أفلام خالدة / شاطئ الأطفال الضائعين: معالجة مغربية لقضية شرف

عام 1991 انشغل السينمائيون العرب بفيلم مغربي مؤثر وجميل عنوانه "شاطئ الأطفال الضائعين" نص وإخراج جيلالي فرحاتي، وبطولة رائعة لشقيقته سعاد في دور هو محور الأحداث.

  •  شاطئ الأطفال الضائعين: ملصق النسخة الفرنسية
    شاطئ الأطفال الضائعين: ملصق النسخة الفرنسية

شاطئ الأطفال الضائعين " la plage des enfants perdus"، نص وإخراج المغربي جيلالي فرحاتي، حظي على مدى السنوات التي أعقبت عرضه بكل أنواع التكريم والمباركة مع إقبال جماهيري واسع على الصالات التي عرضته سواء في عروضه المهرجانية أو تلك التجارية.

نادراً ما حاز فيلم رضى المنابر المهرجانية كما الدور المظلمة التي تعج بالرواد، شريط فرحاتي تجاوز مسألة اللهجة في صالات العرب، لأن مادته تعتمد على المشهدية مما قرّبه من الجمهور والنقاد في آن، خصوصاً وأن فيه ميلودراما رائعة تقترب من رواية: دعاء الكروان، للكاتب الكبير طه حسين، ومن دون مبالغة هناك حس هندي في المادة السينمائية المنجزة.

  • أبرز شخصيات الفيلم
    أبرز شخصيات الفيلم

نحن في قرية مغربية قريبة من الشاطئ محكومة بجغرافيا خاصة وجميلة، وعلى قلة عدد السكان يبدو الناس أقرب إلى بعضهم البعض كثيراً، لذا من الطبيعي أن تنشأ علاقات عاطفية بينها واحدة جمعت البطلة – سعاد فرحاتي، مع شاب دائم السفر يُدعى أحمد، وحصل أنها حملت منه، فراحت تتحين الفرص لإقناعه بالزواج منها كلما جاء إلى القرية، وفي إحدى المرات ألحّت عليه بالطلب فدفعها أرضاً وتابع سيره فنهضت وأخذت غصناً يابساً من الأرض وضربته بقسوة على مؤخرة رأسه.

هي حاولت بأكثر من وسيلة إيقاظه لكن دون جدوى فسحبته ودفنته في تلة من الملح عند الشاطئ وعادت إلى حياتها محاولة أن تكون في حال طبيعية، يؤرقها موضوع حملها وكيف ستفاتح ذويها بالأمر، وأخيراً عرف الأهل وأجبرها والدها على البقاء في المنزل معزولة عن الناس في الخارج درءاً لموضوع الفضيحة، وعندما حان موعد ولادتها كان الخبر على الشكل التالي: المولود أنجبته زوجة الأب الشابة، كنوع من التخريجة لمنع الشك في أمر المولود.

  • مخرج الفيلم: المغربي جيلالي فرحاتي
    مخرج الفيلم: المغربي جيلالي فرحاتي

" الفيلم تعبت فيه كثيراً. في التحضير والتصويروبعض ردات الفعل غير الواعية لكن عندما حملناه إلى المهرجانات الإقليمية والعالمية توضحت الصورة أكثر وجاءتنا الردود التي نحترمها، نحن نعالج قضية الشرف بتؤدة وواقعية شديدة" هذا ماقاله فرحاتي عن الفيلم الذي لا تزيد مدة عرضه عن ساعة و28 دقيقة، ويتشارك في بطولته: فاطمة الوكيلي، محمد تيمود، والعربي اليعقوبي.

في وقت سابق كنا إلتقينا المخرج فرحاتي في دبي حيث إشتكى من قلة إهتمام المنتجين بالموضوعات الجادة لذا لم يتابع عمله بشكل مريح، وكان آخر ما صوره عام 2018 شريط: ultime revolte – التمرد الأخير، الذي أنجزه مع: حكيم نوري، فلورانس رومان، خديجة علوش، كنزة صلاح الدين، صفية الزياني، ونزهة زكريا.

يبقى أن هذا الفيلم قدم ممثلة ممتازة هي سعاد فرحاتي، التي لقبها أكثر من ناقد بـ سعاد حسني.