من يحتاج إلى جرعة لقاح معززة؟

جادلت شركة فايزر بأن انحسار فاعلية اللقاح كان السبب الرئيسي لانتشار العدوى بين الأشخاص الذين تم تلقيحهم في الكيان الإسرائيلي.

  • مراهقة أميركية تتلقى حقنة من لقاح مودرنا في تجربة سريرية.
    مراهقة أميركية تتلقى حقنة من لقاح مودرنا.

هل يحتاج الأميركيون إلى جرعات لقاح معززة ضد فيروس كورونا، وإذا كان الأمر كذلك، فمتى؟

بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، اقترحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جرعات معززة للبالغين الذين تلقوا جرعتين منذ ثمانية أشهر على الأقل، على أن يتم طرحها بدءاً من 20 أيلول / سبتمبر. لكن العديد من العلماء يعارضون الخطة، قائلين إن نظام اللقاح الأصلي لا يزال يوفر حماية قوية ضد مرض شديد والاستشفاء.

في مراجعة لمجموعة من العلماء في مجلة "ذا لانسيت" العلمية، جادلوا فيها بأن أياً من البيانات المتعلقة باللقاحات حتى الآن لا تقدم دليلاً موثوقاً يدعم إعطاء جرعات اللقاح المعززة لعامة السكان.

وقال الخبراء الـ18 إن فوائد المعززات لا تبرر ترك مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم غير محصنين، خاصة وأن ذلك قد يؤدي إلى ظهور أنواع من الفيروس أكثر ضراوة. وخلصوا إلى أنه قد يكون من المستحسن استخدام المعززات في بعض الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، ولكنها ليست ضرورية بعد لعامة السكان.

مؤلفا الدراسة هما الدكتور فيليب كراوس والدكتور ماريون غروبر اللذين أعلنا أخيراً أنهما سيتركان إدارة الغذاء والدواء الأميركية، لأنهما اختلفا مع ضغط إدارة بايدن من أجل التعزيزات. كانت عمليات المغادرة واحدة من أحدث الأمثلة على التوتر المتزايد داخل الحكومة الفيدرالية بشأن خطة التعزيز.

وقدمت إدارة الغذاء والدواء أمس الأربعاء أول نظرة عامة على طلب شركة فايزر للحصول على جرعة معززة من فيروس كورونا، قبل يومين من موعد اجتماع لجنة استشارية خارجية من الخبراء للتوصية بما إذا كان ينبغي للوكالة الموافقة على طلب الشركة أم لا.

يأتي ذلك وسط خلاف كبير حول الحاجة إلى التعزيزات بين العلماء المهنيين في الوكالة وكبار مسؤولي الصحة في إدارة بايدن، الذين بدأوا بالفعل التخطيط لحملة جرعات تعزيزية واسعة لهذا الخريف.

وفي وثيقة من 23 صفحة تستعرض تطبيق الشركة، فحص المنظمون بيانات السلامة والاستجابة المناعية لحوالى 300 بالغ تلقوا جرعة معززة من لقاح فايزر بعد ستة أشهر من جرعتهم الثانية، ووجدوا استجابة مناعية متزايدة في المشاركين في الدراسة. وقالوا إن لقاحات فيروس كورونا تصمد بقوة ضد الأشكال الحادة لفيروس كوفيد. وأفاد المنظمون أنه لم تكن هناك مخاوف جدية تتعلق بالسلامة المرتبطة بالحقن المعززة.

وقالت شركة فايزر إنه بعد شهر واحد من الحقنة الثالثة، كانت مستويات الأجسام المضادة ضد متحور دلتا في مجموعة فرعية من المتطوعين التجريبيين أعلى بخمس إلى سبع مرات تقريباً مما كانت عليه بعد شهر من تلقيهم الجرعة الثانية. كما كررت الشركة النتائج التي توصلت إليها بأن فعالية لقاحها ضد الأعراض المرضية تراجعت من حوالى 96 في المائة إلى حوالى 84 في المائة بعد ستة أشهر من الجرعة الثانية، على الرغم من ثباتها ضد المرض الشديد.

وجادلت شركة فايزر بأن انحسار فاعلية اللقاح كان السبب الرئيسي لانتشار العدوى بين الأشخاص الذين تم تلقيحهم في الكيان الإسرائيلي، والتي اعتمدت بشكل شبه حصري على لقاح فايزر، وقامت بتلقيح سكانها بشكل أسرع من الولايات المتحدة.

وكتب المنظمون في إدارة الغذاء والدواء أنه في حين أن ضعف المناعة هو أحد العوامل المحتملة في حالات العدوى الخارقة للقاح، فقد تكون المتحورات الأخرى، بما في ذلك متحور دلتا، قد ساهمت كذلك في الحالات.

وفي مقابلة، أقر مسؤولو شركة فايزر بأن دراسة الشركة بشأن المعززات كانت صغيرة جداً. لكنهم قالوا إن البيانات التي قدموها تفي بمعايير إدارة الغذاء والدواء الأميركية لتبرير الجرعات الثالثة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عاماً فما فوق. لدى شركة فايزر دراسة أخرى أكبر بكثير، مع توقع النتائج في خريف هذا العام.

وأشار تحليل إدارة الغذاء والدواء إلى أن شركة فايزر قدمت بيانات عن الاستجابة المناعية ضد متحور دلتا، إلى حد بعيد المتحور السائد في الولايات المتحدة، في عشرين شخصاً فقط. واقترحت الوثيقة أن فهم فعالية المعززات ضد المتحورات سيكون على الأرجح أمراً بالغ الأهمية لمراجعة إدارة الغذاء والدواء. وكتب المنظمون أن "البيانات المتاحة يجب أن تدعم فعالية الجرعة المعززة، لا سيما في مقابل المتحورات المتداولة حالياً".

وأشار التحليل أيضاً إلى أن المنظمين يوازنون بحذر الدراسات من "إسرائيل"، والتي قال كبار مسؤولي إدارة بايدن إنها أساسية لقرارهم بالتوصية ببدء حملة تعزيزية هذا الشهر. 

وكتب المنظمون: "بينما يمكن للدراسات القائمة على الملاحظة أن تمكن من فهم فعالية العالم الحقيقي، إلا أن هناك تحيّزات معروفة وغير معروفة يمكن أن تؤثر على موثوقيتها". وأضافوا أن الدراسات في الولايات المتحدة "قد تمثل بدقة أكبر فعالية اللقاح في سكان الولايات المتحدة".

إحدى المجموعات التي غالبًا ما تُستبعد من الجدل المعزز: ملايين الأميركيين الذين تلقوا جرعة واحدة من لقاح جونسون أند جونسون، والذي يبدو أنه أقل فعالية من لقاحي مودرنا وفايزر.

نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.