"فرحة": فصل حقيقي شهدته صبية عن نكبة فلسطين 1948

الفيلم الأردني: "فرحة"، للمخرجة دارين. ج. سلاّم، رسالة سينمائية إلى العالم تقدم صورة ميدانية حقيقية عن فصل من فصول إغتصاب فلسطين عام 1948 شهدته الشابة فرحة في قريتها قبل أن تغادر إلى دمشق.

  • ملصق فيلم: فرحة، للمخرجة الأردنية دارين ج سلاّم
    ملصق فيلم: فرحة، للمخرجة الأردنية دارين ج سلاّم

ما إن أتيحت لنا فرصة مشاهدة الفيلم الأردني: فرحة، للمخرجة دارين ج سلاّم، حتى تابعنا حيثياته بإهتمام مع كثرة المهرجانات التي شارك فيها وتعدد الجوائز التي حازها من إقليمية وعالمية، وموضوعه الذي يحكي عن مشهد يختصر مؤامرة إغتصاب فلسطين في إحدى القرى عام 1948.

"فرحة، هو إسم الفتاة – تلعب دورها كرم طاهر - التي واكبت حيثيات التعدي على مواطنين عزل في قرية فلسطينية من فتحة باب في قبو منزل عائلتها حيث خبّأها والدها المختار – أشرف برهوم – بينما حمل هو بندقية لكي يلتحق بالمجاهدين لمواجهة العصابات الصهيونية التي انتشرت فجأة في شوارع القرية وبدأت ترتكب مجازر بحق السكان الآمنين وبينهن إمرأة تولى زوجها توليدها، فقتلوا العائلة كلها بالرصاص.

  • فرحة: كرم طاهر، وصديقتها فريدة: تالا قموه في طبيعة فلسطين
    فرحة: كرم طاهر، وصديقتها فريدة: تالا قموه في طبيعة فلسطين

الشابة إبنة الرابعة عشر من العمر هي شخصية حقيقية تركت فلسطين بعدما نجت من مجازر الصهاينة ووصلت إلى سوريا وإسمها الأصلي: راضية، وكانت طوال مكوثها في فلسطين تريد إكمال تعليمها في مدرسة خاصة بالفتيات لأن القرية تفتقد إلى صرح تربوي من هذا النوع وهو متوفر في المدينة حيث استطاعت أن تفوز بموافقة والدها على الذهاب إلى المدينة للدراسة، لكن الظروف عاكستها فجأة مع تنفيذ المؤامرة لطرد الفلسطينيين وإحتلال الأرض.

أهمية الفيلم الذي كتبته المخرجة بمعاونة ديمة عازار، أنه يقدّم قضية اغتصاب فلسطين بمنطق الواقع، بل من خلال ما رأته شابة من قبو منزلها لأفراد العصابات الصهيونية وهم يغتالون الأبرياء في بيوتهم لا بل إن الطفل حديث الولادة كاد أن يموت دوساً  برجل أحد العناصر، إلاّ أنه فضل القضاء عليه برصاصة.

  • المخرجة دارين ج سلاّم وتبدو مديرة التصوير راشيل عون خلف الكاميرا
    المخرجة دارين ج سلاّم وتبدو مديرة التصوير راشيل عون خلف الكاميرا

نعرف في سياق الشريط أن هناك مقاومين فلسطينيين كانوا ينسقون مع المختار والد فرحة الذي وعدهم بالانضمام إليهم عند المواجهة مع العصابات المسلحة وهذا ما حصل فعلاً عندما احتدمت المواجهة أمّن المختار على إبنته في قبو المنزل وأقفل عليها وغادر للمواجهة، ويقول الفيلم في ختام مشاهده: لم تجد فرحة والدها وبقي مصيره مجهولاً بعد الشتات، لكن يُعتقد أنه قضى في أحداث النكبة عام 1948.ونجحت فرحة في الوصول إلى سوريا حيث شاركت قصتها كي تبقى حية للأجيال القادمة.

الفيلم إنتاج مشترك بين "لايكا" للسينما والتلفزيون، و chimney بدعم من صندوق الأردن لدعم الأفلام أحد برامج الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، ومن معهد الأفلام السويدي – مادلين إيكمان، والمورد الثقافي، وتمّت الإستعانة بكومبارس لأهل القرية من مخيم غزة في جرش – الأردن حيث أنجزت جميع المطرزات الفلسطينية، فيما أقيمت ورش تدريب الممثلين من قبل المخرجة في الجمعية الثقافية في مدارس الرائد العربي – عمّان.

باقي الأدوار جسّدها: علي سليمان، تالا قموه، سميرة الأسير، مجد عيد، فراس الطيبة، صموئيل كاثوروسكي، سلطان أبو الخيل، بتول إبراهيم، ليان كخدا، آدم علاونة، عوني علاونة، مصطفى بكر، جمال و محمد بكير، سلمى فاخوري، شهد فاخوري، سيف غانم، هند حامد، قيس حرب، نائل كنج، قاسم غزالي، تولين القرعان، لمار القرعان، وجزيف شمعون، وأدارت التصوير راشيل عون.