أميركا تصالح شيوعيي هوليوود الذين قمعتهم في الخمسينات؟؟

منذ 68 عاماً خاضت الولايات المتحدة حملة واسعة ضد من أسمتهم عملاء الشيوعية في هوليوود وسقط عشرات الفنانين ضحايا اللجنة التي أوكلت إليها مهمة تعقب ومحاسبة هؤلاء ومنعهم من العمل، الكاتب الكبير دالتون ترومبو كان أحدهم وقد عانى الكثير بين المضايقة والسجن والمنع من مزاولة العمل، ومع ذلك صمد ونال أسكاراً عن سيناريو: سبارتاكوس.

"ترومبو" وثيقة حية تعترف فيها أميركا بالخطأ تجاه المفكرين والمبدعين
منذ 68 عاماً خاضت الولايات المتحدة حملة واسعة ضد من أسمتهم عملاء الشيوعية في هوليوود وسقط عشرات الفنانين ضحايا اللجنة التي أوكلت إليها مهمة تعقب ومحاسبة هؤلاء ومنعهم من العمل، الكاتب الكبير دالتون ترومبو كان أحدهم وقد عانى الكثير بين المضايقة والسجن والمنع من مزاولة العمل، ومع ذلك صمد ونال أسكاراً عن سيناريو: سبارتاكوس.
من خلال التطرق إلى حيثيات الكتاب الذي وضعه بروس كوك عن ترومبو (برايان كرانستون)، تبدو النيّة  إيجابية في الكشف عن واحدة من الحالات الكثيرة الشاذة التي عرفت القمع الفكري في فترة الحرب الباردة مع الإتحاد السوفياتي منعاً لتمدد الأفكار الإشتراكية إلى المجتمع الأميركي، وظهرت لجنة ماكارثي (السينمائي الكبير إيليا كازان كان عميلاً لها) كذراع أمنية لا ترحم، توجه ضربات موجعة إلى كل من تدل عليه أصابع الإتهام.

الفيلم ورقة طلاق سقطت بفعل تقادم الزمن وتوالي الأحداث

ترومبو صودف أنه من بين المجموعة المتهمة وبالتالي سرى عليه قانون التوقيف ثم السجن فالمنع من العمل، ورغم أن الوضع كان صعباً على عائلته، إلاّ أن صبر وصمود زوجته كليو(دايان لاين) أسهم في تجاوز الأيام العسيرة بأقل قدر من الخسائر. عانى في السجن وبعد إطلاق سراحه من جيرانه ونودّي بالخائن لكنه كان هادئاً وصعب المراس، وأول ما فعله بعد منعه من الكتابة أن قصد بيوت إنتاج متوسطة المستوى وكتب لها نصوصاً تحت إسم مستعار رفع من مستواها وحاز إثنان منها أوسكارين، ورغم تقاضيه المال القليل بدلاً لكتاباته إلاّ أنه نجح في تجاوز تلك المرحلة بثبات.

المشروع الأهم في هذه المرحلة اللقاء السينمائي الضخم الذي جمع ترومبو بالنجم كيرك دوغلاس والمخرج أوتو بريمنغر: سبارتاكوس. فحتى هذا الفيلم لم يكن ترومبو قد كشف عن مشاركاته بإسمه الحقيقي، وكان القرار أن يقتحم ويتحدى ويعلن بالفم الملآن أنه موجود، يبدع ولا يخاف أحداً، وإذا بالفيلم يحظى برضى لجنة الأوسكار ويتصدر الفائزين في يوم ولا أسعد، لترومبو وعائلته التي لم تنل من وقته إلاّ القليل فالباقي أمضاه في الكتابة وإعادة الكتابة فقط من أجل جمع ما يكفي من المال كي يعيش.
سيناريو الفيلم لجون ماكنمارا، والإخراج لجاي راش في 124 دقيقة، تظهر فيه العديد من الشخصيات أبرزها: هيلين ميرين (في دور هيدا هوبر) وديفيد جيمس إليوت (جون واين).
ترومبو، وثيقة حيّة تعترف فيها أميركا بخطئها تجاه المفكرين والمبدعين إبّان الخمسينات، وما الفيلم سوى ورقة طلاق سقطت بفعل تقادم الزمن وتوالي الأحداث.

حتى هذا الفيلم لم يكن ترومبو قد كشف عن مشاركاته بإسمه الحقيقي