• 

غصّت الباحة الرحبة من مسرح النافورة داخل حرم دار أوبرا القاهرة بخليط من الحضور الكثيف شغل كامل المقاعد تلبية للدعوة التي وجهها المهرجان للقاء الفنانة لبلبة وطرح الأسئلة المفتوحة عليها، وإذا بالأجواء تحتضن خليطاً رائعاً من زملاء:  نونا، كما يحلو لهم مناداتها نسبة إلى إسمها الأرمني الأصلي: نينوتشكا مانوك كوباليان، ومن نماذج متنوعة من النقاد والإعلاميين وجموع المعجبين من محبيها.

أدار اللقاء مدير المهرجان أمير رمسيس الذي إستهل الحفل بكلام عن قيمة الفنانة لبلبة وعطائها المكثف على مدى 71 عاماً متواصلة من دون إنقطاع فكانت المغنية والراقصة والممثلة على طول الخط، راغبة دائماً في تقديم فن مختلف يرتسم في الذهن والقلب معاً، ثم أعلنت لبلبة عن سعادتها المضافة لأن تكريمها في المهرجان صودف في يوم ميلادها قبل 77 سنة.

أول من طلبت الحديث كانت الفنانة إلهام شاهين التي خاطبتها بالأخت والصديقة والزميلة والأستاذة معتبرة أنها أيقونة لا تقارن بأي فنانة أخرى، ثم كانت مداخلة للنجم محمود حميدة الذي خاطبها بالفنانة العالمية لأنها وحدها التي إستطاعت أن تنجح طفلة ثم صبية ثم فتاة بلغت فإمرأة في عدة أعمار طوال 71 سنة متواصلة، وردت عليه بكثير من التقدير قائلة: 

"أنا لم أرض بالكسل في أي فترة من فترات حياتي، لا أنكر أنني خفت عندما بلغت الـ 13 عاماً فهل سأترك الطفولة وكيف ستكون ردة فعل الناس على ذلك لكنني لم أستسلم وتابعت وفي كل مرة أشعر بهذا الشعور كنت أتابع العمل وهكذا لم أدع الزمن يهزمني ورهنت كامل عمري للفن وكذلك ما تبقى منه". وكانت كلمة للفنانة ليلى علوي التي تذكرت أيامهما معاً في مهرجان كان السينمائي الدولي، وكيف كانتا نشيطتين في التنقل من صالة إلى أخرى في قصر المهرجان، وخاطبتها لبلبة بالعروس الحلوة بصورة التفاؤل والفرح والحب، حبيبتي ليلى.

• 

ثم طلب الفنان حسين فهمي الكلام وهو الذي يحضرشخصياً في كل التظاهرات المتفرعة من فعاليات المهرجان فأشار إلى أن اللجنة العليا للمهرجان وافقت بالإجماع على إقتراحه بتكريم لبلبة في هذه الدورة معرباً عن سعادته بمثل هذا التقدير لفنانة كبيرة بهذا الحجم والقيمة، وردت لبلبة معلقة على كلام رئيس المهرجان معترفة أنها لم تنم ليلة إتصل بها الفنان فهمي ليبلغها بقرار تكريمها، وإعتبرت أن الهرم الذهبي هو أرفع وسام تناله في حياتها.

ثم كانت مداخلة للفنانة السورية سلاف فواخرجي التي وصفتها بأيقونة الدراما والكوميديا في آن وبأنها شاهدة على عصور متعاقبة من الزمن الذهبي، وبادرتها لبلبة مثنية على حضور سلاف وقيمة ماتقدمه من أعمال مشيرة إلى أنها تحبها بقدر إضافي لأنها فنانة سورية وقالت: لأني أحب سوريا جدأ.

ومع دخول أسئلة الحضور على الخط نفت الفنانة المكرمة لبلبة نيتها في كتابة سيرتها الشخصية مكتفية بأعمالها التي تتحدث عنها، وحين طلب منها أحد الحضور تقديم وصلة تقليد تجيدها، إعتذرت لكنها لبت الطلب بتقليد واحد للفنانة الراحلة فايزة أحمد وهي تغني: تراهني، وحازت تصفيقاً قوياً لأنها بلغت صورة فايزة بالتمام.