"جويش نيوز سنديكيت": كيف يفهم بوتين حكومة "لابيد_بينيت"؟

صحيفة "جويش نيوز سنديكيت" تقول إنه "من الرياض إلى غزة، ومن أبو ظبي إلى طهران، ومن بكين إلى بروكسل إلى موسكو، يتفهّم قادة العالم ما حدث، إن الضربة الاستراتيجية التي تلقتها "إسرائيل" من روسيا هذا الأسبوع ستتبعها بلا شك ضربات من آخرين".

  • كيف يفهم بوتين حكومة
    كيف يفهم بوتين حكومة "لابيد_بينيت"؟

صحيفة "جويش نيوز سنديكيت" تنشر مقالاً يكشف عن تأثير قرار روسيا في مساعدة السوريين على اعتراض الضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية، وهذا نصّ المقال:

أفادت الأنباء الخميس الفائت، أن الجيش الإسرائيلي يخطط لتغيير تكتيكاته في سوريا، وسيؤسس عملياته ضد الأهداف الإيرانية في المنطقة بالاعتماد على قصف بعيد المدى بدلاً من الضربات الجوية. ومن الواضح أن هذه الخطوة ستقلل من قوة "إسرائيل" العملياتية.

تقرير سياسة ضبط النفس الإسرائيلية الجديدة جاء عقب إعلان روسيا عن أنها للمرة الأولى، ساعد السوريين في اعتراض 4 صواريخ أطلقتها طائرات إف -16 الإسرائيلية على أهداف في سوريا.

وجاء بيان روسيا بالتزامن مع إعلانها إلغاء اتفاق 2015 مع "إسرائيل" لتنسيق العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا وعدم تعارضها مع القوات الروسية في البلاد.

 قرار روسيا ضربة استراتيجية كبرى..

بدأ الاتفاق المعني على الفور بعد انتشار القوات العسكرية الروسية لأول مرة في سوريا في أيلول/ سبتمبر عام 2015، فور بدء الروس في إنشاء قواعدهم في البلد المعادي لـ "إسرائيل" في الشمال ، سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو إلى روسيا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كان الغرض من رحلته المفاجئة، وسلسلة من اجتماعات المتابعة في الأشهر التالية، هو التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يمكّن الجيش الإسرائيلي ان يحتفظ بحرية الاعمال العسكرية ضد الأهداف في سوريا . 

بدا هدف نتنياهو وكأنه حلم مستحيل، لكنه حقق ذلك، تم احترام التفاهمات التي توصل إليها نتنياهو مع بوتين بدقة من كلا الجانبين مع استثناءات قليلة إلى أن ألغتها روسيا هذا الأسبوع.

منذ 5 سنوات، كانت "إسرائيل" تشن حملة غير معلنة في سوريا لمنع إيران من نقل صواريخ دقيقة التوجيه وطائرات بدون طيار عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان. إن التهديد الذي تشكله مثل هذه الأسلحة في أيدي حزب الله لـ "إسرائيل" هو خطر وجودي.

نقلت إيران طائرات بدون طيار وصواريخ دقيقة التوجيه إلى حلفائها في المنطقة، وأدت ضربة بطائرة مسيرة للحوثيين (أنصار الله) في عام 2019 إلى تعطيل نصف قدرات إنتاج النفط في السعودية، إن وضع مثل هذه الأسلحة في أيدي حزب الله من شأنه أن يضع "إسرائيل" تحت النار، من القطاع السكاني الى قواعدها العسكرية والبنية التحتية  والمراكز الصناعية.

وفي حال قررت روسيا معارضة الضربات العسكرية الإسرائيلية على الأراضي السورية، فستضطر "إسرائيل" أن تختار إما الانسحاب من جانب واحد لتجنّب المواجهة المباشرة مع روسيا. وإذا اخذت هذا الخيار، فستجد نفسها تحت تهديد استراتيجي من قبل حزب الله، ما يضطرها إلى خوض حرب وفي مثل هذه الحرب، يمكن أن يُتوقع من روسيا أن تساعد بنشاط جهود حزب الله الحربية.

بمعنى آخر، إذا انسحبت "إسرائيل" لتجنّب المواجهة مع روسيا، فستضطر إلى مواجهة روسيا في ساحة معركة أكثر خطورة بكثير في لبنان.

اكتشفت "إسرائيل" أنها غير قادرة على المناورة أمام أنظمة الصواريخ الروسية أرض _جو المضادة للطائرات، ما أفقدها تفوقها الجوي.

الآن بعد أن ألغى الروس صفقة بوتين ونتنياهو، يواجه الرجال الذين أطاحوا بنتنياهو من السلطة، نفس السيناريوهات القاتمة التي واجهها نتنياهو مع وصول القوات الروسية إلى سوريا.

ولكن، على عكس نتنياهو، لا يملك رئيس الوزراء نفتالي بينيت ولا وزير الخارجية يائير لابيد قدرة التوجه إلى روسيا وإقناع بوتين بإعادة الاتفاق، ليس بسبب أي شيء فعله بوتين أو نتنياهو بل لسبب فعله لبيد وبينيت.

بعد فترة وجيزة من تولي بينيت ولبيد مناصبهما، تحدّث لبيد عبر الهاتف مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، وأعلن أنه ألزم "إسرائيل" بسياسة "عدم المفاجآت" تجاه إدارة بايدن، لقد دمّر هذا الالتزام مكانة "إسرائيل" الدولية.

من الرياض إلى غزة، ومن أبو ظبي إلى طهران، ومن بكين إلى بروكسل إلى موسكو، يتفهّم قادة العالم ما حدث، إن الضربة الاستراتيجية التي تلقتها "إسرائيل" من روسيا هذا الأسبوع ستتبعها بلا شك ضربات من آخرين.

سيقيّم حلفاء وأعداء "إسرائيل" خياراتهم في ضوء تبني حكومة "لبيد بينيت" للاعتماد على إدارة معادية في واشنطن.