تقرير: لا يمكن إخفاء خلافات ألمانيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا

موقع "سي جي تي أن" الصيني يتحدث عن زيارة العمل الخاطفة للمستشار الألماني أولاف شولتس للبيت الأبيض.

  • لا يمكن إخفاء خلافات ألمانيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا
    المستشار الألماني أولاف شولتس خلال لقائه بالرئيس الأميركي جو بايدن

نشر موقع "سي جي تي أن" الصيني تقريراً للكاتب تشنغ تشون رونج، يتحدث عن العلاقات الألمانية الأميركية، في ظل خلافات بينهما بشأن الحرب في أوكرانيا.

وفيما يلي نص التقرير منقولاً إلى العربية:

في الذكرى السنوية الأولى للحرب في أوكرانيا، قام المستشار الألماني أولاف شولتس بزيارة عمل خاطفة إلى البيت الأبيض، هي زيارته الثانية منذ توليه منصبه. وفي الزيارتين احتلت أوكرانيا أولوية قصوى في المحادثات بين الطرفين، في سعيهما لتنسيق السياسات والمواقف ضد روسيا.

كانت زيارة شولتس للولايات المتحدة شبه سرية، حيث لم يرافقه صحافيون أو وفود اقتصادية ولم يعقب المحادثات أي مؤتمر صحافي، باستثناء شكر الرئيس الأميركي جو بايدن ألمانيا على "قيادتها القوية والثابتة"، رداً على "حرب موسكو ضد كييف". ورد شولتس بالثناء على التعاون الجيد جداً بين ألمانيا والولايات المتحدة. وأكد الجانبان خططهما لمواصلة التعاون الحالي في دعم أوكرانيا.

قبل رحلة شولتس للولايات المتحدة، اعتبر البيت الأبيض الزيارة "فرصة لإعادة تأكيد روابط الصداقة العميقة بين الولايات المتحدة وحليفتنا في الناتو ألمانيا". مع ذلك، خلف الانسجام العلني، تقبع العديد من الاختلافات بين الجانبين التي لا يمكن إخفاؤها.

بدايةً، يحتاج الجانبان إلى التغلب على التفاوت في السرعة بشأن مسألة إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا. كشف جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن، أنّ الولايات المتحدة لم تخطط لإرسال دبابات "أبرامز" إلى أوكرانيا، ثم عدلت عن موقفها بسبب تعزيز "تضامن التحالف" ضد روسيا. ولم يقل سوليفان أي شيء عن الشرط الألماني لإرسال دبابات "ليوبارد 2" لأن ترسل الولايات المتحدة  دبابات "أبرامز" أولاً.

كذلك، نفى الجانب الألماني وجود صلة مباشرة بين هذه الشحنات. وأكد شولتس أنّ قرارات ألمانيا بإرسال الأسلحة تتخذ دائماً بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة والحلفاء الآخرين. لكن، بعد أن اتخذت ألمانيا قرارها بإرسال "ليوبارد 2"، أعلن الجانب الأميركي أنّه سيؤخر تسليم دبابات "أبرامز "، ما "يؤذي" الجانب الألماني بلا شك.

على الرغم من أنّ شولس وبايدن لم يذكرا الإشكالات حول هذه القضية وغيرها المتصلة بالصراع الأوكراني، حتى لا يفضحا خلافاتهما أمام الرأي العام الغربي أولاً والعالمي ثانياً. بالإضافة أإلى نّ كلا الجانبين لديه وجهة نظر مختلفة حول سياساتهما تجاه الصين. في الآونة الأخيرة، نشر الجانب الأميركي عمداً معلومات مضللة بأن "الصين قد تزود روسيا بالأسلحة"، بغاية إيجاد ذريعة لفرض عقوبات "غربية" عليها.

لا تزال ألمانيا مترددة في مشاركة الولايات المتحدة في المنافسة الإستراتيجية ضد الصين، مع تعرضها لضغوط مضنية من واشنطن. وقد أعرب شولتس مراراً وتكراراً عن معارضته للتنافر الممنهج مع الصين، وهو يشدد على الحاجة إلى الحوار والتعاون مع بكين بشأن مجموعة واسعة من القضايا.

بعيداً عن الصراع الأوكراني، يسعى المستشار الألماني أولاف شولتس لإقناع إدارة بايدن بتعديل قانون خفض التضخم الأميركي، لتخفيف عبئه على أوروبا، خصوصاً وأنّ القانون ينص على إعفاءات ضريبية على شراء منتجات من الشركات الأميركية فقط، ما يهدد بنزوح المؤسسات الصناعية الأوروبية نحو الولايات المتحدة. يأمل شولتس في أن تمنح استثناءات للشركات الأوروبية، كتلك التي منحتها واشنطن لكندا والمكسيك.

مؤخراً، وبعد مفاوضات فاشلة متكررة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ، أطلقت المفوضية الأوروبية "الخطة الصناعية للصفقة الخضراء" وغيرها من المبادرات، التي تحاول أنّ تحتوي القانون الأميركي المذكور. مع ذلك، لا تزال الضغوط الأوروبية بهذا الشأن غير فعالة  لتجنب زيادة التوترات في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين قطبي الأطلسي.

باختصار، هدفت زيارة شولتس للولايات المتحدة إلى التأكيد على العلاقة الوثيقة بين الجانبين بوجه الشكوك الخارجية حول التناقضات الأساسية بين البلدين، في ملفات معظمها ضارة بالمصالح الألمانية، وهضمها مرير بالنسبة إلى برلين التي تحتاج إلى اليقظة.

نقلها إلى العربية: حسين قطايا