"الغارديان": كيف تموّل الأموال الأجنبية "التطرف اليميني" في كندا

يُظهر التسريب أن أكثر من نصف التبرعات عبر موقع الكتروني لقوافل الاحتجاج في كندا جاءت من الولايات المتحدة.

  •  شاحنات ومتظاهرون في أوتاوا احتجاجاً على القيود المفروضة على الصحة العامة.
     سائقو الشاحنات يتظاهرون في أوتاوا احتجاجاً على القيود المفروضة بسبب الوباء.

قال أحد المخترقين (الهاكرز) الذين سرّبوا أسماء ومواقع أكثر من 90 ألف شخص تبرعوا بالمال لقافلة سائقي الشاحنات الكنديين إنه كشف كيف أن الأموال من الخارج موّلت "التطرف" في كندا.

وفي مقابلة حصرية مع صحيفة "الغارديان" البريطانية قال المخترق الذي ينتمي إلى مجموعة أنونيموس للهاكرز إن كندا "ليست في مأمن من التلاعب السياسي الأجنبي". وأضاف: "ترى مبلغاً ضخماً من المال لا يأتي حتى من كندا - إنه أمر واضح وضوح النهار".

وقالت الصحيفة إن البيانات المسرّبة أظهرت أنه تم تقديم أكثر من 90 ألف تبرع عبر موقع GiveSendGo، ويبدو أن معظم الأموال تأتي من كندا والولايات المتحدة. ووفقاً للبيانات، تبرع كذلك أفراد في دول مثل المملكة المتحدة وهولندا وأيرلندا والدنمارك.

وغرّد أمارناث أماراسينغام، الأستاذ في جامعة كوينز الكندية والخبير في التطرف والحركات الاجتماعية، قائلاً إنه من بين 92844 تبرعاً، هناك بينها "51666 (56٪) أتت من الولايات المتحدة، و36202 (29٪) أتت من كندا، و1831 (2٪) أتت من المملكة المتحدة". وأضاف أن إجمالي التبرعات في الولايات المتحدة بلغ 3.62 مليون دولار، بينما تبرع الكنديون بـ4.31 مليون دولار.

وقال المخترق إن العدد الكبير من التبرعات القادمة من كندا أظهر أن بعض الناس في البلاد قد وقعوا في خطوة مع ما اعتبروه تطرفاً على النمط الأميركي. وأضاف: "هنا في كندا، كذبنا نوعاً ما على أنفسنا". "[كنا نقول]" لا يمكن أن يحدث ذلك هنا، لا توجد طريقة يمكن أن يحدث ذلك، نحن أفضل. والآن يواجه الناس نوعاً ما حقيقة أنه لدينا في الواقع الكثير من القواسم المشتركة مع جيراننا (الأميركيين) في الجنوب مما أردنا أن نعترف به لأنفسنا".

وتُظهر البيانات أن نحو عشرة متبرعين استخدموا عناوين البريد الإلكتروني الحكومية في التبرع، مما يشير إلى أن بعض الأموال جاءت من موظفين حكوميين في الولايات المتحدة. وشملت هذه الحسابات موظفين في وزارة العدل الأميركية، ووزارة الأمن الداخلي الأميركية، ووكالة ناسا الأميركية، والمكتب الفيدرالي الأميركي للسجون، وشركة عبور تابعة للدولة الأميركية. واحتوت البيانات أيضاً على عنوان بريد إلكتروني واحد للحكومة الكندية.

وعند سؤاله عما يعنيه هذا التسريب للجمهور، قال المخترق: "إذا كنت تقوم ببعض أنواع الحركات الفاشية والتطرف الداخلي ... فستجد المزيد عن مكافحة التطرف الداخلي، لأننا غاضبون".

وأشارت الصحيفة إلى أنه تمت إعادة توجيه نطاق الويب الخاص بـGiveSendGo الأحد الماضي إلى صفحة تعرض مقطع فيديو لفيلم الرسوم المتحركة "فروزن" Frozen مع رسالة إلى قافلة المؤيدين كتب عليها: "انتباه أيها النصابون والكارهون من GiveSendGo. لقد ساعدت في تمويل تمرد 6 كانون الثاني / يناير 2021 في الولايات المتحدة، وساعدتم في تمويل تمرد في أوتاوا. في الواقع، أنت ملتزمون بتمويل أي شيء يحافظ على استمرار تدفق المعلومات المضللة حتى [كذا] تحرق الديمقراطيات الجماعية في العالم".

وأضافت رسالة المخترقين: "بالنيابة عن الأشخاص العقلاء في جميع أنحاء العالم الذين يرغبون في الاستمرار في العيش في ظل نظام ديمقراطي، أقول لكم الآن أن برنامج GiveSendGo نفسه قد تجمد".

وأصبح موقع GiveSendGo الموقع الرئيسي للتبرعات بعد أن منعت منصة أخرى للتمويل الجماعي، GoFundMe، تحويلات الأموال.

ويوم أمس الاثنين، على الرغم من أن رسالة المخترقين لم تعد تظهر على الصفحة المقصودة لـGiveSendGo، إلا أن الموقع ظل معطلاً.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم