"المونيتور": إردوغان يسعى للتصالح مع السعودية بسبب الصعوبات الاقتصادية

في حين أن السعوديين منفتحون على نقل العلاقات مع تركيا إلى "مستوى من الود"، إلا أن التسريب البطيئ المستمر للأدلة الجنائية ضد ولي العهد من خلال وسائل الإعلام الدولية "ترك أثراً سيئاً للغاية".

  • الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال لقائه الملك سلمان في جدة عام 2017 (أ ف ب - أرشيف)
    الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال لقائه الملك سلمان في جدة عام 2017 (أ ف ب - أرشيف)

قال موقع "المونيتور" الأميركي إن الصعوبات الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها تركيا تفسّر جذور جهود رئيسها رجب طيب إردوغان لتحسين العلاقات مع بعض الدول. 

وأشار الموقع إلى أنه من المتوقع أن تزداد هذه الأمور الاقتصادية سوءاً بشكل حاد، على الرغم من استمرار الدعم القطري لتركيا، في حالة دخول عقوبات الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي عليها حيز التنفيذ. فقد سحبت تركيا سفينتها للتنقيب عن الزلازل، أوريك رايس، من مياه البحر الأبيض المتوسط ​​المتنازع عليها في 30 تشرين الثاني / نوفمبر قبل قمة الاتحاد الأوروبي التي من المقرر عقدها في الفترة من 10 إلى 11 كانون الأول / ديسمبر الجاري، حيث سيتم تقييم العقوبات المفروضة على أنقرة.

وتحدث الموقع عن تراجع آخر لتركيا تمثل في العلاقات مع السعودية. فقد تحدث إردوغان مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في 21 تشرين الثاني / نوفمبر الماضي قبل قمة "مجموعة العشرين" التي ترأسها المملكة. 

ونقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن مسؤولين أتراك قولهم إن إردوغان طلب من الملك مساعدته لإنهاء مقاطعة سعودية غير رسمية للبضائع التركية بدأت تؤتي ثمارها. فقد تراجعت صادرات تركيا إلى المملكة بنسبة 15٪ في أيلول / سبتمبر الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو الشهر الثالث على التوالي من التراجع، حسبما ذكر موقع بلومبرغ الأميركي.

وتراجعت العلاقات بين البلدين في أعقاب القتل المروع للصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في تشرين الأول / أكتوبر 2018 في القنصلية السعودية في اسطنبول. إذ قادت تركيا حملة صاخبة لفضح الدور المزعوم لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في هذه القضية. وأضافت محكمة تركية الأسبوع الماضي ستة متهمين جدد - بينهم اثنان من مساعدي الأمير محمد بن سلمان المقربين - إلى 20 سعودياً يُحاكمون غيابياً لمشاركتهم المزعومة في قتل خاشقجي ثم تقطيع أوصاله.

وكان إردوغان قد رفض طلبات الملك سلمان بدفن القصة في الأيام التي أعقبت مقتل خاشقجي. فقد تم تلطيخ صورة إبن سلمان العالمية بشكل لا يمكن إصلاحه، حيث أشارت الأمم المتحدة ووكالة الاستخبارات المركزية إلى تواطئه. ومع ذلك، لا يزال أقوى من أي وقت مضى مع وقوف العديد من السعوديين خلف أميرهم في مواجهة ما يرون أنه مؤامرة عالمية، بحسب "المونيتور".

كان هدف تركيا هو منع وصول الأمير محمد بن سلمان إلى العرش، بحسب رأي علي الشهابي، الخبير السعودي في شؤون الشرق الأوسط المقيم في نيويورك والمؤلف المشارك لكتاب "السعودية بين المطرقة الجهادية والسندان الإيراني".

وقال الشهابي لـ"المونيتور" في مقابلة هاتفية: "ما كشفته قضية خاشقجي أكثر من أي شيء آخر هو عدم فهم أردوغان لكيفية عمل الخلافة السعودية. كما أن الفكرة القائلة بإمكانية دق إسفين بين الملك وابنه لم تكن واقعية على الإطلاق".

وزعم الشهابي أنه في حين أن السعوديين منفتحون على نقل العلاقات مع تركيا إلى "مستوى من الود"، إلا أن التسريب البطيئ المستمر للأدلة الجنائية ضد ولي العهد من خلال وسائل الإعلام الدولية "ترك أثراً سيئاً للغاية".

وتوقع الشهابي "ألا يتلاشى انعدام الثقة بإردوغان في أي وقت قريب، ليس قبل أن يهدئ أردوغان تخيلاته الإقليمية".

ترجمة بتصرف: الميادين نت