غرق "تيتان" يذكرنا بحوادث غامضة... ولكن؟!

غرق سفينة "تيتانيك" عام 2012 يشغل العالم حتى اليوم، وها هم ركاب "تيتان" يذهبون ضحية أمنياتهم "القاتلة" لرصد حطام السفية العملاقة، لغز الغواصة المنكوبة يسلط الضوء على حوادث غامضة سابقة، ويطرح سؤالاً مشروعاً حول حصر الاهتمام بها وطمس قضايا انسانية كبرى.

  • غرق
    حادثة غرق "تيتان" (الصورة: ocean file)

انشغل العالم في الأيام الماضية بمتابعة أخبار الغواصة "تيتان"، وجهدت وسائل الإعلام الغربية والعربية وصفحات التواصل الاجتماعي لتسقّط كل معلومة ترشح حولها... حتى وصلت "الخبريات" إلى مصاف سماع أصوات منبعثة من جوف الغواصة!

كانت رحلة "تيتان" تستهدف أعماق المحيط حيث يرقد حطام سفينة "تايتانيك" التي ارتطمت بجبل جليدي وغرقت في أول رحلة لها عام 1912.

دعونا نتذكّر قول الشاعر والأديب السوري أديب سحاق: "قتل امرئٍ في غابةٍ جريمةٌ لا تُغتَفر         وقتل شعبٍ آمنٍ مسأَلةٌ فيها نظر"!

من نافلة القول، أن يشعر الناس بالتعاطف الانساني والأخلاقي مع ضحايا الغواصة المنكوبة، وللجميع الحق في متابعة وملاحقة كل هنيهات ومندرجات هذه "القصة "المشوّقة* إعلامياً.

هنا، قد يسأل كثيرون عن صوابية ما شذر به الأديب اسحاق كلامه، فكمّ من شعوب وأعراق أبيدت وقصفت وقتلت وعذّبت وقهرت بسبب طغيان المستعمر أو الظالم، ولم يلقَ ذلك كله متابعة أو حتى مروراً على شاشات  التلفزة ووسائل الإعلام، والشواهد الناهضة على ذلك كثيرة، من فلسطين إلى اليمن فأفريقيا وأميركا اللاتينية وغيرها من مناطق العالم الساخنة.

اقرأ أيضاً: وميض غريب قرب حطام "تيتانيك"... ما القصة؟

وقد تعمد هذه الوسائل إلى  التهميش المقصود، لا بل إلى مساواة الظالم بالمظلوم، أو حتى قلب الحقائق لغاياتٍ في نفوس المخططين الدوليين والاقليميين وغيرهم...!

250.000 دولار "عن سابق إصرار وتصميم"!

250.000 دولار دفعها كل راكب شارك بمحض ارادته،و"عن سابق إصرار وتصميم" في رحلة "تيتان" المبحرة إلى الأعماق السحيقة المظلمة والمصير المبهم المجهول... 

لن نلج في مدار الجدل حول مدى اقتناع الضحايا بالفكرة "الجهنمية" التي استفادت منها شركات عملاقة، ولا يحق  التعليق على قناعات، ولا سبر غور "أحلام" يتمناها البعض حتى ولو أمست أضغاثاً!

وهنا يطرح السؤال نفسه، لماذا هذا الاهتمام الدولي والإعلامي الهائل بهذه الغواصة "الارستقراطية" وإغفال الحديث عن مآسي قوارب الموت التي قضى فيها مئات الفقراء والمعوزين 

  • غرق
    غرق "تيتان"

شارك في رحلة الغواصة أميركي وفرنسي وبريطانيا وباكستانيان. وهي تتسع لـ 5 أشخاص.

الغواصة تشغلها شركة "أوشنغيت إكسبيديشن" الأميركية الخاصة لأغراض الاستطلاع السياحي.

اقرأ أيضاً: ما قصة "الانفجار الداخلي" في الغواصة "تيتان"؟

جيوش وأساطيل!

أحيا الإعلان عن سماع صوت تحت الماء عبر طائرات استطلاع كندية الآمال بانقاذ الركاب، وأدى إلى توجيه أساطيل متعددة الجنسيات من عناصر وآليات الإنقاذ إلى مكان الحادث، رغم عدم تحديد مصدر الصوت.

واستخدم الجيشان الأميركي والكندي خصوصاً، وسائل كبيرة من مراقبة جوية بواسطة طائرات سي-130 أو بي-8 وسفن مجهزة بروبوتات غواصة في موقع سفينة بولار برينس التي انطلقت منها الغواصة "تايتن".

ومن أوروبا... وصلت صباح أمس الخميس سفينة البحث الفرنسية "أتلانت" المجهزة بروبوت فيكتور 6000 القادر على الغوص حتى حطام تايتانيك القابع على عمق 4000 آلاف متر تقريباً.

ولكن... يجب أن لا نغفل أنه منذ بدء عمليات البحث، كشفت تفاصيل تدين شركة "أوشنغيت" مع اتهامات بالإهمال على صعيد سلامة الغواصة السياحية.

إهمال وأخطاء تقنية؟

الأنباء تتحدث عن شكوى رفعت العام 2018 واطلعت عليها وكالة فرانس برس جاء فيها أن المدير السابق في الشركة المنظمة للرحلة ديفيد لوكريدج صُرف من عمله لأنه شكك بسلامة الغواصة! (الفيديو مرفق).

وقال المدير السابق للعمليات البحرية في الشركة إن كوة الرؤية في مقدم الغواصة صممت لتحمل الضغط على عمق 1300 متر وليس  4000 متر.

اقرأ أيضاً: لغز جديد... البحث عن مصدر الأصوات المنبعثة من الغواصة المفقودة "تيتان"

قد تشكّل الغواصة "تيتان" أحد الألغاز المبهمة، ربما يماط اللثام عن الأسباب،  وقد تطوى هذه الصفحة التي انشغل بها العالم على مدى أسبوع، وتنضم إلى رديفاتها، فماذا عن قصص أخرى:

الطائرة الماليزية: البحث مستمر

ما زالت قصة الطائرة الماليزية التي اختفت عام 2014، تثير فضولاً وسط خبراء الملاحة الجوية، فيما تتواصل مساعي عدد من الباحثين من أجل فك اللغز المحيّر.

وبحسب صحيفة "إكسبريس" البريطانية، فإن خبيراً في شؤون الفضاء رصد أشياء مثيرة للانتباه في غابات كمبوديا، فرجح أن تكون لها علاقة بالطائرة التي أجرت الرحلة «MH370» ثم لقيت مصيراً كارثياً.

  • لغز الطائرة الماليزية
    لغز الطائرة الماليزية

وتحطمت الطائرة التابعة للخطوط الماليزية وهي من طراز «بوينغ 777»، عندما كانت في رحلة بين كوالالمبور وبكين، بعد 38 دقيقة فقط من الإقلاع، ما أدى  إلى مصرع 239 شخصاً كانوا على متنها.

اقرأ أيضاً: فقدان طائرة ماليزية على متنها 239 راكباً

ووقعت الكارثة في الثامن من آذار/ مارس 2014، فجرى إطلاق بحوث على نطاق واسع، لكن تلك الجهود لم تتمكن من طيّ الملف بشكل نهائي، وظلت بمثابة واحدة من أكثر كوارث الطيران تعقيداً.

في غضون ذلك، يقول الخبير في شؤون الفضاء، أندرو ميلن، إنه ربما يكون قريباً من حل لغز الطائرة، في إطار العمل الذي يقوم به مع فريقه العلمي، استناداً إلى مؤشرات صور الأقمار الاصطناعية.

وأوضح هذا الخبير الذي يحقق بشأن الكارثة، أن صوراً بالأقمار الاصطناعية أظهرت أشياء "قد تكون لها علاقة" باختفاء الطائرة، وهي في أعماق غابات كمبوديا الكثيفة.

وفي تصريح لصحيفة "إكسبريس" البريطانية، أكد الخبير أنه تواصل بشأن الصور مع مصادر له في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» والبيت الأبيض، فيما ينوي إطلاق عملية بحث بطائرة مروحية مطلع العام المقبل..

 

السفينة الغريبة "ماري سيليست"!


هي واحدة من قصص الاختفاء الغريبة في العالم، فهي تمت  في ظروف غامضة وتركت لغزاً دام لسنوات، وصولاً إلى أساطير منتشرة بين الجميع، ونظريات لم يثبت صحة أيا منها، ليكون سؤال المنطق، ما السبب الذي يدفع طاقم سفينة كاملة من ترك سفينتهم وهي في حالة جيدة؟.

وعلى الرغم من أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى إجابة صحيحة، إلا أن القصة كانت كافية لإبهار الجميع، حتى وهي بلا نهاية واضحة، ففي تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1872 أبحر "نيامين بريجز" كابتن سفينة «ماري سيليست» بالسفينة من نيويورك متجها إلى إيطاليا، وعلى متنها زوجته وابنته و8 من رفاقه بحسب موقع «رانكر».

مع مرور الأيام ظن الجميع أن السفينة قاربت على انهاء رحلتها، إلا أن الأحداث كانت لها رأي آخر، ففي 4 كانون الثاني / ديسمبر من نفس العام اكتشف طاقم إحدى السفن البريطانية السفينة «ماري سيليست» منحرفة في المحيط الأطلنطي بعد أن هجرها طاقمها، رغم أنها كانت سليمة تماماً بوها الكثير من الطعام والماء الكافية ل 6 أشهر قادمة، وتم الكسف أن  آخر كتابة تم تدوينها في سجل السفينة  كان في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر.

وكل ما تمكن الطاقم البريطاني من التوصل إليه هو أن قارب النجاة هو الشيء الوحيد المفقود في السفينة ليكون اختفاء طاقم السفينة لغزاً حتى يومنا هذا.

"أميليا إيرهارت": أدلة جديدة بعد أكثر من 80 عاماً!

يُعد اختفاء رائدة الطيران الأميركية أميليا إيرهارت منذ ثمانية عقود ونيّف، واحداً من أعظم الألغاز التي لم يتم حلها حتى اليوم، ولكن يبدو أن العلماء اقتربوا من العثور على الحقيقة مع ظهور أدلة جديدة.

  • طائرة اميليا
    طائرة اميليا

وفي  القرن العشرين، كانت الرائدة ترغب بأن تكون أوّل امرأة تطير حول العالم. لكنّها اختفت قرب جزيرة هاولاند في المحيط الهادي ولم يجدها أحد على الرغم من البحث الذي دام 17 يوماً وغطّى مسافة 250 ألف ميل مربّع من المحيط.

ومؤخراً، اكتشف العلماء لوحة ألومنيوم جرفتها الأمواج إلى جزيرة قريبة من المكان الذي اختفت فيه طائرة إيرهارت وكتب عليها الأحرف والأرقام التالية: «D24» و«XRO» ورقم لم يتأكّدوا منه بعد فإمّا يكون «335» أو «385».

ومنذ اختفاء الرائدة أميليا إيرهارت، تعدّدت النظريّات المتعلّقة بما حدث معها، فقد قال البعض إنّها ماتت بعد هبوطها على جزيرة نيكومارورو، بينما توقّع آخرون أنّها وقعت رهينةً في اليابان أو عادت إلى الولايات المتحدة بهويّة مزوّرة.

لكن العلماء رجحوا أن تكون الحقيقة مختلفةً بسبب لوحة الألومنيوم والرموز التصنيعيّة المكتوبة عليها. وقد توصلوا إلى هذا الاستنتاج، لأنّ اللوحة تتميّز بخمسة خطوط متوازية من ثقوب البرشام التي اعتبروا أنّها تتطابق مع الخطّ المتّصل بالطائرة التي سافرت فيها الرائدة.

  • قطعة من الطائرة
    قطعة من الطائرة

وإذا تمكّن العلماء من فهم الأحرف والأرقام الموجودة على لوحة الألومنيوم، فقد يعرفون إن كانت جزءاً من طائرة إيرهارت أو لا. كما سيتمكنون من اكتشاف إذا حطّت الطائرة على جزيرة نيكومارورو، حيث توفيَت الرائدة.

ربّما اقترب المتخصّصون من الحقيقة وراء سرّ اختفاء أميليا إيرهارت، لكنّ النظريّات لن تتوقّف قبل أنْ يُكشف لغز الحادثة.