ورثة "أحمد عدوية" يحتلون منابر الأغنية العربية الحديثة

في الوقت الذي أطلق فيه الفنان "عمرو دياب" ألبومه الأخير والمميز جداً "سهران"، إنشغل الجمهور العربي بـ "قضية مطربي المهرجانات " الذين تم منعهم نقابياً بينما أغنياتهم منتشرة في كل مكان، ورغم ظروف "كورونا" فإن (حسن شاكوش، عمر كمال، حمو بيكا، علي سمارة وأحمد عزت وغيرهم) باتوا مطلوبين للغناء في حفلات ما بين دبي، سوريا، لبنان، باريس، وبعض المغتربات، ولا يسمح لهم بذلك في مصر.

 

  • ورثة "أحمد عدوية" يحتلون منابر الأغنية العربية الحديثة
    طرفا المواجهة الرئيسيان :"شاكر"، و "شاكوش"- "كمال"

لقد كان الموسيقار "بليغ حمدي" على حق عندما دافع عن جيل شباب الأغنية العربية الحديثة وقال بالحرف "إياكم أن تقولوا ما هو مسيء بحقهم لأنهم ولدوا لجيل غير جيلكم". هذا ما أعلنه الفنان الكبير منتصف الثمانينات، وهاهو منذ سنوات قليلة يتحقق ميدانياً، وإذا بـظاهرة "أحمد عدوية"الذي ظهر في زمن الكبار (عبد الوهاب، أم كلثوم، فريد، عبد الحليم، وفايزة) يتمدد لونه اليوم على الساحة المصرية ومنها إلى دنيا العرب بعدما واجهه نقيب المهن الموسيقية بقرار أصدره في السادس عشر من شباط/فبراير الماضي، يقضي بمنع مطربي المهرجانات ويعني بهم من يغنون في الحفلات والمرابع الليلية والأعراس والفنادق من الغناء، عن طريق إعادة النظر في كافة تصاريح الغناء، وقال النقيب والمطرب المخضرم "هاني شاكر": "إن قرار المنع نهائي لا رجعة عنه" لكنه من دون أن يدري خدمهم لأن الناس إستأنست إلى أغنياتهم وطلبتهم للغناء شخصيا في بلدها.

هذا يعني أن المعركة شرسة بين الطرفين وقد أحدثت إنقساماً في الوسط الفني، فبينما وقف الملحن "حلمي بكر" مع القرار، عارضه الملحن "هاني شنودة" الذي طالب "شاكر" بإعادة "أضواء المدينة"،و"ليالي التلفزيون"، والمسرحيات الغنائية المحترمة وليترك عندها العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة "أما المنع بهذه الطريقة فليس منطقياً ولا صائباً"، وغرد رجل الأعمال ومؤسس مهرجان الجونة "نجيب ساويروس" متسائلاً "أغنية بنت الجيران مزعلاكم في إيه، دي حتى دمها خفيف وضحكتها شربات، وبام بام برضه مالها وإحنا رايحين نسهر، شكلها غيرة ومريسة وفذلكة وتحكّم إحنا الجمهور نسمع اللي نحبه" وللعلم فإن الأغنية التي أداها "حسن شاكوش" و"عمر كمال" سجّلت 155 مليون مشاهدة حتى الآن، والمغنيان أطلقا حديثاً أغنية جديدة عنوانها "عود البطل": جميلة ورقيقة وجاذبة .

وتبدو حالة الممثل "محمد رمضان" مختلفة فهو إستمرأ الغناء والجمهور الذي يلتف حوله في العروض السينمائية وأطلق أغنيات خفيفة يتغزّل خلالها بشخصه (نمبر وان)، وصوّر أغان مشتركة مع المغربي سعد لمجرد في باريس، ومع مغن من ساحل العاج، مما فتح عليه أبواباً لم يستطع إغلاقها، خصوصاً ظهوره الإستفزازي بملابسه الشفافة التي لا يلبث أن يخلعها على المسرح، لذا تبقى صورة الثنائي (شاكوش – كمال) هي الأقرب إلى المنطق، حضوراً ونمط غناء في صورة هي الأقرب للنهج الخفيف والمختلف والمحبب الذي أوجده "أبو" حين أطلق أغنيته الرائعة "3 دقات" بمباركة ومشاركة النجمة "يسرا"، وبات اللحن والكلمات حاضريْن في كل المناسبات العربية، كبديل لمناخ الأغنية الرتيبة الذي نعيشه منذ سنوات في عالمنا العربي، فنحن على ما يبدو، أمام أغنية عربية بديلة يتوسع إنتشارها بسرعة فائقة، لا تعبأ بشيء.