العالم يُحيي اليوم العالمي للإذاعة

إذاعات العالم تحتفل باليوم العالمي للإذاعة في 13 شباط/ فبراير للمرة الثانية عشرة انسجاماً مع إرادة الأكاديمية الإسبانية للإذاعة التي رغبت في تكريم الإذاعة بيوم خاص.

  • مجموعة من الرواد في أستوديو إذاعة الشرق الأدنى في يافا عام 1943 بينهم حليم الرومي
    مجموعة من الرواد في أستوديو إذاعة الشرق الأدنى في يافا عام 1943 بينهم حليم الرومي

"والأذن تعشق قبل العين أحياناً". من هذا المنطلق العربي، نعثر على المعنى الحقيقي للإذاعة التي تعتمد على التواصل بالصوت، فكانت وسيلة تجارية في البر والبحر والجو لتتحول لاحقاً إلى مرجعية أساسية في الترفيه وتأمين أقصى درجات المتعة للإنسان في كل زمان ومكان، حيث استطاع الناس سماع بعضهم البعض من مسافات بعيدة جداً، كما أرسلوا ما شاؤوا من رسائل فشعروا أنهم أقرب بحكم العاطفة القادرة حينها أن تصل ما انقطع من الأواصر.

  • ملصق منظمة اليونيسكو عن اليوم العالمي للإذاعة
    ملصق منظمة اليونيسكو عن اليوم العالمي للإذاعة

لم يتأخر العالم العربي عن الركب الإذاعي بحكم وجود الإستعمار الأجنبي سواء الإنكليزي في فلسطين (إذاعة الشرق الأدنى التي كانت تابعة لهيئة الإذاعة البريطانية وتبث من يافا - فلسطين باللغة العربية إلى كل دول الشرق الأوسط وأفريقيا) ومصر (عرفت زخماً من الإذاعات احتاجتها المرحلة وفق التطورات السياسية المهمة التي استدعت استنفاراً واسعاً في كل المجالات، ومنها تهيئة الرأي العام في المنطقة لدعم السياسات البريطانية الاستراتيجية التي عرفتها أقطار هذا المحور).

وشكلت إذاعة صوت العرب رأس حربة استخدمتها القوى الإستعمارية بالضغوط القوية من وقت لآخر، واحتواها الرئيس جمال عبد الناصر بالكثير من الرعاية والحماية والتوجيه، لتتحول لاحقاً إلى سلاح فتاك في المعركة الكبرى ضد الإستعمار ومحيطه الغربي وصولاً إلى المشاركة الإسرائيلية الواسعة في العدوان الثلاثي (مع بريطانيا وفرنسا) الشهير عام 1956.

  • إذاعة صوت العرب بوسط القاهرة عام 1953
    إذاعة صوت العرب بوسط القاهرة عام 1953

وشكلت الإذاعات ما بين الشرق الأدنى والتي تبث من القاهرة وعددها 10 محطات بينها إذاعة خاصة لفلسطين، مع الإذاعة السورية التي شملت في صدارة اهتماماتها القضية الفلسطينية وحجزت ركناً لفلسطين على موجة البرنامج العام، وصولاً إلى الإذاعة اللبنانية التي واكبت الأحداث والتطورات العربية الكبرى.

وهناك لقطة نشرت لشيخ المذيعين شفيق جدايل خلف الميكروفون في الاستوديوهات الأولى للإذاعة في موقع القصر الحكومي حالياً بوسط البلد، وقد وضع على خصره مسدساً كتعبير عن حال الالتزام بقوى العروبة.

هذا النهج الذي غذّاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي شكل في تلك المرحلة رافعة للمواقف الشعبية الجارفة لقوى مواجهة الإستعمار والصهيونية والالتزام بالقضية العربية الواحدة قضية فلسطين، وعلينا أن ننصف هوائيات الإذاعات في بلاد الشام ومصر للدور الريادي الذي لعبته يومها في إسقاط العديد من المخططات التآمرية على أمتنا في واحدة من أكثر المراحل دقة في التارخ العربي المعاصر.