"لطيفة" ترى الوجود جميلاً و"كارول"ترفضه سجناً

كثيرة هي الأغاني الجديدة التي سجّلتها أصوات حاضرة ما بين القاهرة ،بيروت، الخليج والدول المغاربية، وقد إخترنا أغنيتين حديثتين للفنانتين "لطيفة" (كن جميلاً) و"كارول سماحة" (مش هعيش) تعبران عن وجهتي نظر في مقاربة الواقع الحياتي، سُجلتا في القاهرة وإنطلقتا من هناك عبر حسابات عديدة أوصلتهما إلى أبعد مسافة في أوطان العرب ومغترباتهم حول العالم.

  • "لطيفة" ترى الوجود جميلاً و"كارول"ترفضه سجناً
    "لطيفة" و "كارول" على غلافي الأغنيتين

بداية نشير إلى إنسجامنا مع العملين الغنائيين نصاً ولحناً وأداء، وسعدنا لأنهما يتضمنان قضيتين تتم معالجتها من خلال كلمات مباشرة وصور واضحة تذهب إلى الهدف دونما مواربة، وهما من ألبومين جديدين للفنانتين المتميزتين، وها هما في محطة القاهرة يختصران حال الغناء اليوم الذي تركز على مواقع قليلة ومحددة، مع مطربتين تونسية ولبنانية تغنيان أولى بالفصحى (وكانت سجلت قبل سنوات قليلة قصيدة إذا الشعب يوماً لـ أبو القاسم الشابي ألحان الراحل وجدي شيا) والثانية باللهجة المصرية بدت أقرب إلى المفاتحة والفضفضة من إمرأة تمتلك ثقة كاملة بالنفس وترغب من الرجل أن يحترم فيها هذا الشموخ الذي يصنع إمرأة ذات شخصية لا تهتزأو تضعف.

"أيهذا الشاكي وما بك داء، كيف تغدو إذا غدوت عليلاً/ إن شر الجناة في الأرض نفس، تتوقّى قبل الرحيل الرحيلا/ وترى الشوك في الورود وتعمى، أن ترى فوقها الندى إكليلا/ كن جميلاً كن جميلاً، كن جميلاً ترى الوجود جميلاً" مطلع قصيدة الشاعر اللبناني الراحل "إيليا أبو ماضي" الشهيرة إختارتها "لطيفة" لكي تغنيها من ألحان وتوزيع "إسلام صبري" وأطلقتها قبل أيام فقط، وسط نسبة إستماع لافتة لفنانة عرف الجمهور العربي أغنياتها باللهجات المصرية والتونسية وصولاً إلى اللبنانية (ما غنته من ألحان وكلمات الفنان زياد الرحباني)، وبالتالي جاء أداؤها لقصيدة بالفصحى لافتاً جميلاً وصائباً من منطق التنويع الذي لطالما إعتمدته في ألبوماتها الواحد تلو الآخر، وهي وُفّقت في هذه التجربة بالكامل.

"مش هعيش محبوسة في سجن القلق، هبقى حرة وعندي حق/ إفهم إن أنا عندي مبدأ طول حياتي، بدّي فرصة وإتنين والتالتة لأ/ مش هعيش مع حد سلبي، وأصحى ألاقي عمري راح/ حد فاكر إن قلبي ملك ليه أو مستباح" مطلع أغنية "كارول" الجديدة التي صاغها "أمير طعيمة"، لحنها "إسلام زكي" ووزعها "ألكسندر ميساكيان". وبغض النظر عن إستنتاجات البعض التي تحدّثت عن مشاكل بين "كارول" وزوجها رجل الإعلام والأعمال المصري "وليد مصطفى"، منذ غنت "مطلقة"، ثم حالياً "مش هعيش"، فإن الأغنية الجديدة تنساب صدقاً وشفافية، مع لحن أليف جاذب واكبته "كارول" بإحساس المرأة المنتفضة على صورة الخنوع التي يبتغي بعض الرجال تعميمها كأسلوب تعاط نموذجي مع كل النساء.