استنكار شعبي مصري لبيان تأجيل مهرجان الجونة السينمائي

منظمو "مهرجان الجونة السينمائي" يقررون تأجيل دورته السادسة، وبيان التأجيل يتضمن عبارات فضفاضة و"محايدة" تجاه المجازر التي ترتكبها "إسرائيل" اليوم بحق الفلسطينيين.

في الوقت الذي تستكمل فيه آلة العدوان الإسرائيلي مجازرها بحق سكان قطاع غزة، والحصار الخانق المفروض عليه براً وبحراً وجواً، قرر منظمو "مهرجان الجونة السينمائي" في مصر، تأجيل فعاليات الدورة السادسة من المهرجان إلى 27 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بعدما كان مقرراً انطلاقها في 13 الجاري. 

قد تكون هذه الخطوة طبيعية جداً في بلد مجاور لفلسطين، يتفاعل أهله مع ما يجري لجيرانهم في غزة والأراضي المحتلة. إذ تصبح أي فعالية ثقافية لا تصبّ في خانة دعم الفلسطينيين والإضاءة على تضحياتهم في أكثر أوقاتهم صعوبة، لزوم ما لا يلزم.

أما الغرابة فلا تكمن في التأجيل نفسه، بل في بيان التأجيل الصادر عن الجهة المنظمة للمهرجان، والذي لم يأت على ذكر اسم غزة أو فلسطين أبداً، بل استعاض عنهما بعبارات فضفاضة و"محايدة" بشكل فاضح ومستنكر، حتى يظهر وكأن التأجيل جاء تعاطفاً مع ضحايا زلزال أو فيضان، وليس مجازر مستمرة ورهيبة ترتكبها "إسرائيل" منذ أيام بحق الفلسطينيين. 

‎فقد افتتح البيان بأنه "في ظل الاضطرابات والأحداث المؤسفة التي تشهدها المنطقة مؤخراً، قررت إدارة مهرجان الجونة السينمائي تأجيل الدورة السادسة من المهرجان".

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Youssra يسرا (@youssra)

لم يكتف البيان بهذا القدر من "الحياد"، إذ اعتبر أنه "في خضم هذه الأحداث المؤسفة تتجلى أهمية الإنسانية والتعاطف بين الشعوب"، مشيراً إلى أن شعار المهرجان الرئيسي "سينما من أجل الإنسانية" سينعكس على أنشطة المهرجان.

وأكدت إدارة المهرجان "إننا نؤمن إيماناً قوياً في قدرة السينما على توحيد  الأطياف والفئات كافة، وبالرغم من أننا نعي صعوبة الوضع الحالي، فإننا ارتأينا أنه من واجبنا أن نلتزم بإقامة المهرجان بدورته السادسة".

لم يمرّ هذا البيان مرور الكرام. إذ أبدى متابعون استهجانهم واستنكارهم للغة البيان التي لم تقم وزناً ولا اعتباراً لما يجري في غزة، ولم يشر إلى "إسرائيل" أبداً. أما شعار المهرجان "سينما من أجل الإنسانية"، فقوبل بدعوات لاستبداله بأن يكون سينما من أجل فلسطين وغزة.

هذه اللغة المائعة التي صيغ بها البيان، قد لا تعود مستغربة إذا علمنا أن مؤسس "مهرجان الجونة السينمائي" هو رجل الأعمال المصري الشهير نجيب ساويرس. فالأخير، دعا، بلا مواربة، لأن نكون "إنسانيين" مع المحتل، موحداً في الوقت عينه بين الضحية والجلاد.

وغرّد ساويرس بعد عملية "طوفان الأقصى" قائلاً إنه: "حان الوقت لنكون إنسانيين ونتوسط في سلام دائم مع دولتي فلسطين وإسرائيل وننسى الكراهية والانتقام والعداء. أعطوا السلام فرصة".

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.