"لا شيء مستحيل" يكشف جريمة اتجار بالبشر ضحيتها عائلة لبنانية

برنامج "لا شيء مستحيل" عبر الميادين يكشف جريمة إتجار بالبشر كانت ضحيتها عائلة لبنانية وذلك إبان الحرب في لبنان. إذ تمكنت ميرفت من اللقاء بأختها التوأم هيستر بعد 45 عاماً.

  • لحظة لقاء هيستر بأختها التوأم ميرفت لأول مرة بعد 45 عاماً على ولادتهما
    لحظة لقاء هيستر بأختها التوأم ميرفت لأول مرة بعد 45 عاماً على ولادتهما

طرحت حلقة برنامج "لا شيء مستحيل" الذي تقدمه الإعلامية لانا مدور في قناة الميادين يوم أمس الجمعة، إشكالية ترتبط بواقع الحرب اللبنانية. بعد 34 عاماً على انقضاء الحرب يطل شبحها من باب الاتجار بالبشر. 

هيستر سيدة هولندية من مواليد 1977، نشأت في مزرعة أبقار لأم وأب هولنديين. أخبرتها أمها وهي بعمر 4 سنوات أنها إبنة متبناة وأن أمها البيولوجية فتاة مسيحية لبنانية تخلت عنها خوفاً من أن تقتل لأنها أنجبتها خارج إطار الزواج.

احتفظت والدة هيستر بالتبني بجميع المستندات الخاصة بعملية التبني، والتي استلمتها من إبراهيم شمايل مؤسس جمعية "أبناء الأرز" التي جرت عبرها عملية تبني هيستر.

زارت هيستر لبنان مع أمها الهولندية عامي 2005 و2006 بحثاً عن والدتها. تتبعت أثر الأسماء والتفاصيل المذكورة في المستندات، ولم توفق بالوصول إلى أي خيط يوصلها إلى أمها البيولوجية. قيل لهيستر يومها إن الأوراق التي بحوزتها مزورة!

لم تيأس هيستر، فقررت أن تنشر نتائج فحص الـDNA الخاص بها عبر موقع خاص لمن يبحثون عن أنسبائهم عبر الـDNA، وكانت المفاجأة برسالة من الموقع بأن هناك سيدة على الموقع تشاركها الخريطة الوراثية بدرجة ثانية من القرابة.

بعد إجراء كامل الفحوص، تبين أن لهيستر أختاً توأماً في لبنان تدعى ميرفت فواز. القصة التي سمعتها هيستر من أختها كشفت عن جريمة اتجار بالبشر وقعت ضحيتها هيستر يوم مولدها، حيث إن فاطمة والدة هيستر وميرفت أنجبت ابنتيها التوأمين في عيادة القابلة القانونية أوديت عون في منطقة الغبيري، أخبرت القابلة القانونية الأم أنها أرسلت المولودة الثانية إلى مستشفى معربس في فرن الشباك، لأنها بحسب زعمها ولدت صغيرة وتحتاج إلى وضعها في جهاز التحضين. في اليوم التالي أتى الأب إلى عيادة عون ليسأل عن ابنته، فقالت له: "تأخرت ماتت ودفناها".

لم تمت هيستر، بل تم تزوير أوراقها الرسمية، وسلمها إبراهيم شمايل إلى والديها الهولنديين في أحد أوتيلات الحمرا عام 1977 إبان الحرب اللبنانية. في هولندا اليوم 300 رجل وإمرأة تم تبنيهم عبر جمعية "أبناء الأرز" ، أغلبهم يبحث عن أهله البيولوجيين ويريدون أن يعرفوا الحقيقة. في زيارتها إلى لبنان قبل أسبوع، لم تلتق هيستر بوالدتها كما كانت تتمنى، لكنها زارت وأختها التوأم ميرفت قبر والدتهما فاطمة في روضة الشهيدين في الغبيري. 

يشجع المحامي خليل عجور، الذي يتابع القضية، العائلات اللبنانية التي أُبلغت عن وفاة أطفالها حديثي الولادة في عيادات الولادة إبان الحرب في لبنان، على نشر نتائج الـDNA الخاصة بهم عبر مواقع متخصصة، لربما هم أحياء يرزقون في هولندا أو السويد أو غيرها من البلدان، التي نشطت فيها جمعيات لبنانية لتسهيل التبني المدفوع الأجر بذريعة الحرب في لبنان.