"هالوين" 2018 رعب ممتع مُهدى إلى روح "مصطفى العقاد"

بعد 13 عاماً على مصرع المخرج العربي الكبير "مصطفى العقاد" في إنفجار بالعاصمة الأردنية عمّان، وبعد عام على إطلاق النسخة المرممة من فيلمه الضخم "الرسالة"، ظهر شريط جديد من سلسلة ""halloween التي أطلقها إنتاجياً عام 78، من إنتاج نجله "مالك" بميزانية 10 ملايين دولار، باشرت الصالات الأميركية عرض العمل الجديد بدءاً من 19 تشرين الأول/أكتوبر الجاري وكانت المفاجأة أنه جنى في 4 أيام أقل بقليل من 81 مليون دولار.

 العقاد الإبن عاود الإستعانة للنسخة الحديثة بالنجمة "جامي لي كيرتيس"  في شخصية "لوري سترود" التي عانت ماعانته مع مايكل (جيمس جود كورتناي) المجرم الذي لا يتكلم ويرتكب فظاعاته الدموية بهدوء ودم بارد ولا أحد يهزمه أو يتمكن من القضاء عليه لا بأي وسيلة حادة، أو بالرصاص، أو الدهس أياً كانت الآلية التي تصدمه، لأنه لن يلبث أن ينهض ويستعيد حيويته المعهودة، وحتى النار التي أتت على منزل "لوري" وإبنتها "كارين" (جودي غرير) وحفيدتها "أليسون" (أندي ماتيشاك) للتخلص منه ربما لن تكون كافية وفاعلة للقضاء عليه لأن الفيلم الذي كتب نصه مخرجه "ديفيد غوردن غرين" مع "داني ماكبرايد"، و "جف فرادلي" عن مواصفات لـ "جون كاربنتر" و"ديبرا هيل"، إنتهى بحريق هائل للمكان، لكن من يدري ما إذا كان نص لاحق سيُخرجه من هذه النار حياً، لكي يُتابع مجازره المتنقلة التي لم تُفوّت أحداً من الرجال والنساء الكبار والصغار، من رجال البوليس أو من المدنيين إلى آخر المنظومة السلبية.

"لوري" التي لطالما صلّت لكي يخرج "مايكل" العملاق الصامت من السجن لكي تقتله بواحدة من البنادق الآلية التي جهّزتها للّحظة الحاسمة، كانت تسعى لحماية إبنتها التي تقاطعها مع زوجها ويعتبرانها تعيش هاجس هذا الرجل، وحفيدتها التي لم تتوقف عن التواصل مع جدتها التي حرصت دائماً على تزويدها بمبالغ من المال لكي تحقق بعض ما تتمناه وتشتري ما لا تقبل والدتها بشرائه لها، وفي لحظة الحقيقة تبين أن "لوري"على حق، فقد هرب "مايكل" من سيارة نقل المساجين بعدما قتل الحراس ومزّق عدداً من رفاقه، وراح يطيح بنماذج مختلفة من العابرين ورجال الأمن والمراهقين الذين يحتفلون بعيد "هالوين" مع أقنعة وملابس تنكرية تعطيه الفرص الذهبية مع وجهه المقنّع لإرتكاب أبشع جرائمه من دون القدرة على مواجهته أو ردعه أو التعرف على شخصيته الحقيقية.

 وتفترض واقعية الإجادة في التعاطي مع مادة الترقب والرعب، التوقف عند نموذجي التصوير (مايكل سيموندس)، ومن تعاونوا على صياغة الموسيقى التصويرية الجميلة والمؤثرة جداً المخرج "جون كاربنتر"، ونجله "كودي"، إضافة إلى "دانيال.أ.ديفيس"، وكانت المؤثرات المشهدية في أتم تأثيرها مع الخبير الذي أشرف عليها بالكامل "سيمون ماديسون"، أما الأدوار الأخرى أمام الكاميرا فشملت (نيك كاسيل، هالوك بيلغينر، ويل باتون، ريان ريز، جيفرسون هيل، والصغيرجبرائيل نانتامبو).