نيكي هايلي: على بايدن مواصلة سياسات ترامب تجاه الصين وإيران وفنزويلا

اعتبرت السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة أن الصين الشيوعية هي أخطر تهديد عالمي تواجهه الولايات المتحدة، وأنها منافس استراتيجي لها نوايا عدائية لتجاوز أميركا اقتصادياً وعسكرياً.

  • هايلي: لن أترشح للانتخابات الرئاسية في العام 2020 بل سأدعم ترامب في حملته الانتخابية
    نيكي هايلي خلال عملها كسقيرة بلادها لدى الأمم المتحدة.

كتبت السفيرة الأميركية السابقة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي مقالة في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قالت فيها إنه خلال عملها في المنظمة الدولية، وجدت في كثير من الأحيان أن العديد من الدول تتفق مع سياسات الولايات المتحدة في السر لكنها لا تقول ذلك علناً، والواحد يتساءل ما إذا كان لدى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن وجهة نظر مماثلة لنجاحات السياسة الخارجية لسلفه الرئيس دونالد ترامب.

وأضافت: "من المؤكد أن بايدن سيشعر بضغط حزبي قوي لرفض معظم، إن لم يكن كل، سياسة ترامب الخارجية. سيكون هذا خطأ. إن القضاء على الإنجازات والاستراتيجيات التي تحققت في السنوات الأربع الماضية من شأنه أن يعرض السلامة والمصالح الأميركية للخطر. ليس لدي أوهام بأن بايدن سينتقل ببساطة من حيث يترك ترامب. فهو لن يقوم بذلك. أنا واثقة من أنني سأختلف مع العديد من سياسات بايدن. فعلى سبيل المثال، إن عزمه على الانضمام مجدداً إلى اتفاق باريس للمناخ هو حماقة، حيث يرفع من الأفكار المبتذلة على التقدم الاقتصادي والبيئي الحقيقي ويضع الولايات المتحدة تحت رحمة دول أخرى، مثل الصين، التي تسعى إلى تقوية نفسها على حساب الولايات المتحدة. فإنني أحض بايدن على إعطاء الأولوية للاستمرارية والتقدم المستمر في ثلاثة مجالات حاسمة هي:

أولاً: يجب على بايدن الاحتفاظ بالجوانب الرئيسية لسياسة ترامب تجاه الصين. لقد تحول موقف واشنطن تجاه بكين بطرق كانت ثمة حاجة إليها في السنوات الأربع الماضية. فقد قلب ترامب إجماع الحزبين الديمقراطي والجمهوري المستمر منذ عقود على أن التعاون الاقتصادي مع الصين سيدفع الحزب الشيوعي الصيني في اتجاه أكثر سلمية. فهناك إجماع جديد من الحزبين يتصاعد ضد هذا التفكير المعيب. إن الصين الشيوعية هي أخطر تهديد عالمي تواجهه الولايات المتحدة. إنه منافس استراتيجي له نوايا عدائية لتجاوزنا اقتصادياً وعسكرياً. تشرح هذه الحقيقة لماذا سعى ترامب إلى تعزيز عسكري، ومعاقبة الشركات الصينية لسرقة أسرار التجارة الأميركية، وفرض عقوبات على القادة والشركات الصينية لانتهاكاتهم المروعة لحقوق الإنسان، وتعزيز التنسيق مع حلفاء وشركاء الولايات المتحدة لمحاسبة الصين. سيعرض بايدن المصالح الأميركية للخطر إذا عكس مساره.

تتغذى الصين على الانفتاح الأميركي مثل الطفيليات، وتستخدمه لتقوية نفسها. إن المسار الصحيح هو زيادة تقييد وصول الصين إلى شركاتنا واتصالاتنا وجامعاتنا، كما فعلت الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفياتي، مع بناء قوة عسكرية واقتصادية ودبلوماسية إضافية.

سيواجه بايدن كذلك اختباراً حاسماً في تايوان. مثلما سحقت الصين الحرية في هونغ كونغ، تسعى بكين إلى تدمير حرية 24 مليون تايواني. من المؤكد أن تختبر ذلك في السنوات الأربع القادمة. إذا فشل بايدن في الرد، فلن يكون هناك توقف للعدوان الشيوعي الصيني في آسيا وخارجها".

ثانياً: "يجب ألا يتخلى بايدن عن ضغط ترامب على "ديكتاتوريات أميركا اللاتينية" بحسب هايلي. فتماشياً مع أرقى تقاليد القيم الأميركية، وقف ترامب بوضوح وقوة إلى جانب شعب فنزويلا وكوبا ضد مضطهديهما. استخدم عقوبات غير مسبوقة وأقام تحالفاً إقليمياً ضد نظام مادورو في فنزويلا. وأقر بأن تقديم الإغاثة الاقتصادية للنظام الكوبي زاد من قوته على حساب الشعب الكوبي الذي طالت معاناته. إن عكس بايدن المسار في أي من البلدين سيكون بمثابة اعتناق للاشتراكية ويمنح المرور لأكثر الأنظمة وحشية في نصف الكرة الأرضية"، بحسب زعم الكاتبة.

واعتبرت هايلي أن من شأن دعم بايدن لضحايا الشيوعية الكوبية والاشتراكية الفنزويلية أن يزعج بعض الأطراف اليسارية في حزبه، لكن وجهات نظرهم لم تؤد إلى سياسة ناجحة في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ولن يكون الأمر مختلفاً الآن. في أميركا اللاتينية، كما هو الحال في أي مكان آخر، من الأفضل أن يواجه بايدن أعداء الولايات المتحدة ويدافع عن القيم الأميركية.

ثالثاً: على بايدن تشجيع التقدم الملحوظ للسلام العربي الإسرائيلي. ورأت الدبلوماسية السابقة أن الصداقات المزدهرة بين "إسرائيل" والعديد من الدول العربية من بين أجمل التطورات في السنوات الأربع الماضية. وقالت إدارة أوباما إن مثل هذا السلام لن يحدث أبداً. لكنه حدث بسبب القيادة الأميركية. فقد رفض ترامب قبول التفكير المنهك بأن القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام الإقليمي الأوسع، ومارس ضغطاً شديداً على النظام الإيراني الذي يكره العالم العربي بقدر ما يكره إسرائيل وبلدنا. ولاءمت تصرفات ترامب السياسة الأميركية والإسرائيلية والعربية، وكانت النتيجة السلام"، على حد زعم هايلي.

وطرحت هايلي سؤالاً: كيف يمكن لبايدن تعزيز سلام أعمق؟ وقالت إن ذلك لن يكون من خلال الرضوخ لإيران أو الانقلاب على "إسرائيل"، وكلاهما من شأنه أن يزعج الروابط العربية الإسرائيلية الناشئة التي لا تزال بحاجة إلى تعزيز. واعتبرت أن أفضل طريق هو الاستمرار في عزل إيران وتشجيع الانسجام بين "إسرائيل" والدول العربية، التي ترى الآن بوضوح مصالحها المشتركة، حيث يعتمد الشرق الأوسط المسالم على ذلك، وهو ضروري لأمن الولايات المتحدة.

وختمت قائلة إن الاستمرار في نفس المسار تجاه الصين وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط هو الطريق الصحيح، ويمكن لبايدن التوسع في نجاحنا وتعزيز المصالح الأميركية في كل منهما. وسيكون الأمر كارثياً إذا أضاع الرئيس الجديد الفرصة بسبب رغبة حزبه في عكس مسار سلفه، ترامب.

*نيكي هالي كانت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية من عام 2011 إلى عام 2017 وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة من عام 2017 إلى عام 2019.

ترجمة بتصرف: هيثم مزاحم  - الميادين نت

بعد 4 سنوات من ولاية الرئيس دونالد ترامب يخوض الأخير انتخابات جديدة للفوز بولاية ثانية، فيما يخوض الديمقراطيون معركة العودة إلى الرئاسة مستفيدين من أخطاء ترامب والمشاكل التي أغرق فيها أميركا.