"فورين أفيرز": نهاية الاستثنائية الأميركية

تقول مجلة "فورين أفيرز" إن الولايات المتحدة متورطة في الشرق الأوسط في صراعات لا تعد ولا تحصى، ويمكن أن تتفوق عليها قوى متنافسة مثل إيران وروسيا، وترى أنه من الأفضل أن تتبنى واشنطن مقاربة جديدة على مرّ السنين وتقليص نفوذها العسكري في المنطقة.

  • "فورين أفيرز":  نهاية الاستثنائية الأميركية
    الانقلاب السريع في الموقف العسكري للولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار الأمن الدولي

قالت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية إن ما يتوجب على صانعي السياسة أن يأخذوه بعين الاعتبار هو أن الولايات المتحدة لم تعد الدولة التي لا غنىً عنها. ثبتت كل من الصين وروسيا نفسيهما في جوارهما الجيوسياسي، وأدركت الولايات المتحدة أن لديها أدوات قليلة لردعهما.

وأشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة متورطة في الشرق الأوسط في صراعات لا تعد ولا تحصى، ويمكن أن تتفوق عليها قوى متنافسة مثل إيران وروسيا والتي يمكنها إحباط أهداف الولايات المتحدة بواسطة جزء ضئيل من الموارد.

ورأت أن على واشنطن أن تتصارع بشكل متزايد مع تداعيات تراجعها من الاضطرار إلى تقاسم الأعباء الباهظة لأمن الخليج، إلى تقليص طموحاتها في النزاعات في أفغانستان والعراق وسوريا، إلى الاستسلام التام لفكرة أنها الحكم الوحيد في شرق آسيا. 

وتابعت المجلة، بعد أن وجدت الولايات نفسها  تتقاسم العالم مع عدد أكبر من اللاعبين فإنها تحتاج إلى التكيف بحذر مع هذا المشهد المتغير. إن أي تحول شامل في سياستها الخارجية سيؤدي إلى عدم الاستقرار لكن الانقلاب السريع في الموقف العسكري العالمي للولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار الأمن الدولي تماماً، كما التدخل الأميركي المتهور، بعد تعامل ترامب السيء مع الوجود العسكري الأميركي في شمال شرق سوريا أحد الأمثلة على الأضرار التي لحقت بالمدنيين والاستقرار الإقليمي الذي يمكن أن يليه منعطف فوضوي في السياسة الأميركية.

مجلة "فورين أفيرز" رأت أنه من الأفضل تبني مقاربة جديدة على مرّ السنين من خلال تقليص مدروس ومنسق للأثر العسكري للولايات المتحدة - من أجل تقاسم العبء وتحرير البلد من دوره الذي منحه لنفسه كشرطي للعالم. 
كما يجب ألا تتخلى الولايات المتحدة عن العالم بالكامل، ولا ينبغي كذلك أن تتخلى عن القوة العسكرية. لكن من الأفضل بالنسبة للولايات المتحدة والعالم حدوث تحول كبير في الأولوية والاستثمار بعيداً عن القوة العسكرية.

وأشارت إلى أنه مثل هذا التحول قد يعني التخلي عن وجود رأي أميركي في كل سياسة مقلقة أو معضلة أمنية في جميع أنحاء العالم. وستفقد الولايات المتحدة بعض فوائد الأسبقية. وسيكون البنتاغون قادراً على ردع التهديدات ضد الولايات المتحدة، ولكن ليس كل التهديدات للمصالح الأميركية، ومصالح شركائها. وبالتالي سيكون على واشنطن أن تقبل بفقدان حقيقي لقوتها، لكن من الأفضل أن تختار ذلك بنفسها بدلاً من أن تجبرها على فعل ذلك الظروف.