بطولة أمم أفريقيا.. الكلمة للعب الهجومي

يمكن الحديث عن مسألة مهمة بعد اختتام الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة أمم أفريقيا 2023، وهي زيادة تسجيل الأهداف مقارنة ببطولة 2021، وهذا ما عاد وتأكد أمس في افتتاح الجولة الثانية.

  • من الأهداف التي سُجلت في الجولة الأولى من دور المجموعات في البطولة الحالية (أ ف ب)
    من الأهداف التي سُجلت في الجولة الأولى من دور المجموعات في البطولة الحالية (أ ف ب)

بعد اختتام الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة أمم أفريقيا 2023 التي تستضيفها كوت ديفوار، يمكن الحديث عن مسألة مهمة، هي زيادة تسجيل الأهداف مقارنة ببطولة 2021 التي استضافتها الكاميرون وتُوج منتخب السنغال بلقبها.

في دور المجموعات عام 2021، سُجل 11 هدفاً في الجولة الأولى، فيما سُجل 27 هدفاً عام 2023، علماً أن عدد المنتخبات لم يزدَد في البطولة الحالية، وعدد المباريات لم يزدد أيضاً، ما يتيح تسجيل المزيد من الأهداف، ففي عدد المباريات نفسه سُجل 16 هدفاً أكثر في الجولة الأولى عام 2023.

هذا المعدّل التهديفي المرتفع عاد وتأكد أمس في افتتاح الجولة الثانية، ففي 3 مباريات فقط، تم تسجيل 11 هدفاً، إذ فاز منتخب غينيا الاستوائية على منتخب غينيا بيساو بنتيجة 4-2، وفاز منتخب نيجيريا على منتخب ساحل العاج بنتيجة 1-0، وتعادل منتخب مصر مع منتخب غانا بنتيجة 2-2.

هذا يُعطي فكرة واضحة عن انتهاج المنتخبات في بطولة أمم أفريقيا الحالية الأسلوب الهجومي والتخلي عن الحرص الدفاعي الزائد، إذ إن المنتخبات من الصف الأول تمتاز بقدرات هجومية، وتسعى لتسجيل الأهداف بكثرة.

أما مدرّبو المنتخبات من الصف الثاني، فهم يدركون أهمية التسجيل إما للفوز لزيادة فرص التأهل إلى الدور الثاني، وإما لأن فرْق الأهداف يؤدي في كثير من الأحيان دوراً في معرفة المنتخبات التي ستتأهل. لذا، يكون التسجيل ضرورياً.

وما يميّز أكثر المنتخبات في بطولة أفريقيا الحالية هو وجود المهاجمين الماهرين الذين بإمكانهم تسجيل عدد كبير من الأهداف، على غرار محمد صلاح ومصطفى محمد في منتخب مصر، وبغداد بونجاح وإسلام سليماني في منتخب الجزائر، ويوسف النصيري في منتخب المغرب، وفيكتور أوسيمين في منتخب نيجيريا، وساديو مانيه في منتخب السنغال، وسيرهو غيراسي في منتخب غينيا، وبيرسي تاو في منتخب جنوب أفريقيا وغيرهم، وهذا ما يجعل نسبة التسجيل في البطولة تزداد.

وما يجدر قوله بناءً على الجولة الأولى في 2023 هو أن بطولة أمم أفريقيا تستعيد عاداتها وتقاليدها بعد الاستثناء في بطولة 2021، أو إذا صح القول تعبّر عن هويتها الحقيقية مجدداً باللعب الهجومي، إذ إن الكرة الأفريقية تاريخياً هي كرة تعتمد الأسلوب الهجومي، وليس الدفاعي، وتقدّم أفضل الألعاب الهجومية للجمهور، فكلما ازداد التسجيل ازدادت جمالية الكرة، وكرة أفريقيا أيضاً.