جنوب أفريقيا.. المنتخب "المناضل"

بذكريات وزخم التتويج بلقب أمم أفريقيا 1996 بعد تاريخ مرير من نظام التمييز العنصري، يخوض منتخب جنوب أفريقيا البطولة عام 2024.

  • توج منتخب جنوب أفريقيا باللقب عام 1996 (من الويب)
    توج منتخب جنوب أفريقيا بلقب بطولة أمم أفريقيا عام 1996 (من الويب)

تشهد سجلات بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم أن منتخب جنوب أفريقيا توج باللقب. كان ذلك عام 1996 في البطولة التي استضافتها جنوب أفريقيا.

حينها، كان التتويج تاريخياً، إذ إن جنوب أفريقيا كانت خارجة لتوها من تاريخ مرير من نظام التمييز العنصري أنهاه الزعيم الراحل نيلسون مانديلا بعد نضال طويل، وعاد اتحادها الكروي إلى كنف الاتحادين الأفريقي والدولي لكرة القدم عام 1992.

هكذا اجتمعت قوى الجنوب أفريقيين، وأنتجت منتخباً منافساً بقيادة الهداف مارك ويليامس والمدافع مارك فيشر الذي قدّم بطولة رائعة بدءاً من مجموعته القوية في دور المجموعات بوجود منتخبات مصر والكاميرون والكونغو، وصولاً إلى المباراة النهائية أمام منتخب تونس.

حينها، اجتمع 80 ألف مشجع في ملعب جوهانسبورغ، يتقدّمهم مانديلا، ليؤازروا منتخب جنوب أفريقيا الذي تمكن من الفوز والتتويج باللقب.

بهذا الزخم وذكريات 1996، يدخل منتخب جنوب أفريقيا بطولة أمم أفريقيا بعد أيام في كوت ديفوار. لا يمكن إلا أن يعيش لاعبو جنوب أفريقيا تلك "الحالة" في 1996 حتى يصنعوا إنجازاً جديداً في 2024، ولو لم يكن التتويج باللقب هدفهم الأول والممكن، بل تقديم كرة جيدة والوصول إلى مرحلة متقدمة في المنافسات.

منتخب جنوب أفريقيا يتنافس في المجموعة الخامسة التي توجد فيها منتخبات تونس وناميبيا ومالي. وباستثناء المباراة الصعبة أمام تونس، فإن بإمكان منتخب جنوب أفريقيا أن يطمح للتأهل إلى الدور الثاني على الأقل.

وإضافةً إلى إنجازه عام 1996، يستند منتخب جنوب أفريقيا إلى إنجازاته بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم خلال 1998 و2002 و2010 عندما استضاف المونديال أيضاً.

لا شيء يخسره منتخب جنوب أفريقيا في بطولة أمم أفريقيا عام 2024. إنه ليس بين المرشحين للمنافسة على اللقب. هو حِمْل يتخفف منه وضغط يبتعد عنه، لكن الأهم أنه استناداً إلى تاريخ جنوب أفريقيا النضالي، فإن "نضال" منتخبها، كما كان حاله في 1996، من الممكن أن يصنع له تاريخاً جديداً في بطولة أمم أفريقيا.