"طلائع أدباء عصر النهضة في فلسطين" يؤرّخ تجربة نعمة سليمان الصبّاغ

"أدباء عصر النهضة في فلسطين" الصادر حديثاً في بيروت، كتاب يؤرّخ لحياة وإبداعات الشاعر نعمة سليمان الصباغ، الذي يُعَدُّ واحداً من أهمّ أدباء عصر النهضة الفلسطينيين.

  • تميزت حياة الصباغ بغناها بالأحداث الكبرى التي عاصرها
    تميزت حياة الصباغ بغناها بالأحداث الكبرى التي عاصرها

صدر حديثاً عن "الدار العربية للعلوم - ناشرون" في بيروت، كتابٌ تأريخي بعنوان "طلائع أدباء عصر النهضة في فلسطين"، يتناول تحديداً أعمال الشاعر نعمة سليمان الصباغ، بوصفه "واحداً من أهمّ وأوائل أدباء عصر النهضة في فلسطين". 

يضمّ الكتاب قراءةً في حياةِ وإبداعات الصبّاغ، الملقّب بِـ"شاعر الناصرة الأول"، والذي عاش بين عامَي 1885 و1971، وتميّزت حياته بغناها بالأحداث الكبرى التي عاصرها، إذ وُلِدَ في فترة الاحتلال العثماني، وشهد الانتداب البريطاني الذي سلّم فلسطين في أربعينيات القرت الماضي إلى العصابات الصهيونية، ومن ثمَّ نشوء "دولة إسرائيل"، التي احتلّت تدريجياً كامل فلسطين. 

تخرّج الصبّاغ من السيمنار الروسي في مدينة الناصرة، الذي تخرّج منه أيضاً العديد من المعلمين في عهدي الاحتلالين العثماني والبريطاني، من أمثال ميخائيل نعيمة، سليم قبعين، عبد المسيح حداد، وناصر رزق، حيث بلغ عدد مدارس الجمعية الروسية الفلسطينية 114 مدرسة.

تجديدٌ في الشعر والنثر

يمتاز شعر نعمة سليمان الصباغ، الذي خُصِّص له القسم الأول من الكتاب، بالميل إلى التجديد واستخدام المفردات السهلة والبسيطة. وقد نظم الصباغ الشعر العمودي وشعر الموشح وأتقنهما، وبرع في استخدام حساب الجُمَّل لتأريخ بعض المناسبات، ما يدل على سعة اطلاعه وإتقانه أساليب القدماء، وتمكّنه من علم العروض. كما أنَّ شعره تناول الكثير من المواضيع، كالمديح والغزل والرثاء والمرأة والمواضيع الاجتماعية.

أما نثره، الذي خُصِّص له القسم الثاني من الكتاب، فيتّصف بالرصانة والسهولة في آنٍ واحدٍ. وقد ابتعد في كتابة النثر عن أسلوب السجع القديم، وأتّبع أسلوب نثر الحداثة الذي أخذ بالظهور مع بداية عصر النهضة في فلسطين والبلدان العربية.