"wsws": طلاب أميركا والعالم يتحدون ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة

في مواجهة الهجمات العنيفة والاعتقالات من بلطجية الشرطة، واصل الآلاف من الطلاب الاحتجاج على الإبادة الجماعية في غزة وبناء مخيمات اعتصام في حرم جامعاتهم في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا.

  • طلاب متظاهرون يسيرون حول معسكر اعتصامهم في حرم جامعة كولومبيا (أ ف ب)
    طلاب متظاهرون يسيرون حول معسكر اعتصامهم في حرم جامعة كولومبيا (أ ف ب)

يتناول تقرير مطول في موقع (الاشتراكية العالمية) "wsws.org" الحراك الطلابي في أميركا وحول العالم نصرة لغزة، وللمطالبة بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل إيقاف حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها في غزة.

فيما يلي نص التقرير منقولاً إلى العربية:

خلال أيام، اعتقلت الشرطة في الولايات المتحدة ما لا يقل عن 900 طالب وأستاذ جامعي لمشاركتهم في احتجاجات مناهضة لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وفقاً لقاعدة بيانات صحيفة "واشنطن بوست". وكان الطلاب قد نظموا أكثر من 75 احتجاجاً واعتصاماً في ساحات الجامعات الكبرى، وفي مقدمتها جامعة كولومبيا في نيويورك التي تتصاعد فيها الاحتجاجات منذ يوم 17 الشهر الجاري.

في مواجهة الهجمات العنيفة والاعتقالات من بلطجية الشرطة، وسيل من الأكاذيب من السياسيين، واصل الآلاف من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومؤيديهم الاحتجاج على الإبادة الجماعية في غزة وبناء مخيمات اعتصام في حرم جامعاتهم في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا. وبعد إقامة "مخيم التضامن مع غزة" في 17 الشهر الجاري في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، ظهر أكثر من 40 مخيماً اعتصامياً آخراً مؤيداً للفلسطينيين في الولايات المتحدة. كما أقيمت مخيمات اعتصام مماثلة في إيطاليا وفرنسا وألمانيا.

في جامعة "تكساس أوستن" صرخ المحتجون بمواجهة عنف رجال الشرطة: "أنتم لا تخيفوننا". وبينما قاد الطلاب المظاهرات، انضم أعضاء هيئة التدريس في كثير من الحالات إلى الاحتجاجات للتعبير عن اشمئزازهم من مشاركة مراكزهم التربوية العريقة في المشاريع العسكرية بغرض جني الأرباح من تصنيع الأسلحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

وفي رد إدارة الجامعات على مطالب المحتجين في سحب استثماراتها من الشركات الصهيونية، دعا العديد من الإداريين ورؤساء الجامعات، بتشجيع من السياسيين في كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، شرطة مكافحة الشغب للوقوف ضد الطلاب الذين يحتجون سلمياً، مما أدى إلى هذا التعسف في عدد المعتقلين.

نهاية الأسبوع الماضي تم اعتقال نحو 100 طالب في جامعة "واشنطن" في سانت لويس، من بينهم مرشحة حزب "الخضر" للرئاسة الأميركية، جيل شتاين، لمشاركتها في الاعتصام في الحرم الجامعي. وقال جيسون كول، مدير حملة شتاين، لشبكة "فوكس نيوز ديجيتال" إنه ونائب مدير حملة آخر اعتقلا أيضاً إلى جانب شتاين والطلاب. وكان مرشح حزب "المساواة الاشتراكية" للرئاسة جوزيف كيشور قد كتب على منصة "إكس" ما يدين اعتقال شتاين وآخرين: "يتم توجيه الهجوم على الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد من قبل إدارة بايدن، بدعم من الديمقراطيين والجمهوريين، وهما الحزبان التوأمان للنخبة الرأسمالية الحاكمة".

كذلك، تم القبض على 57 طالباً في جامعة "أوستن" بتهمة "التعدي على ممتلكات الغير". ومع أن المتحدث باسم الجامعة قد أكد إسقاط التهم الموجهة إلى الطلاب في اليوم التالي لاعتقالهم، إلا أنه لن يسمح للطلاب بالعودة إلى الحرم الجامعي لبقية الفصل الدراسي على الأقل. ومن غير الواضح ما إذا كان سيسمح للطلاب بإكمال امتحاناتهم النهائية أو حضور التخرج.

وفي جامعة "جنوب كاليفورنيا"، حيث تم فرض رقابة على خطاب الطالبة المتفوقة الأسبوع الماضي بسبب آرائها المؤيدة للفلسطينيين، شنت إدارة شرطة لوس أنجلوس حملة عنيفة على مخيم تضامني مع الفلسطينيين، لكن الطلاب استمروا بتصعيد احتجاجهم على الرغم من الهجوم.

كذلك أعرب عمال وموظفون في الجامعات وخارجها في مدينة نيويورك عن معارضتهم للهجمات على الطلاب المتظاهرين ضد الإبادة الجماعية في غزة، "تعدي السلطات على هؤلاء الطلاب ليست صحيحة، لماذا يجب أن يتم القبض عليك بسبب التظاهر في الحرم الجامعي الخاص بك؟ ما يجري خطأ. لا ينبغي اعتقال الطلاب بسبب الاحتجاج على الإطلاق خاصة حين يتعلق الأمر بقتل أكثر من 30000 شخص".

مع ذلك، وفي خضم الاحتجاجات المتصاعدة في الولايات المتحدة وعلى الصعيد الدولي، تعاون الحزبان المذكوران لتمرير مشروع قانون ضخم وقعه بايدن في نهاية الأسبوع الماضي لتمويل الحرب الأميركية الأطلسية ضد روسيا، والإبادة الجماعية في غزة، والصراع المتنامي مع الصين.

لا شك أن المنظومة الغربية لا تكترث بطبيعتها الإمبريالية إلى أن شراسة هجومها على الحقوق الديمقراطية، وأبسطها الاحتجاج والتظاهر وحرية الرأي، مع عدوانية الشرطة في الرد على المتظاهرين المناهضين للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، ما هي إلا صورة من صور التناقض الصارخ مع نهج "عدم التدخل" المتبع، حين يتعلق الأمر بالنازيين الجدد والعنصريين البيض. فحين كانت الشرطة الأميركية تجتاح حرم الجامعات خلال عطلة نهاية الأسبوع الفائت، ظهر مقطع فيديو يظهر أعضاء "جبهة باتريوت" في مسيرة وسط مدينة تشارلستون بولاية فرجينيا الغربية، دون تدخل السلطات.

احتشد أكثر من 1000 طالب "جامعة ييل" وساروا عبر الحرم الجامعي في مدينة نيو هافن في ولاية كونيتيكت، ضد تواطؤ إدارة أشهر جامعات أميركا في الإبادة الجماعية في غزة. وتحدث العديد من الطلاب عن تجاربهم في الاعتقال بناء على طلب إدارة الجامعة على الرغم من أن احتجاجهم كان سلمياً بالكامل.

كذلك انضم لطلاب "ييل" زملاء لهم من جامعات أميركية أخرى، من بينهم مجموعة كبيرة من طلاب من جامعة "ويسليان"، أحدهم رفع لافتة كتب عليها "لا لقتل طفل فلسطيني آخر... من أجل جشع الإمبراطورية".

كذلك التحق طالب دراسات عليا في جامعة "كولومبيا"، وهو كان من بين أكثر من 108 طالب قد اعتقلوا في مدينة هارلم في الأسبوع الماضي، للمشاركة في الاحتجاج في "جامعة ييل"، وقرأ بيان "اتحاد نقابات عمال فلسطين" الذي يدعو العمال في الولايات المتحدة وفي العالم إلى الاحتجاج لوقف امدادات السلاح للدولة الصهيونية.

وصرح أحد طلاب "جامعة ييل" وهو منظم مشارك في الاعتصام، "أعتقد أنه أمر مثير للاشمئزاز، وكطالب أشعر بالخجل لكوني أحد طلاب جامعة تسمح للشرطة بمعاملة المتظاهرين السلميين الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير بهذه الطريقة العنيفة، ومن المحبط والمحبط والمخزي للغاية بالنسبة لي أن أشهد على هذا".

وحول الفيديو الأخير المرسل من سكان غزة وهم يردون بتقدير اعتصام الحرم الجامعي قال طالب آخر: "بصراحة عندما رأيت فيديو أطفال غزة وهم يشكرون الطلاب في كليات هارفارد وييل وماكغيل وغيرها، جعلني ذلك أبكي، لقد تأثرت كثيراً بهذا. إنها شهادة حق على مدى عالمية الحركة الطلابية واستمرارها".

معظم الطلاب يصرون على مواجهة تواطؤ السلطات في بلادهم وعلى السماح للعامة بمعرفة ما يحدث بلا تسامح مع قتلة الأطفال في غزة. فنضال الشعب الفلسطيني يلهم هؤلاء كونه ينوب عن كل الشعوب المضطهدة في السعي للاتحاد الكاسر لكل تراجع عن الحق.

قالت طالبة في "ييل": "أعتقد أنهم خائفون لأننا عندما نبدأ بالفعل في التحدث ونبدأ بالفعل في نشر الوعي، فإن ذلك يؤثر سلباً على حكومتنا المتآمرة، والتي لا تريد منا أن نكشف حقيقة ما يحدث في الشرق الأوسط وفي فلسطين، لأن إسرائيل شريك كبير لها ومصدر لموارد القوى الاستعمارية"، بالنسبة لإدارة الجامعات، كل ما يهتمون به هو كيف يظهرون في وسائل الإعلام، ولا يهتمون حقاً بحياة الناس وما يحدث بالفعل. إنهم يريدون فقط حماية صورتهم ولا يريدون أن يعوق أي شيء آخر من ذلك.

ورداً على سؤال عما إذا كانت قد سمعت عن مشروع قانون الإنفاق على الحرب البالغ 95 مليار دولار الذي أقره الكونغرس وبايدن هذا الأسبوع، أجابت إحدى الطالبات: "كونك أميركياً الآن، من المحرج حقاً أن تذهب جميع أموالنا الضريبية إلى الخارج، بديلاً عن مساعدتنا فعلياً في الرعاية الصحية المجانية أو الأشياء التي نحتاج إلى إصلاحها هنا. هناك الكثير من المشردين في أميركا، وما نركز عليه هو تمويل الإبادة الجماعية في غزة، وهذا عار ومحزن حقاً".

كذلك، انضم طلاب جامعة "نورث وسترن" في ضاحية إيفانستون شمال شيكاغو بولاية إلينوي إلى حركة الاحتجاج العالمية ضد الحملة العسكرية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة وبنوا مخيم اعتصام للتضامن مع الفلسطينيين في غزة طوال أيام الأسبوع وهي مستمرة. وشارك آلاف الأشخاص في احتجاجات مناهضة للإبادة الجماعية في جميع أنحاء منطقة شيكاغو الحضرية على الرغم من هطول الأمطار. واحتشد المئات في اعتصام الحرم الجامعي في جامعة "لويولا يومي"، وخرج المتظاهرون من وسط مدينة شيكاغو ظهراً، وانضم لهم طلاب من جامعة "روزفلت" وكلية "كولومبيا" في شيكاغو وكلية "معهد شيكاغو للفنون"، حيث برز زعيم حزب "المساواة الاشتراكية" والمرشح لمنصب الرئاسة الأميركية جوزيف كيشور جنباً إلى جنب مع المتظاهرين وتحدث إلى عدد من الطلاب والعمال: "أنا هنا في جامعة شيكاغو حيث يوجد المئات يحتجون على الإبادة الجماعية في غزة، ونحن هنا لدعم المتظاهرين والتنديد بالاعتقالات الجماعية التي يتم تنفيذها في جميع أنحاء البلاد في ظل كل من الديمقراطيين والجمهوريين، وبتوجيه من إدارة بايدن مباشرة".

يجب تطوير الكفاح ضد الإبادة الجماعية كنضال ضد كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وعلى أساس التحول إلى الطبقة العاملة- تلك القوة الاجتماعية التي لديها القدرة على إيقاف الإنتاج ومعارضة النظام الرأسمالي الإمبريالي. وفي متابعة لموقع "الاشتراكية العالمي"، قال أحد الطلاب في جامعة شيكاغو: "جئت إلى هنا لأن هناك أطفالاً يذبحون في غزة. وحكومة الولايات المتحدة تسمح بحدوث ذلك. إنهم لا يفعلون شيئا حيال ذلك. إنهم يتآمرون مع إسرائيل لذبح الأبرياء وهذا غير مقبول. نحن بحاجة إلى وقف هذه المظالم. ونحن بحاجة إلى استعادة أميركا من طبقة الأثرياء وإعادتها إلى الطبقة العاملة، التي تشكل 90 في المائة من القوة الاقتصادية وتدفع الضرائب، ولا يمكن أن تكون مصالح البلاد السياسية والأخلاقية بيد مجموعة قليلة، تدير آلة حرب بمليارات الدولارات كي تستفيد من قتل الأبرياء في الخارج بينما الأميركيون يحتاجون إلى الكثير. ونحن هنا أولا وقبل كل شيء للتضامن مع غزة، نناضل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وقبل ذلك، لسحب الاستثمارات القاتلة في فلسطين".

يقول طالب آخر من شيكاغو: "أعتقد أنه يجب أن تكون هناك حركة دولية للإطاحة بالرأسمالية وتحرير فلسطين جزء أساسي من تحرير العالم من الهيمنة الأميركية المجرمة، والجامعة جزء من آلتها المالية النيوليبرالية. حتى طلاب الدراسات العليا وأعضاء هيئة التدريس موجودون كامتداد للاعتراض الشعبي العالمي في الشوارع، ونواجه معاً التوحش والاستعمار المشترك بين الإمبريالية والصهيونية".

في "جامعة ماكغيل" في مونتريال كندا، اعتصم الطلاب إلى أجل غير مسمى بعدما انضم إليهم أعداد من المشاركين بالتظاهرات التي عمت وسط المدينة، مطالبة بسحب استثمارات الحكومة الكندية وكل مؤسساتها من الدولة الصهيونية وقطع العلاقات مع المؤسسات الأكاديمية في فلسطين المحتلة. وأشار المنظمون إلى 50 شركة تمولها "ماكغيل" متواطئة في دعم نظام الفصل العنصري الصهيوني في فلسطين.

وأعربت مجموعة من الطلاب تحدثت إلى مراسلي "موقع الاشتراكية العالمية"، عن معارضتهما لاستخدام الرسوم الدراسية لتمويل الأبحاث العسكرية التي تفيد الجيش الصهيوني والشركات الإسرائيلية. وقال أحد الطلاب: "من النفاق المطلق أن تقوم الفصول الدراسية في ماكغيل بتعليم الطلاب عن الاستعمار الاستيطاني في كندا، بينما تدعم الجامعة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين ومن المهم أن يكون الطلاب على استعداد للتضحية ومواجهة قمع الشرطة من أجل لفت الانتباه إلى هذه الإبادة الجماعية والاحتجاج على تواطؤ الحكومة".

ورداً على سؤال حول ما إذا كانوا يعتقدون أن الاحتجاج سيؤدي إلى تغيير مسار المؤسسة السياسية، أجابوا: "هذا هو الأمل".

الخوف من تأثير الاحتجاجات على داعمي جرائم "إسرائيل" ضد الفلسطينيين وصل إلى كندا، حيث دعا أعضاء من الحزب "الليبرالي" رئيس الوزراء جاستن ترودو، إلى قمع الاحتجاجات بالقوة وعدم السماح لما يحدث في الولايات المتحدة أن يحدث في كندا. وبالفعل، قادت حكومة ترودو حملة مطاردة شرسة ضد المتظاهرين المؤيدين لفلسطين منذ بدء هجوم الإبادة الجماعية الإسرائيلي. وقد لطختهم الحكومة بوصف "معاداة السامية"، لأنها أرسلت ملايين الدولارات من الأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى إلى الجيش الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال في غزة.

وعلى المنوال نفسه، اعتصم عشرات الطلاب في جامعة "ميشيغان"، للتضامن مع الفلسطينيين ورفض أن تذهب أموال صندوق الجامعة لإنتاج أسلحة لقتل الأبرياء المدنيين في غزة. ويجمع الطلاب في الجامعة المذكورة، على أن الإدارة قلقة من تحركهم، "لأنهم يدركون أن الجميع بات يعرف أن أموال الجامعة المحصلة من الأقساط تمول الإبادة الجماعية في غزة بالمعنى الحرفي، لكنهم ينكرون ذلك بالكذب المفضوح والمثير للاشمئزاز والمضر بمصالح العالم بأسره".

وهناك بيانات موثقة عن استثمارات جامعة "ميشيغان" بنحو 400 مليون دولار في مصنعي سلاح. وهذا بحد ذاته مشكلة أخلاقية كبيرة لجامعة تستثمر هذا القدر الكبير من المال في صناعة أسلحة في معظم الوقت لتقتل الأبرياء في فلسطين وفي كل أنحاء العالم.

كما هو الحال مع العديد من الاعتصامات الأخرى، وعلى الرغم من الطابع السلمي غير العنيف للاحتجاج تم إرسال شرطة ولاية ميشيغان إلى الموقع وبقيت هناك حتى قام منظمو الاعتصام بتعليقه مؤقتاً يوم السبت الماضي، ولم يتم اعتقال أي شخص.

تعكس احتجاجات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ضد القتل الجماعي في غزة المعارضة العميقة الموجودة بين الشباب والعمال لسياسة الحرب العالمية للإمبريالية الأميركية. ومع ذلك، فإن منظور قصر الحركة على الاحتجاجات في الحرم الجامعي ودعوات رؤساء الجامعات إلى "سحب الاستثمارات" قد ثبت أنه غير مجد لوحده خاصة بعد أكثر من 7 أشهر من الاحتجاجات السلمية التي تطالب من الحزبين الحاكمين في واشنطن بوقف القتل الإسرائيلي في فلسطين ولم تلق آذاناً صاغية. لذلك، ولوضع حد للإبادة الجماعية يجب على الطلاب الذين كانوا يؤيدون "الحزب الديمقراطي" الانفصال عنه والنضال من أجل تعبئة قوى المجتمع الأميركي والدولي على أساس برنامج مشترك يحقق العدالة والسلام..

وإلى جانب المخيمات، استمرت الاحتجاجات العالمية ضد الإبادة الجماعية في غزة في كل القارات. وفي صنعاء باليمن، تجمع أكثر من مليون شخص، كما فعلوا لأكثر من 6 أشهر كل يوم جمعة للاحتجاج على الحملة الاجرامية التي تدعمها الولايات المتحدة في غزة.

وبسبب الغضب من الدعم العسكري الأميركي والأوروبي غير المحدود للمذبحة الإسرائيلية، والذي تجسد في أحدث قرار أميركي للحرب التكميلية التي تبلغ قيمتها 95 مليار دولار، تستمر الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم، ومنها العاصمة الألمانية برلين وأمام مقر البرلمان الاتحادي، قامت الشرطة بخنق ولكم واعتقال المتظاهرين المناهضين للحرب غير العنيفين. وندد مرشح حزب المساواة الاشتراكية للرئاسة الأميركية جو كيشور بالاعتداء، وكتب على منصة "إكس"، "الإمبريالية الألمانية تعود إلى تقاليدها النازية".

وفي جامعة "أوهايو" الأميركية وجامعة "إنديانا"، قام الطلاب بتصوير قناصة الشرطة المسلحين على أسطح مباني الحرم الجامعي مع توجيه فوهات بنادقهم نحوهم. كذلك ألقي القبض على نحو 40 شخصا، بينهم بعض أعضاء هيئة التدريس، منذ يوم الثلاثاء. ووفقا لتقارير محلية، ألقي القبض على 36 شخصا، من بينهم 16 طالبا، ليلة الخميس الفائت بعد هجوم الشرطة على موقع الاعتصام. ويظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات من رجال الشرطة يرتدون معدات مكافحة الشغب وهم يعتدون بالهراوات على الطلاب.

وقالت صفية عبد السلام، وهي طالبة في ولاية أوهايو، إن "الاحتجاج كان سلميا عندما بدأت الشرطة في اعتقال الطلاب. أردنا فقط أن نكون مسالمين وأن نتمسك بموقفنا، ثم جعلت الشرطة الأمر غير سلمي. بدءوا في الهجوم وبدءوا في الاعتقال.

وألقي القبض على ما لا يقل عن 33 طالبا خلال مسيرة يوم الخميس الفائت في دان ميدو بجامعة "إنديانا" في بلومنغتون. اعتقل الطلاب لانتهاكهم سياسة الجامعة التي أقرتها لجنة خاصة في الجامعة قبل يوم من الموعد المقرر لبدء الاحتجاج، والتي حظرت التضامن والتظاهر.

في 21 نيسان/أبريل، في بيان للبيت الأبيض، كرر بايدن الكذبة القائلة بأن "معاداة السامية الصارخة" منتشرة في حرم الجامعات وإدارته "ستنفذ بقوة أول استراتيجية وطنية على الإطلاق لمكافحة معاداة السامية، واضعي القوة الكاملة للحكومة الفيدرالية" وراء هذا الجهد. وما الاعتقالات الجماعية وأعمال العنف التي اتخذتها الشرطة في كل حرم جامعي في الولايات المتحدة إلا نتيجة للأوامر المرسلة إلى مراكز الأمن التابعة لوزارة الداخلية من الرئيس جو بايدن شخصياً.

يمكن رؤية نتائج برنامج الرقابة هذا من الدولة هذا في مختلف الجامعات. واعتقلت الشرطة الأميركية طلابا في مخيم اعتصام في جامعة "إلينوي". وذكرت وسائل إعلامية أن المعتقلين كانوا مكبلي الأيدي واقتيدوا إلى حافلة تحمل اسم "دنفر شريف". ويبدو أن هناك أعضاء في الحرس الوطني في كولورادو شوهدوا بمساعدة الشرطة على ممارسة القمع والعنف بحق الطلاب الذين يناهضون وحشية الجرائم الإسرائيلية.

إلى جانب عنف الدولة، أرسلت إدارة بايدن كبار المسؤولين من الحزبين إلى مخيمات الاعتصام في الساعات ال 48 الماضية في محاولة لتحييد الاحتجاجات وخنقها سياسيا. ويوم الجمعة، سافر كل من أعضاء الاشتراكيين الديمقراطيين الأميركيين وممثلي نيويورك ألكساندريا أوكاسيو كورتيز وجمال بومان إلى جامعة كولومبيا لهذا الغرض، لكنهم تعرضوا للتوبيخ الشديد من قبل المحتجين ومن الآلاف الغاضبين على وسائل التواصل الاجتماعي.

تحدث مراسلو "موقع الاشتراكية العالمية"، مع أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة "كولومبيا"، أمام موقع الاعتصام الاحتجاجي في الحرم الجامعي، "الطلاب هم الذين يقودون هذا الجهد الهائل والشجاع جدا منهم، خاصة مع معرفة تاريخ الاحتجاجات الطلابية في هذا البلد". وأضاف، "الإبادة الجماعية تحدث في فلسطين. وتهمة معاداة السامية الحقيقية تقع في الخلط بين الدولة الإسرائيلية واليهود. وأعتقد أن الجميع داخل هذا الاعتصام سيقولون لكم ذلك. هناك الكثير من الرفاق اليهود داخل المخيم الذين سيقولون نفس الشيء ويقودون هذه الجهود فالقضية لا علاقة لها بمعاداة للسامية، بل في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل. وأعتقد أن أي شخص في الولايات المتحدة ليس جزءا من الطبقة الحاكمة يحتاج إلى القلق بشأن هذا. وبصراحة يجب على الطبقة الحاكمة أن تشعر بالقلق أيضا، وهي كذلك. ولهذا السبب ترى رد الفعل العنيف الذي نراه"..

 

نقله إلى العربية: حسين قطايا.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.