"نيوزويك": بايدن رفض التوقعات بإجلاء الأميركيين من كابول على غرار فيتنام

أصر بايدن مخطئاً قبل 38 يوماً على أن "طالبان" ليست بنفس قدرة الجيش الفيتنامي الشمالي، وأنه لن يكون هناك أي ظرف نرى فيه أشخاصاً يُنقلون من على سطح السفارة الأميركية في أفغانستان.

  • طائرة هليكوبتر تجلي أشخاصاُ من السفارة الأميركية في كابول.
    طائرة هليكوبتر تجلي أشخاصاُ من السفارة الأميركية في كابول.

مع تسابق الولايات المتحدة لإجلاء الدبلوماسيين عبر طائرات الهليكوبتر من سفارتها في العاصمة الأفغانية، كابول، وسط تقدم حركة طالبان السريع، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تضمن تصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن، خلال مؤتمر صحافي عقده في تموز / يوليو الماضي، أصرّ بايدن أن مشهد إجلاء الأميركيين من فيتنام لن يتكرر في أفغانستان.

وقالت مجلة "نيوزويك" الأميركية إنه في 8 تموز / يوليو، ناقش بايدن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، حيث رد المخاوف من أن سيطرة "طالبان" على البلاد ستكون "حتمية". وقال صراحةً إن الأميركيين لن يروا صوراً تذكرنا بإجلاء الولايات المتحدة من فيتنام في نهاية تلك الحرب في عام 1975، عندما انتشرت في وسائل الإعلام صور طائرات الهليكوبتر وهي تقوم بإجلاء الأشخاص من سطح السفارة الأميركية في سايغون.

وأصر بايدن حينذاك على أن "طالبان ليست الجيش الفيتنامي الشمالي". وقال إنهم ليسوا كذلك، لا يمكن مقارنتهم الجيش الفيتنامي الشمالي بعد من حيث القدرة. وأضاف أنه لن يكون هناك أي ظرف حيث ترى أشخاصاً يُنقلون من على سطح السفارة الأميركية في أفغانستان.

لكن يوم أمس الأحد، بدأت تنتشر على الإنترنت وفي وسائل الإعلام، صور طائرات هليكوبتر وهي تُجلي دبلوماسيين من سطح السفارة الأميركية في كابول. وذكرت وكالة رويترز وصحيفة واشنطن بوست ووسائل إعلامية أخرى أن الولايات المتحدة كانت تستخدم الطائرات لإجلاء الدبلوماسيين بسرعة مع تواجد مقاتلي "طالبان" في العاصمة الأفغانية.

وشارك البعض على موقع تويتر مقطع الفيديو لبايدن مؤكداً أن هذه الصور لن يشاهدها الأميركيون. وشارك آخرون اقتباسه وأرفقوا صوراً لطائرة هليكوبتر تخلي سفارة كابول يوم الأحد وواحدة تفعل الشيء نفسه في سايغون في عام 1975.

وشارك الجمهوريون في مجلس النواب - الذين انتقدوا إلى حد كبير بايدن بسبب انسحاب القوات الأميركية على الرغم من توقيع اتفاق السلام مع "طالبان" في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب - مقطع فيديو على تويتر لتصريحات الرئيس بايدن في 8 يوليو / تموز بشأن أفغانستان. وعلق المشرعون الجمهوريون على المقطع قائلين "كان هذا قبل 38 يوماً فقط".

وخلال ذلك المؤتمر الصحافي، أصر بايدن على أن سيطرة "طالبان" على أفغانستان ليست "حتمية". ورفض أسئلة الصحافيين التي أشارت إلى أن المعلومات الاستخباراتية ذكرت أن الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة ستقع في غضون فترة زمنية قصيرة نسبياً. وقال بايدن حينها: "أثق في قدرة الجيش الأفغاني، الذي هو أفضل تدريباً وأفضل تجهيزاً وأكثر كفاءة فيما يتعلق بشن الحرب".

وكانت إدارة ترامب قد وقعت اتفاق السلام مع "طالبان" في شباط / فبراير 2020. ولطالما جادل الرئيس السابق بأن البقاء في البلاد أمر "سخيف" ولا يفيد الولايات المتحدة أو مصالحها. وبموجب الاتفاق الذي وقعته إدارة ترامب، والذي قاده وزير خارجيته مايك بومبيو، وافقت الولايات المتحدة على سحب جميع قواتها من أفغانستان بحلول الأول من أيار / مايو من هذا العام.

وعلى الرغم من أن بايدن اختار المضي قدماً في هذا الاتفاق بعد توليه منصبه، إلا أنه أجّل الموعد النهائي للانسحاب إلى 11 أيلول / سبتمبر المقبل.

وفي الأسبوع الماضي، واصل بايدن الدفاع عن الانسحاب، مؤكداً أن الولايات المتحدة قد حققت هدفها في إخضاع تنظيم "القاعدة" المتطرف في أفغانستان قبل سنوات. يشار إلى أن "القاعدة" متهمة بالمسؤوليتة عن تخطيط وتنفيذ هجمات 11 أيلول / سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة، والتي كانت الذريعة للغزو الأميركي لأفغانستان.

وقال بايدن: "أنا لست نادما على قراري. يجب أن يتحد القادة الأفغان. فقدنا الآلاف من الأفراد الأميركيين، قتلى وجرحى. على القادة الأفغان القتال من أجل أنفسهم، والقتال من أجل أمتهم".

وقالت "نيوزويك" إنه على الرغم من أن خبراء الاستخبارات والجيش الأميركيين كانوا يعتقدون أن كابول يمكن أن تسقط في غضون شهر إلى 90 يوماً، إلا أنه يبدو أن إدارة بايدن كانت على متفاجئة من السرعة التي استعادت بها "طالبان" السيطرة على العاصمة. وينتقد كثيرون انسحاب إدارة بايدن من أفغانستان، لكن كثيرين آخرين يدافعون عن هذا القرار.

وقال بنجامين إتش فريدمان، مدير سياسة أولويات الدفاع، في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني إلى "نيوزويك"، إنه "كان من المحتمل دائماً أن تحدث النتيجة الحالية كلما غادرت القوات الأميركية، سواء قبل 10 سنوات أو بعد 10 سنوات من الآن". وأضاف: "على الرغم من أن سرعة هذا الانهيار كانت مفاجئة للكثيرين، إلا أن الأكاذيب الرسمية حول التقدم لا يمكن أن تخفي حقيقة أننا نبني دولة فاشلة، وليس إصلاح دولة. فالجزء الأكبر من القوات الأفغانية لم يقاتلوا بينما كانت القوات الأمريكية تغادر، لقد حولوا ولاءهم أو غادروا ببساطة".

تواصلت "نيوزويك" مع البيت الأبيض للتعليق على الأحداث، لكنها لم تتلق رداً فوررياً.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم