحاد الأوروبي والتوجه السياسي للكتلة على مدى السنوات الخمس المقبلة، بل وأيضاً في ما تكشفه من مشاعر سياسية ووطنية داخل الدول الأعضاء. وتقع خطوط الصدع الرئيسية في هذه الانتخابات في الاقتصاد، والهجرة، والحرب المستمرة في أوكرانيا، التي يدعمها الاتحاد الأوروبي بمليارات اليورو. وبمجرد إعلان نتائج التنافس الانتخابي، سيظهر كيف ستغيّر من مشاعر الجمهور تجاه القضايا التي تعني الكتلة في السنوات المقبلة.

نقله إلى العربية: حسين قطايا