نوادٍ ترفيهية صيفية بديلة لأطفال جنوب لبنان: الفرح آتٍ على أيّ حال

لم تقتصر بدائل النوادي الصيفية لأطفال جنوب لبنان على المبادرات الفردية فحسب، فالجمعيات المحلية كان لها أيضاً دور فاعل في هذا السياق، والتي تضمنت أنشطة أكاديمية ودعماً وتفريغاً نفسياً وأخرى رياضية وترفيهية.

  • نوادٍ ترفيهية صيفية بديلة لأطفال جنوب لبنان: الفرح آتٍ على أيّ حال
    نوادٍ ترفيهية صيفية بديلة لأطفال جنوب لبنان: الفرح آتٍ على أيّ حال

لم تنتظر ربى التّقي انتهاء العدوان الإسرائيلي على جنوبي لبنان لتُعيد البسمة إلى عيون أطفال قريتها المنصوري الجنوبية في قضاء صور، والذين حُرموا من الانضمام إلى نوادٍ صيفية، فقررت خلق حلّ بديل كوسيلةٍ للترفيه عنهم، والتخفيف من وطأة الحرب، وتأثيرها في نفسيّتهم.

في باحة أحد منازل البلدة، تسلّمت التّقي مهمة تدريب ما يقارب الـ20 طفلاً على رياضة السباحة بشكل يومي، كما عمدت إلى فتح صفوف تدريبية رياضية لأبناء البلدة والجوار لمن هم فوق الـ9 سنوات في النادي الرياضي للبلدة.  

"لأن الأطفال ليسوا أبناء الحرب"، من هذا الشعار انطلقت مبادرة ربى، وهي واحدةٌ من المبادرات والحلول البديلة التي ابتُكرت من قبل الأهالي والجمعيات والمؤسسات التربوية؛ كتعويضٍ لأطفال الجنوب الصامدين والنازحين منهم عن حرمانهم من الالتحاق بنشاطات النوادي الصيفية التي توقفت بسبب ظروف الحرب.

الجمعيات ونشاطات الدعم النفسي

لم تقتصر بدائل النوادي الصيفية لأطفال الجنوب على المبادرات الفردية فحسب، فالجمعيات المحلية كان لها أيضاً دور فاعل في هذا السياق. جمعية "sheild" هي إحدى الجمعيات المحلية التي تأسست عام 2010 في الجنوب، وانطلقت إلى كل الأراضي اللبنانية، وفي ظل ظروف الحرب الراهنة تركّزت جهودها على تأمين الدعم النفسي للأطفال في القرى الحدودية الصامدة إلى جانب الأطفال النازحين.

إيڨا حمصي، الناشطة الاجتماعية في الجمعية شرحت للميادين نت عن نشاطاتها التي حلّت بديلاً من النوادي والمخيمات الصيفية التي كان الأطفال يلتحقون بها سابقاً، "فتركّزت نشاطاتها على وجود 5 عيادات نقالة، مهمّتها تقديم الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال من قبل مساعدين اجتماعيين واختصاصيين نفسيين عبر برامج ترفيهية وتدريبية متنوعة".

وفي هذا الإطار، ذكرت حمصي أن "الجمعية نظّمت في شهر حزيران/يونيو الماضي مسرحية ترفيهية مجانية للأطفال بالتعاون مع شبان وشابات نازحين ومقيمين في مدينة النبطية،" وقد عُرضت المسرحية أيضاً في مراكز الإيواء في مدينة صور وأحيائها، مع توزيع هدايا بالتعاون مع اتحاد بلديات صور، كما تم تنفيذ نشاطات فنية (كنشاطات الرسم والتعبير المسرحي)، وأخرى رياضية في ملاعب كرة القدم في منطقة صور وحاصبيا وبنت جبيل ومرجعيون وكفرتبنيت وغيرها، تضاف إليها نشاطات تعليم الموسيقى في المناطق المذكورة ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة فيها.

وأشارت الناشطة الاجتماعية في الجمعية إلى أن في الأشهر الأربعة المقبلة ستقوم الجمعية بنشاطات ترفيهية جديدة تتضمن تقديم جلسات دعم نفسي للأطفال، عبر مراكز الشؤون الاجتماعية والبلديات والنوادي الأهلية في مدينة بنت جبيل وتبنين وحداثا ورميش والقرى الأخرى، وقد ارتفع عدد الأطفال الذين شملتهم النشاطات إلى 4800 طفل خلال الأشهر الستة الأولى من العام، ومن المتوقع أن تشمل النشاطات المقبلة 2600 طفل جديد.

الأنشطة البديلة

أما عن ماهية الخطط البديلة للأندية الصيفية التي وفرتها الجمعيات في الجنوب، فقال أحمد عطيّة مدير مجمّع المبرّات التربوي في مدينة الخيام للميادين نت إنه "تم إشراك طلاب المجمّع النازحين في منطقة النبطية (530 طالباً) في سلسلة أنشطة للدعم النفسي والترفيهي على مدّة شهرين (أيار/مايو وحزيران/يونيو) بالتعاون مع مؤسسة رؤية العالمية والصليب الأحمر الدولي، كما تم إلحاق 335 طالباً نازحاً في منطقة الجنوب وبيروت بالنوادي الصيفية التابعة لمدارس جمعية المبرات القريبة من أماكن سكن الطلاب، كإجراء بديل من عدم التحاقهم بتلك التي كانت تقام في مدينة الخيام، وتمتدّ برامج هذه النوادي لغاية شهر آب/أغسطس، وتتضمن نشاطات ترفيهية (رحلات أسبوعية)، وتربوية (حل بطاقات تدريبية تعليمية)، ورياضية (دورات كرة قدم، شطرنج...).

ورأى عطيّة أن "هذه الأنشطة تساهم بشكل واسع في دعم الأطفال أكاديمياً، لا سيما الذين درسوا عن بعد في بداية العام، وتعطيهم متنفّساً ترفيهياً في الوقت نفسه، وتسمح لهم بالاندماج والتكيف مع محيطهم الجديد"، مؤكداً أنه بذلك لن يشعر الأطفال النازحون بأنهم غرباء أو مختلفون عن رفاقهم الجدد.

وأخذت جمعية كشافة الإمام المهدي على عاتقها مهمّة دمج الأطفال الوافدين إلى بلدات النزوح مع الأفواج الكشفية الموجودة في هذه البلدات، بحكم أنهم "جزءٌ من هذه العائلة الكشفية"، وفق ما يؤكد محمد ناصر الدين، أمين تنمية المجتمع في مفوضية جبل عامل الأولى للميادين نت

ويقول ناصر الدين إنّ الجمعية سعت إلى دمج الأطفال الجدد بالنوادي الصيفية التي تقام في كل الأفواج، والشاملة لأنشطة ترفيهية وتربوية ودينية ورياضية وغيرها، لافتاً إلى وجود أنشطة إضافية خاصة بالأطفال النازحين في بعض الأحيان أبرزها نشاط "مكتبة مهدي" المتجولة التي تساهم بشكل كبير في إضفاء أجواء من الفرح والمرح، وتحاكي برامج التفريغ النفسي وسرد القصص التي تتناسب مع أعمارهم تحاكي الظروف التي يمرون بها.

وعلى مستوى الأهالي، نوّه ناصر الدين إلى التعاون الذي يبديه أهالي الأطفال، ورغبتهم في إشراك أبنائهم في هذه البرامج على اختلافها، لا سيما أن عددهم كبير جداً، وقد التحق معظمهم بهذه الأنشطة الصيفية، مضيفاً: "هذه الجهود المبذولة تأتي في إطار الأهداف الاجتماعية والتربوية التي تتبناها الجمعية، وواجبها في احتضان هؤلاء الأطفال وتكريمهم ودعمهم بكل الوسائل الممكنة والمتاحة".