"دونيرو" يتحدث العربية ويتعاطى ممنوعات حمراء لبنانية؟؟

ينطق النجم العالمي المخضرم جملة واحدة بالعربية فيقول اسم "شادية"، وما يعنيه من شدو وغناء في لغتنا، وفي مشهد آخر يكون فيه منتشياً، فيعلن أن السبب هو تعاطيه أفضل الأنواع المخدرة وسمَاها: ممنوعات حمراء لبنانية.

الفيلم كوميدي يتناول قصة شاب وجده والفوراق بالتعامل مع الأحداث بين كل منهما
شريط جديد للنجم الذي لا يشيخ روبرت دو نيرو الذي كان لعب في عز شبابه شخصية: ملك الكوميديا، بإدارة مارتن سكورسيزي، وها هو اليوم في الثانية والسبعين يثبت أنه ممثل كبير في مجالي الدراما والكوميديا، خصوصاً بعد مشاهدة آخر أفلامه(DIRTY GRANDPA)  للمخرج دان مازر، المفخخ بالضحك عن نص لـ جون فيليبس، في مواجهة النجم الشاب والوسيم زاك أفرون، في علاقة تربط بين الجد ديك كيلي (دونيرو) والحفيد جايسون (أفرون) والدروس المستفادة من الأول للثاني، مع خصوصية حب الحياة عند من تقدم في السن قياساً على حال التردد عند الشباب.

والمفارقة بينهما أن الجد خسر زوجته، أما الحفيد فيتحضّر لزفافه من الحسناء ميريديث (جوليان هوغ)، لكن رحلته مع جده جعلته يغيّر رأيه ويعلن حبه للصبية شادية (زوي دوتش)، التي تعرّف إليها بالصدفة، تماماً مثلما فعل الجد عندما وقع هو الآخر في حب صبية صغيرة تبين أنها تحب العيش مع العجائز، وبالتالي بات لجايسون جدة هي في مثل سنه.

يضطر ديك لتنفيذ وصية زوجته بعد دفنها والذهاب إلى منطقة بعيدة يكون الخيار الوحيد فيها لتنفيذ المهمة، جايسون الذي يعمل محامياً ناجحاً يرافق جده في رحلة بسيارة صغيرة يميزها اللون الزهري.

وعلى مدى 102 دقيقة لا يهدأ المتابع من الضحك وبصوت عال على المواقف المصورة والمقالب التي يقوم بها العجوز ضد أو مع حفيده.

وتتركز الظروف بكاملها على العلاقات مع الجنس الآخر وكيفية ملاطفة النساء واحتواء مطالبهن، ثم الفوز بهن في نهاية المطاف.

سلوك وردات فعل الجد وحسن مواجهته للطوارئ واستعمال ما تعلمه خلال فترة عمله في القوات الخاصة كلها أجواء حببت الجميع بـ "دو نيرو" الذي بلغ أعلى الهرم كممثل شاب، وعندما تقدمت به السن قلب الهرم رأساً على عقب وظل فوق، في الأعلى تتدفق الكوميديا من دون انقطاع، ومن دون خسارة الشخصية ولا خيوطها ولو للحظة واحدة، إنه ابن حياة وابن سعادة يواجه كل شيء بحس هادئ قوي وعالي النبرة، حين يستدعي الأمر استعمال القوة وإن كان الذي يستعملها سبعيني العمر.

شريط متميز، خفيف الظل، يقول حكماً ويقدم خبرة حياة، من خلال عمل باسم راق يصعب تجاوزه من دون زخّات ضحك.