يعتبر نفسه عبقرياً والجميع يرونه غبياً تافهاً وفاشلاَ

الممثل "جيمس فرانكو" لفتته سيرة الفنان غير المعترف بمواهبه في هوليوود "تومي ويزو" فقرر إنجاز فيلم عنه حمل عنوان "the disaster artist"، مقدّماً إياه ثرياً جاهلاً لأبجدية الفن السابع، لا يعرف شيئاً من أصول التمثيل والكتابة والإخراج، وعندما رفضته هوليوود صوّر عملاً من بطولته وإخراجه وإنتاجه عن نص له عام 2003 حمل عنوان "the room" صرف عليه 6 ملايين دولار، وجنى في الإفتتاح 1800 دولار فقط.

يبدو "تومي" ويجسده "جيمس فرانكو"، شاباً فارغاً لا يمتلك أي موهبة، ولا يستطيع أحد معرفته على حقيقته، حيث لا معلومات عن جنسيته (الأرجح أنه بولندي)، ومصدر ثروته حيث يصرف من دون حساب، ويشتم كل من جوله، ولا يفكر إلا في العمل السينمائي، وقد تجاهله الجميع ولم يقتنعوا أن عنده موهبة يمكن إستغلالها في السينما، فقرر أن ينجز فيلماً على حسابه من دون إنتظار إذن من أحد، ورغم أنجاز التصوير إلاّ أن أحداً من المشاركين فيه لم يفهم ما هي قصته، وعانى مدير التصوير من جهله في الإضاءة والكادرات والزوم، وبعد إصطدامات به كاد يطرده ومعظم التقنيين، تم تركه يتصرف على هواه، وأرهق الممثلين بكثرة طلباته وصراخه، ثم حين خرج الفيلم في إول عرض له، كان الضحك على الفيلم والمشاركين فيه، وليس الضحك منه، ومع ذلك إعتبر أن ردة الفعل هذه نموذجية.

يرتبط هذا الشاب بـ "غريغ" (ديف فرانكو- شقيق جيمس)، ويجعله صديقاً مقرباً جداً، وهو إرتاح له منذ أشار عليه بتصوير فيلم على مزاجه وتجاهُل هوليوود وأهلها، وبات "غريغ" لا يقول له لا أبداً، وفوجئ مدير التصوير "ساندي" (سيث روغن) عندما حمل شيكاً بأجره من "تومي" لصرفه من البنك، عندما أُبلغ بأن للشيك رصيداً كبيراً وأن أموره على أحسن حال، وأعاد تصوير أحد المشاهد أكثر من 200 مرة لأنه لم يستطع حفظ جملة من حواره ليقولها أمام الكاميرا، وعرفت أيام التضوير حالات جنونية، حطم خلالها معدات تصوير وأكسسوارات، وتسبب في حالات تعطيل خصوصاً مع تكرار تأخره عن مواعيد التصوير، وكان كلما تأفف أحد من جهله وتأخره طرده من الأستوديو، ولم يستمع إلى أي رأي تقني وإشتغل كما يرى الأمور مناسبة فزاد في الطين بلّة، وأسقط الفيلم إلى أدنى درك ممكن.

الشريط الذي يتصدّر ترشيحات "الغولدن غلوب" كفيلم كوميدي، هو واحد من 38 فيلماً أخرجه هذا النجم المتميز، ومن 26 مشروعاً سينمائياً كتبه، ومن 67 عملاً أنتجه، وفيه يقدم دوراً مركّباً ويحتاج إلى ممثل ماهر، واللافت أن شقيقه "ديف" متمكّن من أدواته كممثل، وخدم الفريق وجود "سيث روغن" المتعدد المواهب، فيما كنا مع نص (سكوت موستادتلر، مايكل.ه.واير) بالغ الشفافية لأنه لم يتركنا للحظة من دون ضحك، على المواقف الذكية والعميقة على مدى وقت الفيلم 104 دقائق، بميزانية عشرة ملايين دولار، جنى مقابلها الفيلم في 25 يوماً 17 مليوناً في أميركا وحدها.