المستقبل ضبابي ولن يمر الأمر من دون دماء!

فيما كنا نحتفل بالسبعين، عقارب الساعة تتقدم. ترفض الاحتفال معنا بالنظرة الراضية إلى الخلف، إنها تنظر إلى مستقبل يبدو خطيراً أكثر من أي وقتٍ سبق. الأمور معروفة: في الأسابيع المقبلة قد يقرر ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، بتشجيع متحمس من ملك إسرائيل، والسفارة الأميركية تنتقل إلى القدس، ويحيي الفلسطينيون يوم النكبة.

ليس واضحاً ما الذي تحاول إسرائيل تحقيقه في الإثارة الدائمة لحرب مع إيران

وهذا دون أن نتحدث بعد عن التهديد الإيراني بجباية ثمن – في الزمان والمكانين المناسبين – على مقتل الإيرانيين في الغارة الإسرئيلية على مطار "تي فور" العسكري بريف حمص السوري.

لسنا نعلم ماذا سيكون بالضبط – المستقبل كعادته ضبابي – لكن دماء ستُسفَك. لا زال غير واضح، لكن الأمر لن يمر دون دماء. إذا كان حظنا جيداً، سيُسفك القليل من الدماء؛ وإذا لم يكن جيداً، الكثير.

أيام نتنياهو تتميز بسجالٍ عاصف حول صغائر الأمور. سفك الدماء القادم يبدو كقوة طبيعية لا نقاش فيها. وما الذي يمكن قوله عن سياسة إسرائيل؟ هل هناك أصلاً سياسة تستشرف المستقبل، أم انها تذكّر بسياسة مشجعي كرة قدم حيال ما يجري في الملعب – حركات حادة بين النشوة والكآبة، وتركيز كامل في لحظة، ونسبة النتيجة إلى قوة عليا (الرب) أو الشر البشري (الحكم ابن الـ ...!).

ما الذي تحاول إسرائيل فعلاً تحقيقه مع السلطة الفلسطينية؟ هل تسعى لتصفيتها؟ أن تحولها إلى دولة بينيت محلية تقدم خدمات للمستوطنات؟ إبقاءها على نيرانٍ هادئة حتى تنضج ظروف تسوية؟ ما هي سياستنا البعيدة المدى حيال غزة؟ هل نسعى للقضاء على حماس، تدجينها، العودة للسيطرة على القطاع؟ وما هي الصورة الشاملة؟.

يبدو أنه لا توجد صورة شاملة. السياسة الإسرائيلية هي سلسلة ردود أفعال، عمليات، إحباطات موضعية اغتيالات، تبدو في الظاهر انها ليست جزءاً من خطة شاملة ما، وعملياً ينفذون تصفية مركّزة لأي إمكانية تسوية. هل نحن مدركون للثمن الذي سيجبيه نجاح اللاسياسة هذه؟ ليس واضحاً.

بنفس المستوى، ليس واضحاً ما الذي تحاول إسرائيل تحقيقه في الإثارة الدائمة لحرب مع إيران. هل يعتقد نتنياهو أن قوة عظمى إقليمية مثل الجمهورية الإسلامية ستبتلع ببساطة هذه الاستفزازات لمدة طويلة دون رد؟ لماذا تعتمد إسرائيل سياسة الصرخات العلنية وليس جهوداً هادئة خلف الكواليس؟ هل نحن (أي نتنياهو) معنيون بصِدام؟ وكم سيكلّف دماً وهل سيحسّن من وضعنا؟.

سكوت. نحن منهمكون.. ربما سننشر تعليقاً آخراً عن نتالي بورتمان.