"الجسمي" في جديده "أحبك" عملاق رقيق

لطالما كانت خياراته نموذجية، مع كل أغنية يبدو مطرباً آخر، لا يُكثر من نتاجه لكنه يوفق في كل ما يُسجّله ويُطْلقه، وفي أحدث ما يتحضّر لوضعه بتصرّف الجمهور العربي مطلع العام 2018 بعنوان "أحبك"، يثبت الفنان الإماراتي "حسين الجسمي" أنه يقف في الصف الأول مع صُنّاع الأغنية العربية الكبار، ملتزماً جانب الأغنية الجادة والهادفة والجميلة.

حسين الجسمي يطلق أغنية "أحبك" مطلع عام 2018

يتم حالياً الترويج لـ "أحبك" التي تتدفق فيها مشاعر "الجسمي" بعذوبة وإنسياب مع إيقاع بسيط يكاد لا يُسمع، مفسحاً في المجال أمام قوة الصوت الذي يعتمد هنا على طبقة الـ "باس" ذات القرار الواثق، مفعمة بإحساس لطالما أمتعنا خصوصاً ما إستطاعه في أغنيات "بحبك وحشتيني"، "ما يسوى"، "أمي"، "تبقى لي" وغيرها مما تحفظه المكتبة الغنائية العربية فوق رفوفها المذهّبة لمطرب تتجانس في أعماله النغمة والكلمة مع صوت أقل ما يُقال فيه إنه صدى القلب ونسيم الروح يعبق بالشفافية والصدق.

4 مقاطع غنائية تختصر هذه الأغنية التي تذوب رقة وحناناً، يؤدّيها "الجسمي" بأسلوب الإعتراف، والبوح، مع فيض مشاعر هي من صميم إحساسه، بدليل أنه لا يجهد لتوصيله، بل يطلقه كمن يتحادث مع آخر وحسب، فيغنّي:
أنا كل ما نويت أنسى
لك الذكرى ترجّعني.
فراقك آه يا فراقك
كسر قلبي وعذّبني.
وترى للحين أنا أحبك
وأشوفك بين حين وحين.
وأنا نذر علي أبقى أحبك
لحين يوم الدين.
"الجسمي" يُصدر جديده "أحبك" خلال أيام كباكورة لإنتاجات العام الجديد غنائياً، في وقت خفّ ألق الأغنيات الجديدة الوافدة من الخليج بفعل الأوضاع الأمنية السائدة في المنطقة، فأين ما كنا نواكبه لـ "عبد المجيد عبدالله"، لـ "نبيل شعيل"، و"نوال الكويتية"، وحده المخضرم الأصيل "محمد عبدة" يدأب على تقديم الجديد ويوفق دائماَ في تدعيم نتاجه المتوفر بجديد مميز من قيمة ومستوى أغنية "الأماكن"، والرهان حالياً على العام 2018 الذي يبدو أن حلولاً بالجملة تلوح في الأفق لأزمات المنطقة، بما يعني أن مشاريع كثيرة كانت مجمّدة ستجد طريقها للتنفيذ.