هكذا "أغاظ" بوتين الغرب بعد 12000 عقوبة طالت حتى الأطفال والشجر والقطط...

واشنطن تقطع مع دول الغرب أشواطاً قياسية، فتفرض آلاف العقوبات على روسيا خلال عامٍ واحد لتصبح الدولة الأولى عالمياً قبل إيران، ومراقبون يرون أن كل هذه الخطوات لم تؤتِ أكلها، وكأن الجبل تمخّض وتمخّض فولّد فأراً...!

  •  14000 عقوبة أميركية ضد روسيا طالت الفضاء والشجر والقطط....
     هالة الجلبة الأميركية الضخمة لم تؤتِ ثمارها مع موسكو  (الصورة تنفيذ بتول زبيب)

لم يصدّق الكثيرون الخبر يومها! 

فحمّى السياسة طالت الحيوانات اللطيفة! وحَنَق الغرب الذي تناول كل ما يتعلّق بالروس وصل إلى قططها "الهانئة الوديعة"  في مهاجعها!

وفي حين لم يصدّق البعض ما أورده تقرير "الميادين نت" منذ نحو عام حول هذه "العقوبات" التي لم يسبقها إليها أحد، أتى بيان الاتحاد الدولي للقطط (FIFE) الرسمي ليؤكد أنه لن يسمح لمنتسبي الاتحاد اعتباراً من آذار/ مارس 2022 باستيراد أي قطط من روسيا لتربيتها!

يومها سأل الميادين نت خبيرة في عالم الحيوان في معرض الحديث عن مميزات القط الروسي ، لماذا برأيكِ، فرضت "عقوبات" رسمية عليه  فضحكت وأجابت: "السياسة صارت غبية ومدمرة، وقد يأتي يوم تُفرض فه عقوبات على الهواء الذي نتنفسه!".

إقرأ أيضاً: القطّ الروسي الذي سحب الغطاء... لماذا أغاظهم!؟

تخوّف من سقوط محطة الفضاء الدولية!

"غيظ" واشنطن من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا  لم يقتصر على دعم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سياسياً وعسكرياً ولوجيستياً وميدانياً، بل كذلك فضائياً واقتصادياً ومالياً،

-وأفردت مساحات إعلامية غربية عالمية عربية موجهة وضاربة ضد موسكو....

- في المقابل، منعت قناتي "آر تي" و"سبوتنيك" الروسيتين الحكوميتين من البث على أراضي دول أوروبا، بشتى الوسائل، و علّق عرض الإعلانات على منصات الانترنت "يوتيوب" و "غوغل" في روسيا، حيث حرم أصحاب قنوات اليوتيوب من الحصول على مداخيل نظير مقاطع الفيديو التي ينشرونها.

-على منحىً موازٍ لم تتوانَ واشنطن من استخدام العقوبات الأممية كـ "مطية"، عبر استغلال المادتين 39، و41 من ميثاق الأمم المتحدة، في سبيل تمرير عقوبات أحادية الجانب استخدمتها ضد دول في العقود الماضية.  

وهنا نعرض غيضاً من فيض إجراءات لم يأتِ التاريخ بمثيلٍ لها:

- طالت العقوبات الأميركية أكثر من ثلثي نواب "الدوما" وصناعات الدفاع الروسية وكيانات وشخصيات و... و... 

وإذا كان من الطبيعي -وفق مفهوم الغرب- فرض عقوبات على مجموعةٍ من المصارف والمؤسسات المالية الروسية والتمويل والتجارة الروسيَّين.، فماذا عن غيرها فيما نورده:

- الأنكى من كل ما تقدّم، ما جعل إدارة بايدن تنحو إلى مناحٍ قد لا تعنّ على بال! فقد لامست "ابداعات العقوبات" عنان الفضاء وهددت بسقوط محطة الفضاء الدولية وروّادها الآمنين بين المجرّات!

إقرأ أيضاً: العقوبات على روسيا تنذر بسقوط محطة الفضاء الدولية.. لماذا؟

-ففي آذار/ مارس الماضي أعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية أن المحطة قد تنحرف عن مدارها  إلى خارج نطاق السيطرة عليها إذا أثّرت العقوبات  على التعاون مع روسيا في هذا المجال.

"باتمان" و"أديداس" !

-لحق الفنّ والفنانون والثقافة والمثقفون بركب "المغضوب عليهم" فحوصروا وعوقبوا.... حتى أن جامعة إيطالية ألغت مادة عن عملاق الأدب الروسي فيودور دوستويفسكي ضمن سلسلة العقوبات الغربية على روسيا. 

- في الإطار، حرمت عقوبات الغرب الأطفال الروس من المتعة وهم حتى في مهاجعهم،  فتم إلغاء العرض الأول لفيلم "باتمان" بنسخته الجديدة التي يؤديها الممثل روبرت باتينسون. جرى ذلك قبل يوم من عرضه الأول الرسمي في دور العرض العالمية.

- وعند فرض عقوبات على الرياضيين الروس، لم تترك أي نوع من العقوبات ما جعل  شركة "أديداس" العالمية تعلّق التعاون مع الاتحاد الروسي لكرة القدم، ما يعني أن اللاعبين الروس لن يحصلوا على معداتها وألبستها الرياضية!

- أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، "فيفا"، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، "يويفا"، تعليق مشاركة المنتخب والأندية الروسية في جميع المسابقات التابعة للاتحادين.

إقرأ أيضاً: عقوبات على روسيا.. الوجه المظلم لـ"السياسة الرياضية" في كأس العالم

-ومن آخر  هذا النوع من العقوبات  العشوائية والغريبة، استبعاد شجرة بلوط زرعها الكاتب الروسي العالمي إيفان تورغينيف قبل 198 عاماً في منطقة أوريل الأوروبية من  منافسات "الشجرة الأوروبية"!

- إغلاق جميع مراكز شركة "إيكيا" لبيع الأثاث بالتجزئة ومواقع تجارتها عبر الإنترنت في روسيا. 

-جنون العقوبات، أصاب جيسون ستاثام، الممثل الأميركي، بريطاني المولد، حيث قرر منع المواطنين الروس من استخدام اقتباساته وتعليقاته، ومنها "الشخص الصالح لن يحافظ على الهواء السيئ في نفسه".

-ومن نافلة القول، فقد شملت تلك العقوبات قيوداً على واردات النفط والغاز والفحم الروسي، وعلى واردات وتصدير المعادن الروسية، و تصدير واستيراد السلع الكمالية، وتصدير التكنولوجيا والخدمات المهنية مثل الاستشارات وخدمات المحاسبة، وأيضاً مجموعة قيود على وصول موسكو إلى أموال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وعلى حسابات البنوك المراسلة للبنوك الروسية وعلى وصولها  إلى نظام "سويفت".

إقرأ أيضاً: عام على الحرب في أوكرانيا.. كيف واجه الاقتصاد الروسي عقوبات الغرب؟

-تجاوز عدد الأفراد الروس المدرجين في قائمة العقوبات نحو 9 آلاف شخص، والكيانات الروسية نحو 2000، كما استهدفت العقوبات 96 سفينة و24 طائرة روسية، وذلك وفقاً لبيانات شركة "كاستيلوم. إيه آي"، نفسه.

"وكأنك يا بوتين ما دريت"!

حتى انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، كانت إيران الدولة الأكثر تعرّضاً للعقوبات في العالم، وفقاً لموقع Castellum.Ai، الذي يتابعها.

تبوأت طهران الصدارة على مدى السنوات الماضية من حيث عدد العقوبات التي طالت 4191 كياناً، وفرضت على مدار عقد من الزمن، تليها سوريا 2643 وكوريا الشمالية 2097.

واليوم، مع دخول العملية عامها الأول تحتفظ روسيا الآن برقمٍ قياسيٍ من العقوبات إذّ وصلت إلى حوالى 11000 عقوبة، استهدفت غالبيتها بشكلٍ أساسي الاقتصاد الروسي لإلحاق الضرر فيه وبنشاطاته المالية.، في سابقة لم يعرفها تاريخ التخاطب بين القوى الكبرى...

"الجبل تمخّض فولّد فأراً"...!

رغم كل هذا "الجنون الغربي"... يبدو أنّ هالة هذه الجلبة الأميركية الضخمة لم تؤتِ ثمارها، ففي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أكّد البنك الدولي أنّ روسيا نَجَت من عاصفة العقوبات الدولية  بصورة أفضل ممّا كان متوقَّعاً، نتيجة ضوابط وسياسات سارع الكرملين إلى تبنّيها ردّاً على حزم العقوبات المتتابعة.

  • روسيا تتصدّر قائمة العقوبات الأميركية قبل إيران وسوريا...
    روسيا تتصدّر قائمة العقوبات الأميركية قبل إيران وسوريا...

وكانت شبكة "سي أن أن" تحدّثت عن شعور السلطات الأميركية بـ"خيبة أمل" بسبب عدم وجود "آثار كبيرة" للعقوبات المفروضة على روسيا، والتي توسّعت مجالاتها وتصاعدت حدّتها، بصورة كبيرة، بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وأظهرت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حجم اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي، ووفقاً لوكالة Bne IntelliNews فإنّ 27 دولة في أوروبا تعتمد على الغاز من روسيا بنسبة 40% من احتياجاتها.

إقرأ أيضاً: برلماني ألماني: لا توجد بدائل حقيقية للغاز الروسي

إذاً، فرضت واشنطن ومن معها آلاف العقوبات الأميركية على روسيا، في سابقة لم يعرفها تاريخ التخاطب بين القوى الكبرى، وضجّت بها وسائل التواصل، فمثلاً ألقى الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي الضوء في حزيران/ يونيو 2022 على العقوبات الغربية، قائلاً في تغريدة له: "7000 عقوبة ضد روسيا، وكأنك يا بوتين ما دريت... الحقيقة أن حجم العقوبات بشكلٍ غير متوقّع".

ليعود ويوضح في تغريدة لاحقة: "أخطر ما في المستقبل توجه البعض إلى محاولة زعزعة الأمن في روسيا والصين.. هذه المحاولات اليائسة ستفشل في عرقلة تقدم هذين العملاقين".