"بوش" و "بلير" كذبا على العالم لاحتلال العراق

ربما في المعلومات والمداولات السياسية العالمية تم إطلاق تهمة التواطؤ بين الرئيس الأميركي السابق "جورج بوش" ورئيس وزراء بريطانيا السابق "توني بلير" بشأن موضوع حيازة العراق أسلحة دمار شامل، لتبرير غزو هذا القطر العربي، لكن واقعة الوثيقة السرية المرسلة إلى "بلير" من "بوش" والتي كشفتها موظفة الاتصالات البريطانية "كاثرين غان" قلبت الموازين وأحرجت البلدين والرئيسين أمام الرأي العام العالمي.

في الشريط النوعي والمهم "official secrets" للمخرج الجنوب أفريقي "غافين هود" (56 عاماً) استند العمل على الرواية التي نشرتها السيدة "كاثرين" عن الوثيقة السرية جداً التي وصلت إلى الحكومة البريطانية من الرئيس "بوش" ويطلب فيها إقناع أعضاء في مجلس الأمن للتصويت على مشروع إدانة العراق واتهامه من دون أدلة بحيازة أسلحة دمار شامل، ولأن موظفة إستقبال وأرشفة الرسائل والوثائق "غان" إعتبرت أن مئات آلاف الناس سيقتلون من دون ذنب سرّبت الوثيقة إلى صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، ليثار جدل واسع في الغرب حول الضرورة المرتجاة من تدمير العراق، وواجهت المرأة الصادقة السلطة بجرأة مدعومة من مرجعية حقوقية مستقلة تبنت قضيتها وربحتا الدعوى معاً، ونشرت "كاترين" كتابها "the spy who tried to stop a war: Katharine gun and the secret plot to sanction the Iraq invasion".

المخرج استند إلى مضمون الكتاب وصاغ مع (غريغوري وسارة بيرنستاين، ومع مارسيا وتوماس ميتشل) سيناريو محكماً لم يضعف ولا لحظة على مدى ساعة و52 دقيقة، صٌوّرت ما بين مطار روبن هود، دونكاستر، وساوث يوركشاير، في إنكلترا، وباشرت الصالات الأميركية عرض الفيلم بدءاً من 30 آب/أغسطس الماضي، والواقع أن شخصية "كاثرين" التي تجسدها النجمة الإنكليزية "كيرا نايتلي" حمّلتها الممثلة طاقة مضاعفة من الإجادة كما جاء إختيار الممثل الشاب "آدم بكري" (نجل الممثل الفلسطيني المخضرم محمد بكري) لدور زوجها الكردي "ياشر" شديد التأثير والصدق فالممثل الشاب يتمتع بكاريزما رائعة تفرض الانجذاب إليه وكان الكاستنغ الذي جمعه بـ "نايتلي" في غاية التأثير لأن الحب الذي جمعهما في أحداث الشريط الواقعية تم تظهيره عبر أداء نموذجي بين الطرفين، وهي مسيرة ناجحة لـ "آدم" منذ بطولته لشريط "عمر" (إخراج هاني أبو أسعد) "علي ونينو" (للإنكليزي آصيف كابيديا) و"slam" (للهندي بارثو سين غوبتا).

يتميز في الشريط إضافة إلى أداء "نايتلي" التي أقنعتنا بتأييدها للأبرياء في العراق ورفضها لإبادتهم بالطريقة التي حصلت، الإنكليزي الآخر "رالف فينيس" في شخصية المحامي المستقل "بن إيمرسون" الذي قاد معركتها ضد إتهام الحكومة لها مما جعل محامي الإدعاء يسحب دعوى الحكومة ضدها، بما يعني الإقرار بتهمة الكذب من قبل الرئيسين (بوش وبلير) وتجييش الرأي العام لحجب الأنظار عن عدم وجود أدلة على وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وكل الأداء الذي نواكبه من البلدين بحق هذا البلد العربي لا يحيد أبداً عما إقترفه مسؤولاً البلدين من كذب وخطط تدميرية بحق العراق.