ذا غارديان: خان شيخون نقطة محورية في معركة إدلب

أضحت مدينة خان شيخون نقطة محورية في معركة إدلب بسبب موقعها على طريق سريع رئيسي يربط مدينة إدلب بمدينة حماه.

 

رأت صحيفة ذا غارديان البريطانية في تقرير لها أن مدينة خان شيخون السورية أضحت نقطة محورية في معركة إدلب بسبب موقعها على طريق سريع رئيسي يربط مدينة إدلب بمدينة حماه من الجنوب.

وذكرت الصحيفة أن الجماعات المسلحة قد انسحبت من خان شيخون في شمال غرب سوريا، ممهدة الطريق لدخول القوات الموالية للحكومة البلدة، في لحظة مهمة في الحرب على محافظة إدلب، آخر معاقل المتمردين الرئيسية في البلاد.

وجاء هذا التطور بعد ساعات من نشر تركيا دبابات وعربات مدرعة في عمق سوريا، وذلك استجابة لأيام من تقدم قوات الجيش السوري.

وكانت خان شيخون هدفاً رئيساً في حملة عسكرية بدأت في أواخر نيسان/أبريل. وكانت الحملة قد توقفت حتى الأيام الأخيرة، على الرغم من الغارات الجوية بقيادة روسيا والتي دفعت ما يصل إلى 500000 شخص في جنوب إدلب إلى الفرار من ديارهم.

وقالت وكالات الإغاثة إن تدفق النازحين من جنوب ووسط إدلب قد تركهم عند نقطة الانهيار. وكانت المعسكرات القريبة من تركيا غارقة بالنازجين بالفعل قبل اشتداد القتال، ومع إغلاق الحدود التركية، لم يعد هناك من يتمكن من الفرار.

وقالت "هيئة تحرير الشام"(جبهة النصرة سابقاً) يوم الثلاثاء إنها قامت "بإعادة الانتشار" وانسحب مقاتلوها جنوب المدينة. وقال انهم سيواصلون الدفاع عن الأراضي من هناك.

وأقام الجيش التركي مواقع مراقبة شمال البلدة، ويطل على طريق رئيسي بين مدينة إدلب ومحافظة حماة، مما جعل مصير خان شيخون حيازة قيمة.

وامتزجت الجماعات المتطرفة مع مقاتلين آخرين مناهضين للحكومة السورية في جميع أنحاء إدلب وسيطروا على أجزاء من المحافظة. وتم استخدام وجودهم كذريعة من قبل روسيا وسوريا لاستعادة كل شمال غرب سوريا، حيث لجأ ما يصل إلى ثلاثة ملايين شخص من جميع أنحاء البلاد.

وأصبحت إدلب آخر معقل لأولئك الذين انتفضوا ضد نظام الرئيس بشار الأسد خلال التمردات العربية في عام 2011. وبما أن النظام - المدعوم بشدة من إيران وروسيا - قد استعاد خسائره المبكرة، فقد تمت رعاية السكان النازحين الى المنطقة. كما تم إرسال أشخاص من مناطق المعارضة في حلب والبلدات الحدودية بالقرب من لبنان إلى إدلب، التي أصبحت الوجهة الأخيرة للنازحين في سوريا. وقد شكل البعض هناك تحالفات مع المتطرفين من أجل البقاء.

وأصبحت استعادة إدلب هدفاً رئيسياً للرئيس السوري وروسيا، وبدرجة أقل إيران، التي شاركت قوات منها ومن حلفاء لها على نطاق واسع في أماكن أخرى من الحرب. وكان للجانبين دور فعال في إنقاذ الحكومة المركزية من الهزيمة في أماكن أخرى.

وأصرت تركيا على أنها لن تدع محافظة إدلب تسقط عسكريا. إن القيام بذلك سيرسل حتماً عشرات الآلاف من اللاجئين إلى حدودها في وقت تقوم فيه السلطات التركية بجمع وترحيل المواطنين السوريين في اسطنبول والمدن القريبة من الحدود.

ولطالما تدافعت أنقرة وموسكو وطهران للتوصل إلى حل سياسي للأزمة. ومع ذلك، فإن مصالح هذه الدول تتباعد كثيراً مع انتهاء الحرب. وتعتبر تركيا، التي كانت من أشد المؤيدين للمجموعات المعارضة في السنوات الأولى للنزاع، أن النتيجة هي فرصة لتغيير الديناميكية مع الكرد بالقرب من الحدود. وتتطلع روسيا وإيران إلى تعويض استثمارات ضخمة بالدم والثروات اللتين قامتا بها للدفاع عن الرئيس الأسد.

وأصبحت خان شيخون نقطة محورية في معركة إدلب بسبب موقعها على طريق سريع رئيسي يربط مدينة إدلب بحماه من الجنوب. وكانت المدينة موطناً لحوالى مليون شخص، ما يقرب من 700000 منهم نزحوا إليها بسبب القتال في أجزاء أخرى من البلاد، قبل بدء الهجوم الحكومي في نيسان/أبريل الماضي. وفي الأيام الأخيرة بقي مئات المدنيين في المدينة.

 

ترجمة: الميادين نت