وليامز حارس منتخب جنوب أفريقيا.. هكذا تكون الشجاعة والبطولة

رونين وليامز يُتوج بجائزة أفضل حارس مرمى في بطولة أمم أفريقيا في كوت ديفوار. كان هذا التتويج مستحقاً لحارس جنوب أفريقيا نظراً إلى أدائه في البطولة.

  • أدهش وليامز الكل بتصدياته في بطولة أمم أفريقيا 2023 (من الويب)
    أدهش وليامز الكل بتصدياته في بطولة أمم أفريقيا 2023 (من الويب)

أن يكون منتخب ما منافساً على لقب بطولة للمنتخبات، يعني أن يكون لديه حارس فذ يساعده من خلال تصدياته في التقدّم في البطولة، ويظهر دوره على وجه الخصوص في أدوار خروج المغلوب، إذ تحسم ركلات الترجيح في كثير من الأحيان نتائج المباريات.

هذا تماماً كان حال منتخب جنوب أفريقيا مع حارسه رونين وليامز الذي فاز أمس بجائزة أفضل حارس في بطولة أمم أفريقيا 2023. كان هذا التتويج مستحقاً لوليامز نظراً إلى أدائه في البطولة، إذ إنه أدهش الكل بتصدياته، وكان سبباً رئيسياً في حصول منتخب بلاده على الميدالية البرونزية.

منتخب جنوب أفريقيا لم يكن بين المرشحين للتتويج بلقب بطولة أمم أفريقيا، لكن مع وجود وليامز في صفوفه تغير الأمر، إذ تقدّم إلى الدور نصف النهائي من دون التقليل بالتأكيد من الأداء الذي قدّمه زملاؤه.

يكفي القول إنَّ وليامز تصدى لـ4 ركلات ترجيح في مباراة ربع النهائي، لتشهد البطولة للمرة الأولى هذا الإنجاز، وهو أن يتصدى حارس لـ4 ركلات ترجيح في مباراة واحدة في تألق منقطع النظير. وليامز فعل ذلك بكل كفاءة واقتدار وبطولة وشجاعة.

لم تكن تلك التصديات الـ4 مصادفة، والدليل والتأكيد على ذلك هو أن وليامز حافظ على نظافة شباكه في 5 مباريات في البطولة أمام كل من منتخبات ناميبيا وتونس والمغرب، وفي مباراته التاريخية أمام الرأس الأخضر، ثم مباراة المركز الثالث أمام الكونغو، ولم يتلقَّ سوى 3 أهداف في 7 مباريات.

بعد المباراة أمام منتخب الرأس الأخضر، تهافتت وسائل الإعلام في العالم لسؤال حارس جنوب أفريقيا عن سبب تألّقه اللافت في التصدي لـ4 ركلات ترجيحية. كان لا بد للجميع من أن يسألوه عن ذلك، فكان التواضع في جوابه أولاً، إذ اعتبر أن هذا الانجاز هو لمنتخب بلاده ككل، ثم أضاف أنه ظل لفترة طويلة يشاهد من خلال الفيديو مباريات المنتخبات المنافسة ولاعبيها، وتعرّف إلى الأساليب التي يسدّدون بها، إضافة إلى مواظبته على التدريبات وتعرّفه إلى أفضل الوسائل في التصدي لركلات الترجيح أمام متحديه.

عاد وليامز ليؤكّد ذلك مجدداً بالفعل لا بالقول عندما تصدّى لركلتَي ترجيح في مباراة المركز الثالث، أول من أمس، أمام منتخب الكونغو، ليمنح منتخب جنوب أفريقيا الميدالية البرونزية.

مع تألق وليامز عاشت جنوب أفريقيا وشعبها أجواء تلك الأيام التاريخية لمنتخبها عندما توج للمرة الوحيدة بلقب بطولة أمم أفريقيا عام 1996 في جوهانسبورغ تحت أنظار الزعيم نيلسون مانديلا في فترة لا تُنسى جاءت بعد إطاحة نظام الفصل العنصري في البلاد، إذ إن التتويج بالميدالية البرونزية هو انتصار لمنتخب جنوب أفريقيا بكل المقاييس في بطولة أمم أفريقيا 2023، ولا سيما أنه لم يكن مرشحاً للذهاب أبعد من الدور الثاني، ولم يكن خروجه من الدور الأول مفاجئاً في ظل وجود أقوى المنتخبات مع نجومها المحترفين في أفضل الفرق الأوروبية.

في البطولات "يولد" الأبطال. ها هو وليامز يعود إلى جنوب أفريقيا بطلاً يعرفه كل العالم.

إقرأ أيضاً: جنوب أفريقيا.. المنتخب "المناضل"