منتخب مصر... كل العواصم العربية هي القاهرة

يخوض منتخب مصر مباراة نصف نهائي بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم اليوم أمام منتخب الكاميرون المضيف. وصول المنتخب المصري إلى هذا الدور كان مستحقاً.

  • يلعب منتخب مصر أمام منتخب الكاميرون
    يلعب منتخب مصر أمام منتخب الكاميرون

أصبح منتخب مصر قريباً من التتويج بلقب بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم. مباراتان فقط تفصلان المنتخب المصري عن استعادة مجده الأفريقي، باعتباره الأكثر تتويجاً، بـ 7 ألقاب، وهو لم يتوّج باللقب منذ 12 عاماً. مباراة في غاية الأهمية لمنتخب مصر أمام منتخب الكاميرون المضيف في نصف النهائي، اليوم الساعة 21,00 بتوقيت القدس الشريف.

ما يمكن قوله بداية إن وصول منتخب مصر إلى هذا الدور كان مستحقاً، وهو جاء بعد تصميم وجهد؛ إذ كان من الممكن أن تضعف ثقة المصريين وطموحهم بعد المباراة الأولى التي خسروها أمام منتخب نيجيريا، والتي كان فيها مستوى منتخب مصر سيّئاً. لكن على العكس من ذلك، فإن المنتخب المصري ومدرّبه البرتغالي كارلوس كيروش تعلّما الدرس من تلك المباراة، وعالجا الأخطاء، ثم بدأ مستوى منتخب مصر يرتفع تدريجياً مع المباريات – وهذه من صفات البطل خلال أي بطولة – فكان الفوز أوّلاً على منتخب غينيا بيساو، ثم التأهل إلى دور الـ16 بالفوز على منتخب السودان.

في دور الـ16، كانت الترجيحات لمنتخب ساحل العاج القوي بأدائه ونجومه، والذي أخرج منتخب الجزائر حامل اللقب من دور المجموعات، لكنّ منتخب مصر كان له رأي آخر، وقدّم مباراة كبيرة، وفاز بركلات الترجيح. ثم جاءت مباراة ربع النهائي أمام منتخب المغرب، والتي تُعتبر الأفضل حتى الآن لمنتخب مصر في البطولة، حيث فاز بنتيجة 2-1، رغم تأخّره بنتيجة 0-1.

بالحديث عن هذا التصميم لدى المصريين، يمكن اختصاره بمثل واحد، هو الحارس محمد أبو جبل الذي قدّم مباراة كبيرة أمام منتخب ساحل العاج، وقاد المنتخب المصري إلى الفوز بركلات الترجيح، بعد أن لعب مكان الحارس الأساسي محمد الشناوي الذي خرج من المباراة لتعرّضه لإصابة، ثم تصدّى أبو جبل لكرة تعتبر من الأفضل في البطولة، في المباراة أمام المغرب، قبل أن يتعرّض بدوره للإصابة، لكنّه أصرّ على إكمال المباراة، رغم أنه كان يتألم من الإصابة، وظلّ لثلاث مرّات ينهض لمتابعة اللعب، إلى أن خرج من الملعب رغماً عنه، ولكنه بقي يحفّز زملاءه ويشجّعهم وهو على مقعد البدلاء.

  • محمد أبو جبل
    محمد أبو جبل

ما يمكن قوله أيضاً إن النجم محمد صلاح كان، كما يطمح إليه المصريون، نجماً يقود منتخبهم، وخصوصاً في المباراة أمام منتخب المغرب التي اختير فيها أفضل لاعب بتسجيله هدفاً وصناعته هدفاً بطريقة رائعة، وهم ينتظرون منه الكثير مجدّداً في المباراة أمام منتخب الكاميرون، كما من جميع اللاعبين في منتخب مصر الذين يلعبون بإصرار للفوز.

القول إن منتخب مصر سيلعب اليوم أمام منتخب الكاميرون على أرضه وبين جماهيره، وذلك سيؤثّر سلباً على اللاعبين المصريين، هو غير صحيح، إذ إن المنتخب المصري لطالما خاض المنافسات الكبرى في أفريقيا، وهو بتاريخه وألقابه السبعة يتفوق معنوياً على المنافس، وهذا ما يعرفه منتخب الكاميرون جيداً، الذي خسر نهائي البطولة عام 2008 أمام منتخب مصر عندما كان يلعب في صفوفه نجمه السابق، رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم الحالي، صامويل إيتو.

لم يعد في بطولة أمم أفريقيا الحالية أي منتخب عربي سوى منتخب مصر. اليوم كل المدن العربية هي الإسكندرية والمنصورة وطنطا وغيرها من المدن المصرية. اليوم كل العواصم العربية هي القاهرة. إذا فاز منتخب مصر فتلك فرحة مليونية، وحتى لو خسر (وهذا ما لا نتمناه بالتأكيد) فله أيضاً، لما قدّمه، كلّ التحية.