التفكك الأسري وأساليب التحصين

كثيراً ما يتحدث الساسة والمربّون والعلماء والمحدثون والتربويون والمحللون عن إنهيار الدول والمجتمعات وتضعضع الإقتصاد وتراجع الثقافة وهلاك الزراعة وانتشار الأمراض والأوبئة وغياب العدل وتمكن الإستبداد وزحف العولمة وجيل الإنرتنت الخارج من رحم الثقافة العربية والإسلامية والداخل في رحم الثقافة الإفتراضية بمصلها التغريبي والموسادي و غير ذلك, لكن قلّما يتم التركيز على انهيار الأسرة العربية, والتفكك الأسري يصيب التنمية والنهضة في مقتل لأن التنمية تعتمد على وجود أسرة قائمة بوظائفها بشكل سليم تحقق الغرض من وجودها في المجتمع... و في واقعنا العربي إزداد الإنفجار والانهيار الأسري لغياب التحصين, لأن التفكك الأسري سببه الانهيار الثقافي وتدهور القيم الاجتماعية والدينية، مضيفاً أن الفترة القادمة ستكون أصعب كثيراً مع حلول التكفير مكان التفكير, و قيم العولمة الأميركية الغربية مكان قيم السماء الخالدة... ولا تملك الدول خطاً دفاعياً ثقافياً لتحصين الأسرة, فالدولة لديها أولويات غير الأسرة, والمؤسسات الدينية غارقة في الترهات, والمجتمع المدني غارق في الزواج المثلي والمدني وغيره, و الأحزاب تتحرك لإقتناص كرسي الحكم, و ليس للأسرة العربية غير الله تعالى فعلياً.. ملايين الأسر تنهار وتنهار في كل الدول العربية, و حتى في الدول المرفهة بات الطلاق عنواناً إجتماعياً متقدماً, وحسب إحصاءات دقيقة تقع في الأردن 60 حالة طلاق يومياً, و في الكويت حالات الطلاق وصلت إلى 62 بالمائة من إجمالي حالات الزواج حسب إحصاء 2018, و في الجزائر سجلت حالات طلاق بالآلاف, طبعا نشر كل الأرقام يوحي أن الأمن الأسري قد تدكدك و انخرم بالمطلق في العالم العربي.