"فورين بوليسي": جولة رئيسي في جنوب آسيا.. لتعميق التحالفات بوجه "إسرائيل" والغرب

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يزور جنوب آسيا، في جولة مثّلت فرصة لإيران لإظهار دورها في المنطقة وتوجهها الجيوسياسي الملحوظ لتعميق ارتباطاتها هناك.

  • الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يزور سريلانكا ضمن جولة إلى منطقة جنوب آسيا
    الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يزور سريلانكا ضمن جولة إلى منطقة جنوب آسيا

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مقالاً تتحدث فيه عن آخر المستجدات في منطقة جنوب آسيا، وآخرها رحلة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى باكستان وسريلانكا.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

رحلة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأخيرة إلى جنوب آسيا مثّلت فرصة لإيران لإظهار دورها في المنطقة، وسط عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

أمضى رئيسي معظم الأسبوع الماضي في جنوب آسيا، وزار باكستان قبل أن يسافر إلى سريلانكا في رحلة ليوم واحد، وهي أول زيارة يقوم بها مسؤول إيراني إلى البلاد منذ عام 2008.

وكانت كلتا الزيارتين مهمتين للبلدين المضيفين. وقد واجه كل من باكستان وسريلانكا بعضاً من أسوأ الضغوط الاقتصادية في المنطقة في السنوات الأخيرة، ويأمل كل منهما الاستفادة من التعاون مع إيران. وكان الأمن أيضاً نقطة حاسمة في جدول أعمال إسلام أباد، التي تحرص على العمل مع إيران على حدودهما المشتركة.

وفي الوقت نفسه، أتاحت رحلة رئيسي لإيران فرصة لإظهار نشاط طهران الدبلوماسي على الرغم من عدم الاستقرار المستمر في الشرق الأوسط. وتعكس هذه الدبلوماسية الأخيرة أيضاً اتجاهاً جيوسياسياً ملحوظاً، إذ تعمل إيران على تعميق ارتباطاتها في جنوب آسيا.

إنّ بصمة إيران في المنطقة ليست عميقة إلى هذا الحد، لكن هذا قد يتغير. وفي اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء البنغلاديشية الشيخة حسينة واجد في نيسان/أبريل الماضي، أعرب رئيسي عن اهتمامه بتوسيع التجارة بين البلدين. وبعد بضعة أشهر، أعادت المالديف تأسيس علاقاتها الرسمية مع إيران بعد انقطاع دام 7 سنوات.

إنّ زيارات رئيسي الأسبوع الماضي - التي أسفرت عن تعهد مع باكستان بوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية التجارة الحرة وتضمنت تدشين مشروع للطاقة الكهرومائية تدعمه إيران في سريلانكا - تُظهر التواصل الإيراني الناجح.

أيضاً، تراجعت العلاقات الهندية الإيرانية قليلاً بسبب انخفاض واردات الطاقة الهندية من إيران، ومؤخراً أزمة الشرق الأوسط الحالية، إلا أنّ ذلك لم يمنع وزير الشؤون الخارجية الهندي إس جايشانكار من السفر إلى طهران في كانون الثاني/يناير لمناقشة كيفية توسيع التعاون.

هناك حدثان جيوسياسيان وقعا مؤخراً يمكن أن يعززا آفاق إيران في جنوب آسيا. وينبغي أن يمنح اتفاق التقارب السعودي الإيراني العام الماضي عواصم جنوب آسيا مساحة دبلوماسية أكبر للتعامل مع طهران. وتخلق علاقات إيران المتنامية مع الصين بفضل الاتفاقية الاستراتيجية لعام 2021 فرصاً للشراكة في منطقة تعد فيها بكين أقوى ممثل خارجي، فأنشطة الصين في جنوب آسيا معروفة جيداً. وبدعم كبير من الاستثمارات في البنية التحتية، تركت بكين انطباعاً كبيراً في المنطقة.

وقد استخدمت طهران علاقاتها مع عواصم جنوب آسيا لمهاجمة الغرب وحلفائه. وفي سريلانكا، أعلن رئيسي أنه ينبغي تقديم "إسرائيل" إلى العدالة بسبب أفعالها في الأراضي الفلسطينية، وانتقد الغرب بسبب "استعماره وغطرسته".

لكن هذا النهج يمكن أن يأتي بنتائج عكسية. ومن الممكن أن يكون له تأثير جيد في بلدان جنوب آسيا ذات الأغلبية المسلمة، ولكن ليس بالضرورة في أماكن أخرى، بما في ذلك سريلانكا، التي تتمتع بعلاقات ودية مع "إسرائيل"، وتسعى أيضاً إلى إقامة علاقات جيدة مع الغرب.

وقد تحقق طهران المزيد من النجاح في إدارة علاقاتها مع جنوب آسيا من خلال الحفاظ على التركيز على العلاقات الثنائية بدلاً من أجندتها العالمية.

نقلته إلى العربية: بتول دياب